لماذا يفرح المصريون بأنفلونزا الطيور؟

الثلاثاء، 13 يناير 2009 02:01 م
لماذا يفرح المصريون بأنفلونزا الطيور؟ الدجاج فى الظروف العادية يأكل خبز الفقراء
كتبت منى فهمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما عاد وباء أنفلونزا الطيور ليتصدر الأخبار، ارتفعت معه أكف كثيرة بالدعاء، وخاصة من بين الفقراء ومحدودى الدخل. فالناس لا يأملون فقط أن يبتعد عنهم الفيروس الخطير الذى ليس له علاجاً ناجحاً حتى الآن، وإنما يأملون أيضاً أن يستمر عدد من الظواهر الإيجابية التى تصاحب أخبار ظهور الوباء. ومن بينها وفرة الخبز المدعم بالمخابز، لأن الطلب عليه من قبل مزارع الطيور التى تستخدمه كعلف يقل كثيراً، ومنها أيضاً انخفاض أسعار الدجاج فى الأسواق ما يوفر بروتيناً رخيصاً للجمهور. وهو ما عجزت عن توفيره حكومتنا الرشيدة رغم الوعود فى الظروف العادية. فإلى متى سيظل البسطاء ومحدودو الدخل فى انتظار انتشار الأمراض الخطيرة بين الدواجن والمواشى للحصول على الطعام بأسعار غير مرهقة تناسب قدراتهم الشرائية؟

مطلوب حماية المستهلك
سعيد الألفى، رئيس جهاز حماية المستهلك، أكد أن أصحاب مزارع الدواجن الذين حرموا المواطنين من الحصول على رغيف العيش الطازج وبالسعر الحكومى المدعم لم يلقوا العقاب الرادع والمناسب، لأن المواطنين يتعاملون مع الأمر بالصمت، ولا يفضلون الشكوى للحكومة. وقال إنه من الضرورى القضاء على ظاهرة الصمت المجتمعى المنتشرة بين المصريين الذين لا يلفتون أنظار المسئولين إلى وجود مشكلة فى الحصول على رغيف الخبز أو أى سلعة أخرى، وإنه على المستهلك أن يكون أكثر إيجابية فى التعامل مع "مافيا " السوق المحلى للقضاء على كل المشاكل التى نعانى منها.

رئيس جهاز حماية المستهلك، يرى أن الحكومة لا يصلها ما يعانيه المواطن فى الحصول على السلعة، وأنها تحتاج إلى الشكوى حتى "تعرف" وهو ما يناقضه فتحى كامل، العضو السابق بمجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، ويقول كامل إن المسئولين الكبار يعيشون بعيداً عن أوجاع الناس، ولا يتخذون إجراءات فعالة لمواجهة مظاهر الفساد.

قال فتحى كامل، إن بعض أصحاب مزارع الأبقار والمواشى والأرانب والدواجن، أصحاب الدخل الكبير، لا يحتاجون للدعم نهائياً، ولكنهم مع ذلك يستولون على كميات كبيرة جداً من الخبز المدعوم لاستخدامه كعلف، على الرغم من أن هذه الكميات من حق المواطن.

ويضيف كامل أن هذه الظاهرة تكون ملحوظة جداً قبل عيد الأضحى، حيث يزداد الطلب على الخبز المدعم كغذاء للمواشى التى ستذبح فى العيد، وأن زيادة المعروض من الخبز مع كل مرة تنتشر فيها الأخبار عن أنفلونزا الطيور دليل وسبب كافٍ لاستنتاج أن رغيف الخبز الطازج المدعم كانت تحصل عليه الدواجن بدلاً من المواطنين الغلابة.

السوق مفتوح
فى المقابل، قال محسن فاروق، صاحب مزرعة للدواجن والمواشى، إن السوق مفتوح أمام الجميع وأى سلعة يستطيع أن يحصل عليها أى مستهلك، ونحن لا نسرق عندما نشترى رغيف العيش الطازج كعلف للحيوانات بمزارعنا، وكل شىء يتم بمعرفة وموافقة أصحاب المخابز. وأضاف أنه على الحكومة أن تحاسب هؤلاء "الجشعين" الذين يفضلون تحقيق مصالحهم الشخصية والمكاسب المالية الكبيرة، عندما يقومون ببيع رغيف الخبز لأصحاب المزارع الأغنياء، للحصول على أموال أكثر من التى يحصلون عليها من المواطنين البسطاء، الذين يقومون بشراء رغيف الخبز من المخابز بسعره الحقيقى المدعم.

إننا إذن أمام رقابة حكومية غائبة، وجشع أصحاب المخابز، وتاجر يتعامل "بقلب" السوق المفتوح، وكلها عوامل تجعل المواطن البسيط ينتظر دائماً أن يأتى الحل لمشاكله من السماء، حتى وإن كان فى صورة فيروس خطير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة