محمد حسن عبد الجابر يكتب: التركة المُـلغمة

السبت، 31 مارس 2012 12:40 ص
محمد حسن عبد الجابر يكتب: التركة المُـلغمة عمرو موسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الحقائق التاريخية أن نهايات رؤساء جمهورية مصر العربية جاءت جميعها مؤسفة.. فعبد الناصر كانت نهايته السُم ونهاية السادات كانت الاغتيال بينما مبارك فنهايته كانت فيس بوك !

وهذه الحقائق يجب أن تدق جرس الإنذار عند كل من يفكر فى شغل هذا المنصب وتجعله يُدرك أنه سوف يصبح فقط مسئولاً عن إدارة تركة بحجم مصر، وليس الوريث الوحيد لهذه التركة، فهى ليست تركة بالمعنى الخديو، كما كانت فى عصر الملك فاروق، وبالمناسبة جاءت نهاية الملك فاروق مؤسفة أيضاً فقد انقلب عليه الضباط الأحرار وأجبروه على التنحى بتهمة سوء إدارة مصر وتم طرده منها.

فلا مفر إذا لمن يراوده التفكير فى التقدم لهذه الوظيفة من أن يعيد التفكير ويجيد استيعاب حجم التركة الملغمة بالقضايا والمشكلات والتى - إن قُدِّر له - سيكون مسئولا عن إدارتها وسيكون حينئذ فى مركز أعده بأنه لا يحُسد عليه.

ولـثورة 25 يناير أفضال كثيرة فمنها على سبيل المثال لا الحصر: تمكين المصريين من حرية اختيار الرئيس القادم، لكن للأسف تم التعامل مع المنصب الرفيع لرئيس الجمهورية وكأنه وظيفة خالية أخذت صيغة مختصرة ودون ذكر شروط فى عمود الوظائف الخالية فى إحدى الجرائد الإعلانية، وتعمق عندى هذا الشعور عندما كنت أتابع المتقدمين لسحب أوراق الترشح للرئاسة وقد تخطى عددهم ثمانمائة مرشح !

ومن هذا العدد سأختار بعض النماذج وفى عرضها أجرى مقارنة ذهنية بين نهايات الرؤساء السالفين وبشائر الرؤساء المقبلين ..

فمن المتقدمين لسحب أوراق الترشح من قرر الترشح بدافع أنه رأى رؤية فى المنام أن مبارك ربت على كتفه وقال له : لقد حملتك أمانة، والثانى صلى صلاة الاستخارة منذ سنوات وتقدم الآن حيث إنه الوقت المناسب، والثالث يدعى أنه ابن شرعى للملك فاروق ومن أهداف برنامجه الانتخابى أن يعيد التعامل بالرطل وما شابه، والرابع ذهب لسحب أوراق الترشح وهو يرتدى شبشبا فى قدميه، والخامس كان ممتطياً دراجة بخارية، والسادس كان سائق ميكروباص، والسابع حشاش، والثامن كان بحوزته لفافة بانجو.. أكتفى بهذا العدد فنسبة وتناسب لرقمى ثمانية وثمانمائة إنما يدل على أن ما خفى كان أعظم !
مع كامل الاحترام للمتقدمين للترشح من الطامحين أو غير ذلك لكن عفواً فالطموح وحده لا يكفى لإدارة منصب جلل بهذا القدر ، فمن يأخذ خطوة الترشح يجب أن يكون على وعى بالتركة المثقلة التى سيتولى أمرها ويتمتع بقدر من الحكمة والتى تجعله يُحسن التصرف فى السياسة الداخلية والخارجية للبلاد ويمتلك القدرة على مواجهة مشكلات وقضايا الوطن ويستطيع إيجاد حلول جذرية لها وأن يكون لديه أبحاث فى فن إدارة الأزمات ولديه أيضاً رؤى واستراتيجيات مستقبلية تقود مصر نحو التقدم للإمام.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة