مبدعون: الهجوم على المسرحيين فى تونس بروفة لمستقبل الفن فى مصر

السبت، 31 مارس 2012 02:34 م
مبدعون: الهجوم على المسرحيين فى تونس بروفة لمستقبل الفن فى مصر بشير الديك
كتب خالد إبراهيم والعباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الفزع والغضب الشديد سيطرت على الأوساط الإبداعية بمصر على خلفية ما جرى فى تونس من اقتحام التيارات المتشددة للمسارح وتكسير المعدات ومنع الممثلين من العرض، ولم يستبعد مبدعو مصر أن يكون ما جرى فى تونس بروفة لما سيصيب مستقبل الفن المصرى، حيث أكد السيناريست بشير الديك لـ"اليوم السابع" أن ما حدث فى تونس مرشح بقوة أن يحدث فى مصر، مدللا على كلامه بأن هناك حالة مد دينى واضحة فى جميع أرجاء المنطقة العربية، ويرجع هذا المد إلى الإدارة الفاشلة منذ الحرب العالمية الثانية التى لم تستطع أن تصنع نهوضا حقيقيا فى المنطقة إلا فترة عبد الناصر وسرعان ما انتكست تلك النهضة على يد السادات.

وأضاف الديك أن المنطقة العربية لن تتطور إلا أن تطورت رؤيتنا نحن للإسلام، حيث وصف السيناريست فهم البعض للإسلام بالفهم المريض، حيث يشعرون أن هناك ظلم واضح للإسلام، متمنيا أن تستقر تلك النظرة وتصبح نظرة ديمقراطية.

ويؤكد الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن أن ما حدث فى تونس مجرد بروفة لأشياء أكثر خطورة من المتوقع حدوثها فى مصر، معتبرا ما حدث خطأ من أخطائهم الشهيرة، ولفت الكاتب الكبير إلى أن الإسلاميين يحملون الكره والحقد ضد الأدب والفن والثقافة.

واستنكر الكاتب استسلام الشعب المصرى فى حالة حدوث مثل تلك الواقعة، مضيفا أن الجماعات الإسلامية فى السبعينيات قامت بفض النشاطات الإبداعية فى الجامعات بالجنازير، وفى النهاية هم الخاسرون والفن لن يخسر أبدا.

وانتقد المخرج على بدرخان ما تمارسه التيارات المتشددة واصفا ما يحدث بالتخلف والرجعية، وشن بدرخان هجوما حادا على تلك الممارسات ضد الفن، مطالبا وقوف الأمة العربية تجاه هذا التيار الغاشم وأفكاره الجاهلة.

وأعلن المؤلف محمد صفاء عامر تخوفه على مستقبل الفن المصرى قائلا "أنا لست مطمئنا على مستقبل الفن منذ صعود تلك التيارات فى مجلس الشعب".

وأضاف المؤلف أن ما حدث فى تونس هو تحجيم واضح لحرية الإبداع، حيث لم يستبعد أن تتكرر فى مصر مثل تلك التجربة.

وصرح سامح الصريطى، وكيل نقابة الممثلين، أنه لو حدث مثل هذا الأمر فى مصر ستتحول إلى حرب أهلية أو فتنة كبرى، معتبرا أن ما حدث تعدى على الحريات لان الفن ضمير الأمة، واستبعد الفنان حدوث مثل تلك الواقعة فى مصر لأن نتائجها ستكون وخيمة.

وفى ذات السياق قال المخرج المسرحى الكبير جلال الشرقاوى، معلقا على اعتداء عدد من الإسلاميين على مسرح تونسى وتكسير معداته بأنها همجيه وسذاجة منهم، وأكد أن جميع الفنانين المصريين متضامنين مع أشقائهم التونسيين فى ذلك ويرفضون تلك الأساليب الهمجية لأن حرية التعبير عن الرأى والفكر والإبداع مكفولة لكل مواطن عربى، وعن إمكانية حدوث ذلك فى مصر قال الشرقاوى استبعد ذلك تماما لأن الإخوان والسلفيين فى مصر أكثر ذكاء من الإسلاميين فى تونس وقال ما يحدث حاليا لا يدعو للخوف ولكن إلى القلق.

الفنان الكبير سمير العصفورى تساءل هل ظهر الإسلام أمس؟، فتعاليم الإسلام تحث على الفكر والإبداع ويدعونا للقراءة فأول آية نزلت من القرآن تقول "اقرأ"، وأشار العصفورى فى تصريحات لليوم السابع أننا لا نعرف كيف يفكر إسلاميو تونس فمن المعروف أن تونس دولة ذات بعد ديمقراطى بسبب تقاربها من الفكر الغربى وكون أن يحدث ذلك فى تونس من هجوم على المسرحيين والمبدعين فهو إنذار لنا بالحذر، وأضاف العصفورى أنه حينما بدأ حياته الفنية بدأها فى فرقة الإخوان المسلمين المسرحية، وهو ما يدل على أن الإخوان أذكى من أن يقوموا بتلك التصرفات فى مصر.

ويرى العصفورى أن هذا الهجوم سياسى من الدرجة الأولى وليس دينيا ، فالنازيون منعوا الكثير من المسرحيات وكذلك اليساريون، فكل قوى سياسية مسيطرة تحاول أن تمنع أى عمل من شأنه أن يضرهم.

وأشار إلى أن التعصب موجود فى كل المجالات، فالتعصب الكروى فى مصر كان يفوق التعصب الدينى فى بعض الأحيان، واختتم العصفورى تصريحاته قائلا أدعو للتأنى ولإعمال العقل فى تلك الفترة فليس من مصلحة الإسلاميين أن يبتعد الشارع عنهم.

الفنان فيصل ندا عبر عن استيائه من تلك الأفعال التى وصفها بالهمجية وقال "هناك حالة من السحابة السوداء على الفن المصرى والعربى، فلا أعرف لماذا يكره الإسلاميون الفن والإبداع على الرغم من أنه من أهم الأدوات فى إصلاح المجتمع، وأشار ندا إلى أن الموضوع من السهل أن يتكرر فى مصر وحدث بالفعل ذلك عندما هوجم الفنان عادل إمام فى أسيوط، وشدد أن الجمهور هو من سيحكم على تلك الأفعال برفضها ومقاطعتها، فالإخوان المسلمين قدموا على مسرحى مسرحية إسلامية جيدة فنية ولكن الجمهور لم يقبل عليها، وأشار إلى أن فكرة مهاجمة النظام للأعمال الإبداعية ليست قديمة وضرب مثالا بأحد مسلسلاته والتى تم القبض عليه بسببها عام 1961 ولكن تم الإفراج عنه لأن الإبداع ليس شيئا ملموسا، لكنه عمل إبداعى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة