موسى الكومى يكتب: شرفنا يضيع

الأربعاء، 21 مارس 2012 02:31 ص
موسى الكومى يكتب: شرفنا يضيع صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يزور بلد كألمانيا ولم يكن يعرف اللغة الألمانية فهذه مشكلة، عندما يحاول التفاهم أو السؤال عن شىء باللغة الإنجليزية ينظر

إليك المواطن الألمانى من أعلى لأسفل ويمط شفتيه ولا يرد .. حتى لو كان يعرف الإنجليزية.

وفى روسيا يفاخرون بأن اللغة الوحيدة التى يستخدمها العلماء فى الجامعات ومراكز البحوث هى اللغة الروسية فقط.

إنها شعوب تعتز بلغاتها وتثق فى أنفسها وتفتخر بالانتماء لأمتها.

ما عدا نحن العرب أكرمنا الله وأعزنا وأنزل لنا القرآن بلسان عربى مبين فيه ذكرنا وذكر لغتنا مع كل أذان يُرفع وكل صلاة تُركع ورغم ذلك نشهل من لغتنا ونتهرب منها.

لا يعتقد أحد أننى أقلل من أهمية دراسة اللغات وإتقانها إن أمكن مصداقا للحديث الشريف "من عرف لغة قوم أمن شرهم".

لكنْ أنْ يتم الاهتمام باللغة الانجليزية على حساب لغتنا العربية فهذا هو الضعف والهوان بعينه. والأمور زادت الآن عن الحد وأصبح كل أصحاب المتاجر يكتبون أسماءها باللغة الإنجليزية صراحة أو بكلمات عربية وحروف إنجليزية وكأنك مثلا تمر فى شوارع لندن مع الفارق طبعاً فى مستوى النظافة إذ غالبا ما ترى كومة "زبالة" أمام المتجر أو بالقرب منه.

وعندما تقرأ مقالة لكاتب أو تستمع لأحدهم فى محاضرة أو على شاشة فضائية وهو يحشر الكلمات الإنجليزية فى لغته العربية حشراً ليوضح لنا أنه يعرف الإنجليزية.. وعندما يكتب المغنى اسم الأغنية واسم الملحن بلغة إنجليزية ونحن الأمة الوحيدة التى فرضت على أطفالها دراسة اللغة الإنجليزية مع اللغة العربية فى المرحلة الابتدائية وما قبلها.. وتزيد بعض الأسر وتعلم أولادها نطق الأسماء بالإنجليزية وليس العربية.

هكذا نتعامل مع لغتنا التى تحفظ نتاج عقول الأمم وتربط الأجيال بما فيها.. لكن بعض المتفرنجين وأصحاب الهوى الأوربى يقولون إن اللغة الأجنبية هى قاطرة التقدم وهى التى سوف تقودنا للرقى، وبالتالى علينا أن نتكلم لغات أجنبية عملا بمقولة أن الأمم المغلوبة تميل لتقليد الأمم الغالبة أو المتفوقة.

هؤلاء يعتقدون أن من يتكلم الفرنسية يصبح فرنسيا ومن يتكلم بالحرية والعدالة والمساواة وإدراك قيمة العلم والتنافس الشريف.

وعندما نكون أمة منتجة ومبدعة ومجددة سوف تستجيب لنا اللغة حتما وتتطور تبعا لتطورنا وقد استخدمت كل وسائل الإعلام فى العالم كلمة "انتفاضة" العربية عندما هب الفلسطينيون يقاومون الاحتلال الصهيونى وينتفضون ضد الظلم والقهر.

رغم أهمية اللغات فى الاطلاع والمعرفة والتواصل مع الآخر إلا أنه ليس بمجرد التحدث بلغات الأوروبيين نصبح أوروبيين مثلهم.

لو سلمنا بصحة كلام المتفرنجين لكانت دول المغرب العربى التى تجيد الفرنسية أكثر من العربية تقدمت على فرنسا ذاتها.

وأصبحت دول أفريقيا التى يتحدث معظمها لغات أوربية أكثر تطوراً من أوربا نفسها. ورغم أن العربية من اللغات الستة التى تعتمدها الأمم المتحدة لغات رسمية ومن حق قادتنا التحدث بها أمام المنظمة وفى كل اللقاءات والمؤتمرات إلا أن مبارك لم يكن على ما يبدو فخوراً بلغته العربية فكان يتحدث بالإنجليزية عكس زعماء آخرين مثل بوتين وميركل وساركوزى وأردوغان وحتى قادة العصابات الصهيونية يصرون على استخدام لغتهم.

أتمنى أن يتحدث رئيس مصر القادم العربية فقط فى مؤتمراته ولقاءاته ويصدر مجلس الشعب تشريعات تجبر أصحاب المتاجر على استخدام العربية فقط على واجهات محالهم وإنشاء هيئة تشرف وتدقق جميع الإعلانات المنتشرة فى شوارع وميادين مصر ومكتوبة بلغة عربية خاطئة أو لغة عامية سيئة.. لغتنا تضيع.. شرفنا يضيع.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة