مثقفون: محمود أمين العالم نموذج المفكر المناضل الذى خسرناه

السبت، 10 يناير 2009 08:49 م
مثقفون: محمود أمين العالم نموذج المفكر المناضل الذى خسرناه محمود العالم يمثل جيلا كاملا من المثقفين
كتبت ماجدة سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمثل رحيل المفكر المصرى محمود أمين العالم اليوم السبت، خسارة كبيرة للفكر والثقافة العربيين، فقد كان الراحل قامة شامخة فى ميادين عدة، منها الشعر والنقد الأدبى والفلسفة والصحافة والإدارة الثقافية والنشر المستقل، وكذلك القدرة على التعبير عن التوجه السياسى رغم كل المحاذير التى واجهته فى أكثر من مرحلة سياسية شهدت تقلبات جذرية.

عن ردود فعل المثقفين والكتاب تجاه رحيل المفكر محمود أمين العالم كان التحقيق التالى ..

إنجازات عديدة
عماد أبو غازى المشرف على اللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة، يقول: ذكرياتى مع محمود أمين العالم كثيرة منها جزء عائلى، وذلك للصداقة الكبيرة التى كانت تربط بينه وبين والدى وجزء من خلال العمل، ولكن الأهم من الحديث عن الذكريات هو الحديث عن الإنجازات التى قدمها هذا المفكر للوطن العربى بأكمله.

وسرد أبو غازى أهم إنجازات المفكر الراحل محمود أمين العالم، مؤكدا على القيم الفكرية والسياسية الكبيرة التى تركها لنا العالم منذ الأربعينيات وحتى رحيله، حيث لعب دورا مهما فى النضال الوطنى من خلال دوره فى التنظيمات السياسية، ودوره الفكرى من خلال كتاباته النقدية وأبرزها الكتاب الذى قام بتأليفه بالاشتراك مع الدكتور عبد العظيم رمضان بعنوان"فى الثقافة المصرية" عام 1955.

واستكمل أبو غازى قائلا: إبداع محمود العالم لم يقتصر على جيله فقط، وإنما كان يشتبك فى أعماله مع أساتذة الجيل السابق عليه. وأضاف: كان من الممكن أن يضيف العالم تطورا كبيرا على الجامعات المصرية لولا حركات التطهير التى أطاحت به هو ومجموعة من الأساتذة الأفذاذ، ورغم ذلك ظل يؤدى دوره على أكمل وجه سواء على المستوى الفكرى أو السياسى حتى بعد اعتقاله فى الخمسينيات ضمن حركات اعتقال الشيوعيين.

ويتحدث أبو غازى عن آخر مراحل حياة "العالم" قائلا: فى تلك المرحلة أصدر المفكر الراحل سلسلة من أروع المجلات الفكرية أهمها قضايا فكرية، الفلسفة والعصر، كما استمر عطاؤه كمقرر للجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة لفترة قريبة قبل رحيله، وعن التراث الفكرى الذى تركه لنا فهو كبير ويمثل عددا من المؤلفات الهامة التى تمثل علامة كبيرة فى تاريخ الفكر المصرى، وترك للجيل الحالى قيما عديدة، منها التمسك بالمبادئ والتطور داخل المنظومة الفكرية واحترام الفكر الآخر، وأخيرا وصف أبو غازى العالم قائلا، إنه يمثل عطاء حتى النهاية.

خسارة فادحة
عبر الروائى بهاء طاهر عن أسفه لرحيل المفكر محمود أمين العالم بقوله: خسارة فادحة للأدب المصرى والعربى، مضيفا أن هذا المفكر أسهم بشكل أساسى فى التمهيد لتيار الواقعية فى الأدب المصرى منذ الخمسينيات وحتى رحيله، حيث تميز برؤية نقدية ثاقبة وقابلية كبيرة لدى الجمهور القارئ، وأسهم أيضا فى تقديم أسماء كبيرة للأدب العربى، مثل يوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى، وأيضا ظل يتابع الأجيال الجديدة بعد هؤلاء.

ويصف بهاء طاهر شخصية العالم بأنه كان صاحب كلمة تحظى باحترام لدى القراء والكتاب معا، ولذلك فإن رحيله بعد رحيل الدكتور على الراعى والدكتور شكرى عياد والدكتور عبد القادر القط بمثابة رحيل لجيل كامل من النقاد قدم خدمة كبيرة للأدب العربى، وللأسف الشديد لا يوجد من يخلفهم على نفس الدرجة والكفاءة النقدية والأمانة والنزاهة الفكرية.

وعن علاقة الروائى بهاء الطاهر بالمفكر الراحل يقول، أعتبر فقده بمثابة فقد صديق كبير وعزيز وأقدم العزاء لابنته شهرة العالم التى نشأت فى أسرة عريقة، حيث إن والدتها هى الراحلة الإذاعية سميرة الكيلانى حرم العالم، وكانت هذه الأسرة قريبة جدا إلى قلبى ونعمت كثيرا بصحبتها.

نموذج للمناضل
كانت علاقتى شديدة الحميمية بالراحل محمود العالم، هكذا تحدثت الكاتبة فريدة النقاش والتى عادت بذاكرتها إلى السنوات التى تتلمذت فيها على يد محمود أمين العالم، وأضافت: لقد تتلمذت على كتاباته واقتربت منه بشدة فى منتصف الستينيات، وذلك عندما بدأت الكتابة، وكان مرشدا ثاقب الفكر يقدم كل جديد فى الحياة الثقافية كنت استمع لجميع آرائه.

وأضافت النقاش: كانت هذه علاقتى به على المستوى الشخصى، أما على المستوى العام فقد اشتغل العالم فى حقل الفكر والنضال السياسى وارتبط بعقلية نادرة، وناضل ضد الفكر الرجعى على المستويين الفكرى والسياسى، وخاض معركته ضد الرؤية الشكلية فى النقد الأدبى الذى ربط بينه وبين الحياة واختار الماركسية منهجا وفلسفة ودفع ثمن هذا النضال غاليا، فتم سجنه وتمت ملاحقته فى رزقه وتعرض للتعذيب فى السجون الناصرية، ليرتد عن أفكاره ورفض ذلك ودافع عنة مع ما يؤمن به.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة