"افتح قلبك مع د. هبة ياسين"... حيرت قلبى معاك

الخميس، 19 أبريل 2012 04:56 م
"افتح قلبك مع د. هبة ياسين"... حيرت قلبى معاك هبة ياسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (ت) إلى افتح قلبك تقول:

أنا شابة عمرى 31 سنة، أعيش بمفردى خارج مصر منذ 7 سنوات، أعمل وأعول نفسى، نشأت بلا أب نظرا لانفصاله عن أمى وأنا رضيعة، وبعد فترة قليلة سافرت أمى هى الأخرى للعمل بالخارج، وكبرت وحيدة إلى حد كبير، اعتدت على الاعتماد على نفسى، ولكنى كنت دائما مفتقدة إلى الحب والرعاية والحنان، مررت بتجارب سابقة اقتربت فيها من أشخاص مختلفة، لكنها كانت دائما تنتهى سريعا، وبلا أى جدوى.

تعرفت على زميل لى فى العمل منذ 4 سنوات، هو مصرى من الصعيد، تقاربنا كأصدقاء، كنا نحكى ونشكى لبعض، وكان يتعامل معى بكل احترام، وخوف واهتمام حقيقى، عرفت كل شىء عنه وعن حياته، وعرفت أنه تبعا لعادات العائلة عندهم، تمت خطبته لابنة عمه منذ أن كان فى الثانوية العامة، وفى المقابل تمت خطبة أخته الصغرى لابن نفس العم أيضا، قال لى إنه غير راض عن هذه الخطبة، ولا يرغب فى ابنة عمه، لكنه يخاف من رد الفعل الذى قد يأتى على حساب أخته، فان فكر وواجه والده وعمه برغبته فى فك هذه الخطبة، لن يكون هناك رد غير أن يفعل ابن عمه المثل مع أخته.

ظللنا نتعامل كأصدقاء لمدة سنتين تقريبا، حتى حدث وتركت الشركة التى كنا نعمل فيها سويا، فإذا به يعترف لى بحبه، وبمشاعره التى كان يخفيها طوال الفترة الماضية، والتى لم يستطع مقاومتها عندما شعر بأنه قد لا يرانى ثانية، لا أنكر سعدت جدا بكلامه، فهو إنسان به كل ما أتمناه، محترم وطيب ومتدين، ويعاملنى بالحسنى دائما، بالإضافة إلى أنه كان صديقى الوحيد تقريبا لفترة طويلة، فنحن متفاهمان إلى أبعد حد.

على قدر فرحتى به كان قلقى من الوضع، فهو مرتبط وأنا أعلم، وأعرف كم التعقيد الذى يحويه هذا الارتباط، ولكنى فى الوقت نفسه لم أستطع أن أقاوم أن يكون فتى أحلامى بين يداى وأبعد عنه، فقد شعرت معه بكثير من الحنان والاهتمام اللذين طالما أفتقدتهما فى حياتى، وافقته، وبادلته نفس المشاعر وأكثر، تعلقت به جدا، وأصبح هو كل شىء فى حياتى، قضينا معا سنة هى أجمل سنوات عمرى.

بعد هذه السنة بدأت المشاكل، لأنه كان قد حان وقت زواجه بخطيبته، وزواج أخته بخطيبها أيضا فى نفس اليوم كما هو متفق عليه، أصبح حزينا ومهموما طول الوقت، وكلما اقترب الموعد زادت عصبيته ومتاعبه، لدرجة أنى عرضت عليه أن يتمم هذه الزيجة، وسأرضى أنا بذلك، طالما أن هذا هو الحل الوحيد ليحافظ على علاقته بأهله، وحتى لا يدمر علاقة أخته بخطيبها، لكنه رفض، وقال لى إنه لا يريد أن يظلم ابنة عمه معه عندما يتزوجها وهو قلبه مع أخرى، وطمأننى بأن هذه المشكلة قائمه من الأصل بوجودى أو بدونى، لأنه لا يحبها ولا يريدها من الأساس، وأنه كان سيتخذ قرار الانفصال حتما يوما ما، و فعلا فك خطبته، وثارت عائلته كلها عليه، وحدثت النتيجة الحتمية التى كان يخشاها، وهى أن أخته هى الأخرى قد فكت خطبتها كرد فعل مقابل.

بعدها انهارت كل أحلامنا، فقد صارحنى بأن أهله فرضوا عليه أعباء مادة كبيرة جدا، سيظل يعمل ليلا ونهارا حتى يقوم بها، بالإضافة إلى المشاكل التى سيسببونها له ولأى امرأة أخرى سيفكر فى الارتباط بها، لهذا فقد قرر أن يحلنى من الارتباط به، فهو لا يريد أن يظلمنى معه، حاولت التفاهم معه، وطلبت منه أن نبقى معا تحت اى ضغط، لكنه قال لى إنه لا يريد أن أضيع أنا عمرى بسببه، لأنه أصبح أمرا ميئوسا منه، ثم ابتعد عنى فجأة، وبمنتهى القسوة، حاولت الوصول إليه أكثر من مرة، لكنه كان دائما يتهرب، حتى حدث وتحدثنا فى مرة وسألته عن كيف يستطيع أن يبعد عنى إلى هذه الدرجة؟، قال لى إنه يحبنى كما لم يحب شخصا آخر، لهذا لا يريد أن أتألم بسببه، ورأى أن يقسو على نفسه ويبعد عنى، حتى لا يضعف ويظل معى دون جدوى.

ظللت أبكى ليل نهار، تبدلت أحوالى كما لم يحدث من قبل، حتى أنى بدأت فى تناول المهدئات وأدوية الاكتئاب، لا أريد أن أكمل حياتى بدونه، أو مع غيره، أنا أحبه، وهو يحبنى، ولا أصدق أن ينتهى الأمر بهذه البساطة، ظللت أحاول معه 8 شهور كاملة، حتى أظلمت الدنيا فى عيناى، وفقدت الأمل، بقيت بعدها 3 شهور أخرى بدون أى اتصال بيننا، بدأت أتعامل فى هذه الشهور الثلاثة على أنى لن أره أو أسمع صوته ثانية، وبدأت أكيف نفسى على أن أحبه بينى وبين نفسى فقط.

ومنذ 3 أسابيع فقط وجدته على النت، وهو عادة ما يغلق الشات الخاص به، لكنه كان مفتوحا هذه المرة، فكلمته، ورد على، وقال لى أنه لم ينسنى لحظة، فقلت له وأنا أيضا، وقال لى أنه يتمنى أن نعود معا، ولكنه لا يملك شيئا واحدا يعدنى به حتى الارتباط الرسمى، فقلت له وأنا اقبل، لأنى أحبه هو، ولن أرضى يوما بغيره، فلماذا أعذبه وأعذب نفسى بالبعد والفراق؟، فعدنا نتحدث ونتواصل كما كان يحدث سابقا، إلى أن جاء يوم عرف فيه أنى اتصلت بأحد أقاربه لأطمئن عليه، فغضب جدا وقال لى إنه غيور إلى أبعد الحدود ولا يرضى بأن أتكلم مع غيره حتى وإن كان قريبه، وحتى وإن كان للاطمئنان عليه، فاختلفنا من جديد، وابتعد عنى لأسبوع كامل، لا يرد على اتصالاتى، ولا يجيب رسائلى.

ثم عاد ليتحدث إلى بعد أن هدأ، فإذا به يقول لى إننا يجب أن نبتعد عن بعضنا نهائيا، لأنه ما من أمل لهذا الارتباط، وهو لن يستطيع ربطى إلى جواره مدى الحياة، وأنه عليه أن يتركنى وشأنى لأبدأ حياتى مع غيره مثل أى فتاة لها الحق فى الارتباط والزواج، فإذا بنا نفترق مرة أخرى، ولكنى تعبت جدا هذه المرة، لم أعد أتحمل كل هذا الضغط، كل تصرفاته وكلامه يقول أنه يحبنى، وبصدق، وأنا أيضا، ومستعدة لفعل أى شىء لنبقى معا، ولا أعرف ماذا أفعل... دكتوره أنا أثق فى رأيك، قولى لى كيف لى أن أتصرف؟...

وإليك أقول:

سأتحدث إليك كإنسانة ناضجة، وذات خبرة كبيرة فى الحياة، فكونك عشت بمفردك، وفى الغربة، وكنت محرومة من وجود الأبوين لفترة كبيرة من حياتك، من المؤكد أن كل هذا إضاف إليك أشياء كثيرة ربما لا تكون موجودة لدى من هن فى مثل سنك من الأخريات، لهذا سأكون واقعية وعملية معك إلى أقصى حد، دعينا نفكر معا بصوت عالى.

أنت فى أوائل الثلاثينات، لا أقول أن فرص الزواج انعدمت، ولكنها قلت بكل تأكيد، خاصة بالنسبة لمن هى فى مثل ظروفك، تعيشين فى بلد غير بلدك، بمفردك، لا قرايب ولا معارف، لهذا فلابد أن تفكرى وبجدية فى أمر الزواج، ولن نكتفى فقط بفكرة (الحب بدون أمل) فى هذه المرحلة، لأنك ما زلت فى الوقت المتاح لاختيار شريك مناسب، لكن الوضع لن يبقى على حالة إذا انتظرنا 4_5 سنوات أخرى، حينها لن يكون لديك فرص الاختيار، بل ستجدين نفسك تختارين أفضل المتاح، وليس ما ترغبينه حقا.

إذا فعلينا أن نحسم الأمور، الآن وليس فيما بعد، هو يحبك، وأنت تحبيه، عظيم، هو يحاول أن يبتعد عنك خوفا عليك من أن يظلمك معه، ماذا يقصد بهذا الظلم؟، من الناحية المادية مثلا؟، هل يقصد أنه لن يستطيع أن يكفل لكى حياة كريمة تليق بك أم ماذا؟، إن كانت هذه هى المشكلة، فسأعرض عليك حلا ربما يقصر المسافات، ناقشيه فى أنك تريدين الزواج من الرجل الذى تتمنيه، وقد وجدتى هذا الرجل فيه، وأنك لن تتمسكى بالشكليات التقليدية، لأنكما أساسا فى الغربة ولن تهتما بما يهتم به الآخرون ممن يحرصون على العادات والتقاليد.

أعرضى عليه أن تتزوجا على أن يتكفل كل منكما بنفسه، ولو لفترة مؤقتة، حتى تتحسن الظروف، بهذه الطريقة لن يزيد زواجكما عليه شيئا، ولن يلزمه بأى إضافات مالية، وفى نفس الوقت أنت ستكونين على علم بذلك من البداية، وبالتالى لن يكون خادعا لك أو مقصرا معك.

فى الأحوال العادية أنا لا أفضل تقديم تنازلات أو تضحيات كثيرة فى البداية، خاصة إذا كان لها علاقة بالحقوق التى شرعها الله، فشرعا الزوج مكلف بالنفقة والماديات، لكنك بملابسات موقفك هذه، وبتمسكك به، وبشعورك تجاهه هو بالذات أعتقد أنك لن تمانعى فى ذلك، ولو بشكل مؤقت، إلى أن يدبر الله أمرا، فلا أحد يعرف ماذا سيحدث غدا، و ربما تنصلح الأحوال مستقبلا.

أعرضى عليه الفكرة واسمعى رده، هل كانت هذه هى المشكلة الأساسية، أم أن هناك غيرها؟، وإن كان فما هى؟، إذا كانت مشاكله مع أهله قائمة بك أو بدونك، إذا فأنت مثل غيرك بالنسبة لأهله، فلا أعتقد أن ارتباطه بك أنت بالذات سيثير مشاكل، أم أن أهله حرموه من الزواج مطلقا؟، لا أعتقد هذا أيضا، وإنما قد يكونون عاقبوه وكبلوه بماديات معينة إلى فترة ما، لكنه وفى النهاية سوف يتزوج، إذا ما المانع فى أن يتزوجك أنت بما أنه يحبك؟.

افهمى منه بالضبط سبب خوفه من زواجكما، لا تسلمى بكلام (هلامى)، اعرفى ما هى المشكلة بالضبط، أن كانت مادية فهى ليست بنهاية المطاف، أما إن كانت غير ذلك فناقشيه فى كيفية حلها، أما إذا أصر على موقفه، فلك أن تسلمى بالأمر الواقع، وأنه ليس لك، قد يكون هذا هو الاختيار الأسوأ لك الآن، لكنه قد يكون الأفضل فى المستقبل، فكون أنه مصر على عدم منحك أى وعد، مع تأكدك من حبه لك، فهذا لا يعنى غير كونه غير قادر فعلا على توفير أى نوع محترم من العلاقة بينكم، وصراحته وإن كانت قاسية فى هذا الشأن، إنما هى تحسب له، فهو فضل حرمانه منك على أن يعلقك (فى حبال دايبة) كما يقال، إذا كان هو لا يرى أى مخرج من هذا الموقف بالرغم من كل استعداداتك للمساعدة، والتنازل تلك، فلا مفر، اتركيه وابدأى التكيف على عدم وجوده من جديد، ليس فقط من أجل تضييع الوقت، ولكن أيضا من أجل تضييع المشاعر، فما يحدث من تعلقك به بلا أمل يسمى إهدارا واستنزافا للمشاعر وللأحاسيس.

كونى واضحة معه، وحاسمة أيضا، قولى له بصراحى، أنا على استعداد أن نتزوج على أن أتحمل ظروفك المادية، دون شكوى، ودون من، ودون تأفف، لأنه سيكون اختياريا، ولن أكون مجبرة عليه، وعلى استعداد أن أتحمل معك بعض الضغوط النفسية التى قد يمارسها علينا أهلك فى البداية، وعلى استعداد أن نتعاون معا فى بناء حياتنا بمفردنا، وحتما سيوفقنا الله طالما نقصد الخير، لكنى لست على استعداد لغير ذلك، لا أريد أن أعيش حياتى مذبذبة بين إقبالك على مرة، وانصرافك عنى مرات، أن كنت ستتزوج يوما من الأيام فلنفعل ونتحمل سويا، حتى وإن لم يكن فورا، أما إن كنت لا تريد الزواج عموما، أو الزواج منى بالتحديد، فلتقلها والآن، ولنعتبر نحن الاثنان أن القصة انتهت إلى هذا الحد، وكفى، ثم أمهليه مهله محددة للرد عليك.

أحيانا كثيرة نتحرك عندما نشعر بأننا سنفقد ما نحب إلى الأبد، لذا لعله يتحرك ويأخذ القرار إذا شعر فى كلامك بالجدية والحسم، أما إذا لم يفعل فأنصحك بأن تبتعدى عنه أنت بإرادتك، وباختيارك، وأنقذى ما تبقى من مشاعرك وإحساسك وكرامتك أيضا، لأنك عند هذا الحد قدمتى كل ما عندك، والكره الآن ليست فى ملعبك، بل فى ملعبه هو، وهو من يجب أن يتخذ الخطوة التالية.

البعد قد يكون قاسيا وصعبا ومؤلما، لكنه الآن أفضل من بعد سنة أخرى، فكما يقال (وقوع البلا ولا انتظاره)، فقد نحب الشىء ونتمناه ونرغب فيه بشدة، لدرجه تعمينا عن حقيقة أنه لن يحدث يوما ما، ونظل ننتظره ونحلم به دون جدوى، ولا نستفيق من كل هذا إلا على الندم والحسرة وخيبة الأمل، لا تتركى تعلقك به يفعل بك هذا، خاصة وأنه قد مر عليكما الوقت الكافى بالفعل لاختبار مشاعركما تجاه بعضكما البعض، وحان وقت حسم الأمور.


للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:

h.yasien@youm7.com








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة