"صحبة مُصلحِة" صداقة 6 فتيات تتحول لمشروع يغير نظر المجتمع للأيتام

الجمعة، 23 مارس 2012 02:51 م
"صحبة مُصلحِة" صداقة 6 فتيات تتحول لمشروع يغير نظر المجتمع للأيتام أنشطة "صحبة مُصلحِة"
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"صحبة مصلحة" عندما تقرأها تتصور للوهلة الأولى أنها تعبر عن مصلحة أو منفعة ما، ولا تفهم معناها الحقيقى سوى بضم الميم وكسر اللام، فتدرك أن العبارة تشمل معنى "الإصلاح"، وهو ليس المعنى الذى تحتويه الكلمة فقط بل هو ما تحتويه الصحبة بأكملها، والتى جمعت 6 فتيات أطلقن على صداقاتهن صحبة "مُصلحِة" لما استطعن تقديمه من خلال هذه الصداقة للأطفال الذين فقدوا ذويهم فأطلق عليهم المجتمع لفظ "الأيتام"، مع الكثير من التجاهل وجرح المشاعر لهؤلاء الأطفال الذين حاولت الفتيات الست تغير حياتهم ومسح نظرة المجتمع الجارحة لهم، فانطلقن للعمل فى مشروع "من أجل حياة أفضل للأيتام"، مستمرات فى دائرة صداقاتهن المصلحة التى يزداد اتساعها يوماً بعد يوم، ولكن "للبنات بس".

"سهام أيمن، هبة عشماوى، ريهام صدقى، هاجر مطر، مى وسام، سارة سعيد" 6 من الصديقات اللاتى جمعتهن الدروس الدينية التى تلقوها معاً، انشغلن فيها بحب الخير فقررن إطلاق فكرتهن لمساعدة الأيتام، والتى اقتصرت فى بداية الأمر عليهن، فبدأوا فى زيارة دار أيتام بالمعادى، وحاولن التواصل مع الأطفال ومعرفة احتياجاتهم وتعليمهم "أى حاجة يقدروا عليها"، انتهت رحلتهن داخل الدار بحفلة نظمها وأداها الأطفال أنفسهم، ودعوا أصدقاءهن لحضور الحفل، الأمر الذى أسعد أطفال الدار، وزاد من ثقتهم بأنفسهم بشكل كبير، وهو ما شجع الفتيات الست على الاستمرار فى الصحبة وتنميتها حتى تحولت صداقاتهن إلى مشروع كبير يضم 64 متطوعة بعد أن قررن أن مشروعهن "للبنات فقط"، توسعت رؤيتهن حتى أصبح الهدف تطوير كل دار أيتام فى مصر، والخروج بهؤلاء الأطفال من نطاق الشفقة التى غلفهم بها المجتمع.

"اليوم السابع" حضر إحدى حلقات الفتيات مع أطفال "دار السعد" للأيتام، والتقت هبى عشماوى إحدى الصديقات اللاتى بدأن الفكرة، وقالت هبة: "الفكرة بدأت من محاولتنا لفعل الخير بشكل جديد من خلال صداقتنا، والتى ضمت فتيات فقط، وكان هدفنا منذ البداية هو تغيير نظرة الشفقة التى ينظرها المجتمع للطفل اليتيم، ومسح شعور الخوف تجاه هذا الطفل لرؤيته كمجرم أو شخص غير سوى، إلى جانب تحويل هذا الطفل إلى طفل معتمد على نفسه يفيد مجتمعه فيما بعد".

تكمل "هبة": "بدأنا بالعمل فى دار أيتام بالمعادى، وشجعنا نجاحنا مع الأطفال على التوسع فى المشروع، وتحويل الأمر من صداقة خير إلى مشروع كبير يضم 7 لجان رئيسية كلها من إدارة الفتيات لنثبت للمجتمع أننا قادرات على فعل الخير، فقسمنا أنفسنا إلى لجنة تنظيمية، ولجنة خاصة بالكمبيوتر، ولجنة اهتمام بالأمهات البديلات فى الدار ولجنة للبحث والتطوير والموارد البشرية والمدرسات، وبدأنا العمل فى دار السعد، وهدفنا تحويل أى دار أيتام إلى مكان أفضل للأطفال، إلى جانب تعلمهم الاعتماد على أنفسهم فى تنظيم حفلات ومسرحيات وتعليمهم الغناء والرسم والتمثيل واللغات ومهارات الكمبيوتر، وإنشاء مكتبة ومعمل للحاسب الآلى داخل الدار، وهو ما أنجزنا منه الكثير داخل دار السعد، استعداداً للانتقال لدور أخرى وتطبيقاً لنفس البرنامج الذى يستغرق سنة ينتهى بها حال دار الأيتام إلى الأفضل.

فى نهاية حديثها قالت "هبة": "لن نقيم احتفالا ليوم اليتيم بالدار، لأننا نرى أن هذا اليوم جرح لمشاعر اليتيم ورفض منا لطريقة التسول التى يتعامل بها المجتمع مع الأيتام، وعوضنا عنه الأطفال بإقامة حفل لأمهاتهم البديلات داخل الدار من تنظيمهم وأدائهم الخاص، ونحلم بتحقيق رؤيتنا فى إسعاد كل طفل فقد أهله، ونظر له المجتمع نظرة قاسية.





















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة