من ورق الجرايد والهدوم القديمة "مدحت" عمل ديكورات وشنط

الأحد، 06 مايو 2012 12:38 م
من ورق الجرايد والهدوم القديمة "مدحت" عمل ديكورات وشنط ورق الجرايد اكسسوارات
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط اللوحات والأوراق والألوان المتناثرة انحنى كل منهم على الطاولة منهمكاً فى الانتهاء من عمله وسط الضوضاء التى ملأت المرسم الكبير الذى جمع طلبة دفعته معاً للخروج بأعمال فنية رائعة، طالما اشتهر بها طلبة كلية الفنون التطبيقية، وما أن انتهى العمل وخرجت مشروعات التخرج مبهرة للعرض فى معارض الكلية، حتى امتلأت الغرفة ببقايا الأوراق والألوان والورق المقوى والأدوات البلاستيكية التى تنتظر مصيرها داخل صندوق المهملات، وهو ما لفت نظر "مدحت" أحد الطلبة الذى لم يكتف بإنهاء مشروعه، فقام بجمع بقايا الأدوات التى تركها زملاؤه ليخرج منها بمشروع تخرج جديد من الشنط والمشغولات البسيطة التى نالت إعجاب الجميع، وبدأ بها "مدحت بنزهير" مشروع "تدوير الفنون" بعد أن عينته الكلية معيداً عقب إنهاؤه لدراسته.

"إكسسوارات من أوراق الصحف والمجلات القديمة، وديكورات للحوائط والمنازل من مخلفات الورق والكرتون وزجاجات البلاستيك، وشنط من الملابس المستعملة"، وغيرها من الابتكارات كانت نتاج ورش "التدوير الفنية" التى أسسها "مدحت" 24 عاماً، بجانب عمله كمعيد فى الجامعة، فلك يكتفى بمشروعه ليبقى مجرد فكرة، ولكنه فكر فى نشر الفكرة وتشجيع كل من يرغب فى التعلم على الانضمام للورش الفنية، وبالفعل أسس "مدحت" الورشة بالتعاون مع جمعية "فلنغرسها" للعمل الخيرى وحماية البيئة، وبدأ فى دعوة أصدقائه ثم دعوة كل من يرغب فى الانضمام من الشباب الذين انضموا للورشة وبدأوا فى الإبداع.

"من ولا حاجة خالص بنعمل حاجات حلوة أوى" هكذا بدأ مدحت حديثه لليوم السابع عن ابتكاراتهم الفنية داخل ورش إعادة التدوير الفنية، ويقول مدحت: "الفكرة هى الاستفادة من بقايا الأدوات التى نستخدمها أى كانت، فى الخروج بأشياء مفيدة، وهو ما نقوم به بالفعل ولا يتطلب الأمر سوى بعض الأدوات البسيطة، ومجموعة أخرى من الأفكار المبتكرة".

بنفس المبدأ الذى بدأ به "مدحت" فكرته البسيطة وهو "من ولا حاجة بنعمل حاجة"، لم يكتف مدحت بالانتفاع بالربح العائد من بيع هذه المشغولات التى أكد أنها مربحة نظراً لعدم الحاجة لشراء مكوناتها من البداية، بل تجاوز ذلك إلى استغلال هذه المواد فى مساعدة الفقراء، وتقديم المعونات للأسر المحتاجة بمساعدة جمعية "فلنغرسها" الخيرية، وبذلك أستطاع "مدحت" تحويل مصير بقايا مخلفات من صندوق المهملات إلى إنقاذ أسر فقيرة وتقديم يد العون بأقل جهد وتكاليف.

"هكمل فى المشروع ده، وهدفى أن كل اللى بيحب العمل الفنى يفكر ويبدع، ومن خلال العمل نساعد غيرنا" هكذا أنهى "مدحت" حديثه لليوم السابع عن مشروعه المبتكر الذى يتوسع يوماً بعد الآخر وكلما زادت الأفكار، كلما ظهر الإبداع.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة