سندريلا الشاشة العربية سعاد حسنى، تتمايل الأعناق حين ترقص وتشع المرح وخفة الدم حولنا، وتبتسم الشفاه وتزرف الدموع حين تمثل، تتقطع القلوب حين نتذكر ملابسات قتلها، ويتوه العقل فى غياهب مع عجز القائمين فى التحقيق فى مقتلها لمعرفة الحقيقة والسر وراء الحادثة. مات الجسد وظلت الروح تحوم حولنا كلما عرض أحد أعمالها.
اليوم فى ذكرى عيد ميلادها نحاول الاحتفال مع جمهورها بتلك المناسبة، ولسنا لكى نتذكرها لأنها لم تغب عنا، فمازلنا نستمع إلى أغنياتها ونشاهد أفلامها، ونقول "هل تأتى سعاد حسنى أخرى؟" ويرتد إلينا السؤال بالإجابة القاطعة.
"سندريلا" لقب اشتهرت به سعاد حسنى وبات علامة مسجلة باسمها، لكن للأسف لم تنتهِ حياتها النهاية السعيدة لقصة السندريلا الشهيرة، بل كانت مأساوية وغامضة لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن، كما تسابقت عدة أقلام صحفية لاتهامها بالانتحار، دون مراعاة لقيمة سعاد حسنى التى قدمت للسينما المصرية الكثير، ورسمت البهجة على شفاهنا دون افتعال، وجعلتنا نغنى معها ونرفص ومازلنا نفعل.
نحتفل بميلاد سعاد حسنى التى ظهرت لأول مرة على الشاشة الكبيرة كبطلة ونجمة، ولم تقدم أدواراً صغيرة، حيث بدأت سلم النجومية من أعلاه ومع مخرج بحجم وقيمة هنرى بركات عام 1958 فى فيلم "حسن ونعيمة" الذى رغم أنه أول أعمالها السينمائية، إلا أنه يعد واحداً من كلاسيكيات السينما المصرية، لتكمل مسيرتها فى السينما بعدة أفلام ناجحة منها "البنات والصيف" و"الساحرة الصغيرة" و"عائلة زيزى" و"الزوجة الثانية" و"خلى بالك من زوزو" و"أميرة حبى أنا"، لتختمها بفيلم "الراعى والنساء" عام 1991، ليصل رصيدها السينمائى لـ 91 فيلماً، ومسلسلاً واحداً فقط بعنوان "هو وهى" عام 1985 تأليف وسيناريو صلاح جاهين وإخراج يحيى العلمى.
سعاد حسنى نجحت على مدى مشوارها السينمائى فى تجسيد شخصية المرأة بمختلف أنواعها فهى المنطلقة والمتحررة فى "زواج على الطريقة الحديثة" والزوجة الريفية المخلصة لزوجها فى "الزوجة الثانية" والطالبة المجتهدة ابنة شارع محمد على فى "خلى بالك من زوزو"، والرومانسية فى "أميرة حبى أنا"، والزوجة التى تثار حولها الشكوك فى "زوجتى والكلب"، والطالبة الجامعية المثقفة فى "الكرنك".
مفارقة القدر أن عيد ميلاد سعاد حسنى يأتى بعد يوم واحد من عيد ميلاد المخرج الراحل يوسف شاهين، الذى يعد هو الآخر رمزاً فنياً لا ينسى، كما أن يوسف شاهين قال عنها ذات يوم "سعاد حسنى لن تتكرر".
موضوعات متعلقة:
أخت القمر لم تعط للمسرح وسام وجودها
سعاد حسنى .. جعلت الحياة لونها بمبى
ما تقولش أمين شرطة اسم الله
جنجاه حسنى .. بانوا على أصلكوا بانوا
