أبو سنة: القاهرة لا تكرم ضيوفها فى معظم الأحيان

الجمعة، 09 مارس 2012 04:47 م
أبو سنة: القاهرة لا تكرم ضيوفها فى معظم الأحيان الشاعر الكبير محمد أبو سنة
كتب عبد الله محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر الكبير محمد أبو سنة إنه خرج من قريته فى سن العاشرة متجها إلى القاهرة التى تبعد عنها بمسافة 60 كيلو، قائلا إن القاهرة لا تكرم ضيوفها فى معظم الأحيان، موضحا أنه بين صراع المدينة وما يحتويه عقله من ذكريات عن قريته كل هذا خلق فى وجدانه أفكار شعرية جعلته يصل إلى هذه المكانة.

جاء ذلك خلال الندوة التى أقامتها جمعية دار العلوم مساء أمس الخميس بمناسبة ذكرى ميلاد أبو سنة الخامسة والسبعين، وحضرها كل من الناقد الدكتور حسام عقل جمعة والناقد رضا عطية، وأدار الندوة الناقد أحمد حسن.

وأضاف أبو سنه خلال اللقاء أن لديه حنينا للعودة للقرية الصغيرة التى أتى منها لأنه لا يعلم فى أى أرض سوف تحتوى جسده بعد الموت على هذا فإنه يريد أن يدفن فى قريته الصغيرة التى يحن غليها رغم طول البعد عنها، كما ألقى أبو سنة خلال الندوة مجموعة من قصائده بصوته المتميز بناء على طلب الحضور الذين آثروا ألا أحد يلقى شعر خلال الندوة إلا الأستاذ الكبير "عاشقان، جدليه، شجرة الكلام، والبحر موعدنا".

وقال الناقد أحمد حسن إن الحركة النقدية عبر أجيالها المتلاحقة منذ جيل الرواد مرورا بجيل الوسط وحتى جيلنا الحالى قد ظلت محتفية بشعر أبو سنة، كما أشار إلى أن منجز أبو سنة الشعرى الكبير يظل منتظرا قارئه الذى يكشف عن جمالياته ويريق عليه المزيد من الأضواء.

كما قدم أحمد حسن خلال الندوة نقدا شعريا عن قصيدة أبو سنة "بكائية إلى أبى فراس الحمدانى" للشاعر محمد أبو سنه قائلا إن البيت الأول مطلعه "حلب على مرمى سحابه، نثرت ضفائرها، وفستق دمعها، يشكو الصبابة، مالت بنا شمس الغروب إلى الكآبة"، حيث يرى أحمد حسن أن الشاعر بدأ خطابه مستدعيا مدينة حلب بكل مالها من حضور، وربما أنه أصبح لها حضور مأساوى من جراء الممارسات القمعية وجرائم القتل الوحشية التى يرتكبها نظام الحكم السورى، بحيث ينفتح الخطاب الشعرى عبر اشتباكه مع أنساق الوعى الحديثة على ترقب وشيك لانفراج الأزمة السورية، وكأن انتصار الجموع السورية على مرمى سحابه.

بينما قال الناقد صلاح عقل إن برنامج أبو سنة الإذاعى "ألوان من الشعر"، كان نافذة للإطلال الشعرى على مختلف العصور الشعرية للأجيال المتعاقبة، مؤكدا أنه قرأ لأبو سنة ما يزيد عن 26 كتابا من بينهم 12 كتاب درسه نقدية، وأهم الأعمال التى جذبته فى تجربة أبو سنة فى مدرسة الشعر الرومنتيكى هى شجرة الكلام عندما تكلم عن شتاء العروبة وهو يتظاهر مع الشعب، وكان يهتف شعرا بينما الجمع يهتيفون سياسة، داعيا الوسط الشعرى لإعادة النظر فى الشعر الرومنتيكى.

وأضاف عقل أن أول قصيدة كانت لأبو سنة ليست التى عرفه بها الوسط الشعرى وهى "القارة الغاضبة" بل كانت هناك قصيدة لأبو سنه كتبها عام 1956 ولم تنشر، وكانت بعنوان "بعض الوقت يا مستر بالاس".

ويقول الناقد رضا عطية إن أبو سنة رحلة شعرية وبصمة متميزة وأغلبية قصائده يمكن للقارئ أن يتعرف عليها وإن كانت غير موقعة بإمضاء أبو سنة، مؤكدا أن قصائده تحمل طابع الدهشة، مستشهدا بأحد أبيات شعر أبو سنة قائلا: "أترى أن تسقط منا الأيام أو الأيام تسقط منا"، كل قصائد أبو سنو بها أسئلة تحمل فى طياتها الإجابة.

وأضاف رضا أن أبو سنة فى قصائده يرصد فعل الزمن فى الزمن نفسه، كما أننا نرى فى قصائده أيضا يرصد علاقة الإنسان بالزمان، وأشار إلى أهم ما يميز قصائد أبو سنة هى تقنية الأنا فورا التى يستهل بها قصائده، كما يجدد إنتاج محسناته الإبداعية على مزج الوجود بالشعر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة