محمد ماهر عثمان يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه

مع كل هذا العنف الذى يمارس ضد الشعب الفلسطينى، نرى ردود الأفعال فى مصر عاكسة ثورة الغضب التى انتابت الشعب المصرى بسبب عمليات الإبادة التى يقوم بها المغتصب الإسرائيلى. هدف تلك التظاهرات هو الضغط على الحكومة لكى تتدخل لوقف العدوان الصهيونى، ورغم فرحتى الشديدة بهذا السلوك من الجماهير المصرية ينتابنى حزن شديد على حالنا، فكيف لكل هذا الكم من أفراد القوى الوطنية الذين يريدون الدفاع عن إخوانهم الفلسطينيين، وهم أنفسهم لا يعرفون أخذ حقوقهم فى بلدهم ومواجهة حكومة قاسية عليهم، ربما أكثر من الوحشية التى يمارسها الجيش الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، وكيف تطالبون بتوحيد الصفوف الفلسطينية وأنتم لا تستطيعون توحيد صفوفكم وتريدون أن تنقذوا غيركم وأنتم لا تستطيعون إنقاذ أنفسكم.

إن غالبية الشعب المصرى يفكرون ألف مرة قبل أن يشاركوا فى مظاهرة أو وقفة احتجاجية فالكل يقول "يلا نفسى". يا من تنادون بتدخل مصر لإنقاذ فلسطين عليكم أولاً عدم الخوف والحرص على أخذ الحق حتى ولو كان من يغتصب حقك أقوى منكم ألف مرة واعلموا جيداً أنكم مقصرون فى حقكم فلا تطالبوا بحق غيركم لأن فاقد الشىء لا يعطيه.