"القومى للترجمة" يصدر دراسة عراقية عن "يحيى الطاهر عبد الله"

الأربعاء، 11 أبريل 2012 07:24 م
"القومى للترجمة" يصدر دراسة عراقية عن "يحيى الطاهر عبد الله" يحيى الطاهر عبد الله
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر المركز القومى للترجمة، بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الكاتب يحيى الطاهر عبد الله، الترجمة العربية للدارسة البحثية التى أعدها الكاتب العراقى سامى حسين عبد الستار الشيخلى، باللغة الألمانية بعنوان "قرية الكرنك، فى قصص يحيى الطاهر عبد الله"، ونشرت فى دار بيترلنك السويسرية فى العام 2000 وأعدت فى الأصل لنيل درجة الدكتوراه من جامعة هايدلبرك الألمانية فى علم الاجتماع الأدبى عام 1999.

تركز الدراسة على استكشاف معالم دلالة المضمون الاجتماعى فى قصص يحيى الطاهر عبد الله، حيث تدرس النصوص الأدبية باعتبارها وثيقة أدبية اجتماعية تاريخية وترى الكاتب فيها شاهدا على العصر وتمضى فى تتبع أثر الكاتب فى قريته وحياته فيها وتحلل قصصه الواصفة لمعالم قرية الكرنك فى فترة ما قبل العام 1965.

وترى الدراسة أن يحيى الطاهر عبد الله أبدع فى أعماله القصصية اللافتة وركز فيها على مأساة وجوده، فالقصص ذاتها تبدو نصوص احتجاج اجتماعى رافض لواقع ريفى ذى طبيعة خاصة تبلورت عبر استكشاف تراث شعبى قروى واجتماعى حى امتزج بتصورات خرافية توارثتها الأجيال ومن تراث حضارى ثرى.

ويشير الباحث إلى أن أعمال يحيى الطاهر فى هذا السياق كانت تمثل محاولة إبلاغ رسالة من أجل إيجاد حلول لمشكلات تبلورت خارج الوعى المحدود، وتتمحور الدراسة حول أعمال صاحب الطوق والأسطورة فى ثلاث مراحل، الأولى مرحلة البحث عن أسلوب ولغة فى الستينيات، والثانية هى مرحلة نضوج نصوصه، والثالثة مرحلة الرمز الشعرى المكثف.

وتنتهى بالتأكيد على تميز أعمال الكاتب الراحل وقدرتها على رصد تفاصيل الحياة اليومية لبسطاء المصريين سواء فى الريف أو المدينة حيث تناولت قصصه السلوك الطبيعى الساعى لبلورة طموح الأجيال الشابة إلى الحرية وانعكست فيها طبيعة المواجهات بين إرادة التجديد والأفكار المحافظة على سريان حياة يومية قروية رتيبة وعكست قصص يحيى الطاهر عبد الله كلها كافة الممارسات الشعبية والطقسية فى القرية المصرية.

وتضمنت الدراسة سبعة فصول تركز على وسائل التشكيل الأدبى والتطورات الاجتماعية فى مصر وانعكاساتها على الأدب وتبلور أدب القرية، إلى جانب فصل خاص يركز بصورة رئيسية على السيرة الذاتية للكاتب الراحل يحيى الطاهر عبد الله.

يشار إلى أن الراحل يحيى الطاهر عبد الله، ولد فى 30 إبريل عام 1938 بقرية الكرنك مركز الأقصر بمصر، تلقى تعليمه بالكرنك حتى حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة ثم عمل بوزارة الزراعة لفترة قصيرة، فى العام 1959 انتقل يحيى إلى قنا مسقط رأسى الشاعران الكبيران عبد الرحمن الأبنودى وأمل دنقل حيث التقى بهما وقامت بينهم صداقة طويلة.

زفى عام 1961 كتب أولى قصصه القصيرة (محبوب الشمس) ثم كتب بعدها فى نفس السنة (جبل الشاى الأخضر)، وفى العام 1964 أنتقل إلى القاهرة وكان قد سبقه إليها صديقه عبد الرحمن الأبنودى فى نهاية عام 1961، قدمه يوسف إدريس فى مجلة (الكاتب) ونشر له قصة "محبوب الشمس"، بعد أن قابله واستمع إليه فى مقهى ريش، وقدمه أيضا عبد الفتاح الجمل فى الملحق الأدبى بجريدة المساء مما ساعد على ظهور نجمه كواحد من أبرز كتاب القصة القصيرة، وكتب يحيى الطاهر بعض القصص لمجلة الأطفال ومن أعماله: ثلاث شجيرات تثمر برتقالا 1970، الدف والصندوق، تصاوير من التراب والماء والشمس، الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة، حكايات للأمير حتى ينام "الطوق والأسطورة" وأعدت فيلما سينمائيا أخرجه خيرى بشارة كما تحولت إلى مسرحية للمخرج ناصر عبد المنعم نشرت له أعماله الكاملة فى عام 1983 عن دار المستقبل العربى وضمت مجموعة قصصية كان يحيى قد أعدها للنشر ولكنه توفى قبل أن يبدأ فى ذلك وهى (الرقصة المباحة)، ثم صدرت فى عدة طبعات.

وترجمت أعماله إلى الإنجليزية وقام بترجمتها دنيس جونسون ديفز وإلى الإيطالية والألمانية والبولندية وتوفى فى 9 أبريل عام 1981، وبالإضافة إلى عمله على أدب يحيى الطاهر عبد الله للباحث العراقى سامى الشيخلى العديد من الأعمال وهو من مواليد بغداد عام 1943، نال درجة الماجستير فى الشعر العراقى الحديث من ألمانيا عام 1985 وحاليا يدير شركة للاستشارات الاجتماعية والحضارية والترجمة مقرها سويسرا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة