قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" تتضاعف مسؤولية الذين يتصدون لنشر ثقافة العدل والسلام والتسامح والإخاء الإنسانى، ويسعون فى الأرض لإشاعة قيم الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات فى هذه المرحلة الدقيقة التى يجتازها العالم، فهؤلاء هم الطليعة الخيّرة التى تعمل من أجل تجديد بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة، والإسهام فى صناعة المستقبل الآمن المستقر للبشرية.
وجاء ذلك فى كلمة ألقاها فى ندوة ثقافية حول (الإسلام دين الوسطية: نموذج تجربة تكوين الأئمة والباحثين فى شؤون الإسلام) افتتحت اليوم فى جامعة ستراسبورغ الفرنسية، وأشار إلى أن للإيسيسكو فى هذا المجال دورًا تنهض به ورسالة تؤديها وواجبًا تقوم به للتعريف برؤية الحضارة الإسلامية، ولتوضيح حقائق الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ولدحض الأباطيل التى تروج عنه بالمنهج العلمى، ولتعزيز جهود المجتمع الدولى فى هذه المجالات الحيوية.
وأكد الدكتور عبد العزيز التويجرى فى افتتاح الندوة التى تعقد بالتعاون بين الإيسيسكو ومرصد الدراسات الجيوسياسية وجامعة ستراسبورغ، أن الرسالة الإسلامية رسالة تنويرية، تقوم على السلام فى العقول والضمائر، والسلام بين البشر، والسلام فى الأرض، فهى رسالة المحبة الإنسانية، ورسالة الوسطية فى كل شأن من شؤون الحياة، موضحًا أن الوسطية الإسلامية هى خاصية من خصائص هذا الدين الحنيف.
كما أشار إلى أن الإيسيسكو وضعت برنامجًا خاصًا بتكوين الأئمة أطلقته خلال انعقاد الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للتربية والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامى، الذى عقد فى موسكو خلال شهر يونيو 2008. كما قدمت الإيسيسكو هذا البرنامج إلى الاجتماع السابع لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية فى أمريكا اللاتينية والكاريبى المنعقد فى جزيرة مرغريتا بجمهورية فنزويلا خلال شهر يونيو 2008.
واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته فى افتتاح الندوة الثقافية فى جامعة ستراسبورغ بالتأكيد على أن " هذا هو مفهوم الإسلام للوسطية، وهذه هى دعوته للسلام والإخاء والتعايش بين البشر. فلنعمل جميعًا بقلوب مفتوحة وعقول مستنيرة وإرادات صادقة، لمواجهة حملات التشويه والتضليل والكراهية، ولبناء جسور المحبة والاحترام المتبادل والمسارعة فى الخيرات".
