جوابات حلاوة القط

موعد على العشاء

الأربعاء، 07 يناير 2009 09:37 م
موعد على العشاء
بقلم سمر طاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا بكتب لك المرة دى علشان حاسة إنك لسه بتعاملنى كأنى واحد صاحبك، مش قادر تفهم الفرق بين تفكير الرجل وتفكير المرأة، هتقوللى "كفاية فلسفة"، وهتقولى كعادتك "مش كل موقف بسيط لازم تحوليه إلى قضية"، الحقيقة مش هدفى أعمل مشكلة أو قضية، وكمان مش بتفلسف ولا حاجة، الفكرة إنى بحاول أفكر فى سبب المشاكل المتواصلة بيننا – ولو أنها مشاكل تافهة – وبحاول أوصل لك وجهة نظرى.... طبعاً أنت لسه زعلان من إمبارح، طب ما أنا كمان زعلانة، إحنا بنشوف بعض وقت قليل جداً، وامبارح بالذات كنا خارجين على العشاء لأول مرة من وقت طويل.... أحكى لك إيه اللى زعلني؟

من وجهة نظرى أنا كواحدة ست دى خروجة رومانسية (عارفة أنك ما بتحبش كلمة "خروجة" وكمان لا تستخدم مشتقاتها، أتذكر جيداً يوم لما قلت لك أنت "خارج" مع صحابك.. زعقت وقلت لى اسمها "نازل" مع صحابك، خارج دى بطلت أوى)، أيوة خارج دى بطلت لأن حياتك قبل الجواز – زى أى شاب تانى – بتبقى كلها فى الشارع، لكن ياعينى على البنات كل شيء بحساب.. أرجع للموضوع.... بقولك امبارح كان بالنسبة لى خروجة رومانسية، أنا صحيح بنزل الشغل وبروح مشاوير وبقابل صحباتى، لكن العشاء معاك شيء آخر، فأول شيء أنا تأنقت، أه لم ألبس فستان بترترأو خرج النجف، لكن لبست حذاء أكثر أناقة من "سبادريه" الشغل، ومسكت شنطة أنيقة وصغيرة لأنى زهقت من شنط الشغل الضخمة وشنطة الـ laptop ، مش هقولك أنى توقعت أنك تلبس أيضاً أكثر أناقة، لأنى عارفة أنه آخرك "التى شيرت" الرمادى السادة اللى زى فانلة البيت ( على فكرة لا أقصد بأكثر أناقة أن ترتدى بدلة، لكن أنت عارف قصدي، نفسى أشوفك بقميص لبنى مش عارفة ليه).

المهم اللبس مش قضية خالص، بس إحساسك بالخروجة إنها فرصة لقضاء مشاوير بالمرة، أول لما ركبنا العربية :
قلت لي: أنا هعدى على فودافون، فيه مشكلة عندى فى الخط
قلت أنا: ok يا حبيبى
ولما وصلنا قلت لى: الركنة زفت فى شارع شهاب، أنا هسيب العربية على جنب.... وأنتى بقى قاعدة فيها، لو حصل مشكلة أو الونش جه، خديها وامشى لغاية لما تلاقى ركنة وهبقى أرنلك لما أخلص وتجيلى.....
قلت أنا: ok

إيه ده؟؟ ايه اللى أنت قلته ده؟؟ وليه أنا قلت ok كده ببساطة، أنا عارفة أنك عملت ده بسلامة نية، أصلا أصلا أنت ما عملتش حاجة "معينة" غلط ، بس بعد لما أنت نزلت أنا حسيت أنى اتضربت على قفايا، أنا نازلة (بلاش خارجة) اتعشى معاك، ألاقى نفسى فى عربية واخده بالى منها عشان ما تتكلبش، كمان اللى ضايقنى أنه لو الموضوع معكوس يعنى لو أنا اللى كنت هعدى على محل مثلاً اشترى حاجة، عمرى ما كنت هروح معاك، كنت هخلى مشوارى ده أعمله أنا فى وقت تانى لوحدى، وحتى لو المشوار ده مهم ولازم أعمله وأنا معاك، كنت استأذنت منك قبلها وإحنا لسه فى البيت واعتذرت 100 اعتذار عشان هعطلك، لكن أنت خدت القرار ووقفت قدام Vodafone ونزلت بثقة، وأنا طبعاً مش هعترض.....

المهم إن أنت أتأخرت جوه Vodafone ساعة كاملة بدون مبالغة وأنا جالسة فى السيارة فى قمة الخنقة، والأدهى أنك لما ركبت العربية، كنت متضايق جداً من اللكاعة بتاعتهم فى المحل، ولم تقل لى أنا كلمة اعتذار واحدة، لأ ركبت ومشيت وكمان شغلت إذاعة الشباب والرياضة وقعدت تسمع الماتش، ورغم أنك ما كنتش عارف ده ماتش إيه، وكنت فاتحه فى نهايته، إلا أنى لما حاولت أسألك :

أتأخرت ليه كده جوه؟
رديت أنت: ثوانى بس يا حبيبتى بسمع الماتش
قلت أنا: ok، sorry.
وأول لما أنت ركنت أمام المطعم، حسيت إنى مش عايزة أروح المطعم ده، وعايزة أروح واحد تانى فى الشارع اللى وراه.

ورغم أن الثانى ده مش بعيد، إلا أنى لم أفتح فمى ولم أعترض، فضلت أن أؤثر الصمت، قلت خلاص مش معقولة هقولك كدة بعدما ركنت.
المهم دخلنا وقعدنا، وما إن تنفس التكييف فى وجهى، تنفست أنا الصعداء، حاولت ابتسم عشان الشد ده يخف شويه...

قلت أنا: المكان جميل جداً، مهما جينا فيه مش بزهق منه، عارف لما كنا......
أنت: لحظة هدخل بس الحمام
أنا : OK
بعد شويه رجعت وبدأت تقرأ الـ MENU بتمحيص شديد لمدة 10 دقايق، طب ما إحنا جينا هنا 30 مرة وانت حافظ الأكل بتقرا إيه؟
موبايليك رن : تررن تررن
أنت : أيوه مين... آه.... ليه فيه مشاكل؟
المهم صوتك كان عالى جداً، وكانت مكالمة شغل طويلة ومملة ومش وقتها، إيه الملل ده، والله ما أنا قاعدة، قمت واقفة فجأة، وشعرت بموقفى المحرج وسط المكان الأنيق والهادىء، ومرت لحظات وأنا واقفة مكانى، ولم أعرف هل أجلس مرة أخرى، أم ماذا أفعل بالضبط؟ المهم كان الحل أنى أدخل الحمام أبص شويه فى المراية أو أى حاجة، وفعلا دخلت وكنت كل شوية أطلع رأسى أبص عليك، ألاقيك لسه فاتح فى الرغى فى الشغل، كلمت أنا كمان واحدة صاحبتى فى الموبايل، قلت افتعل أى رغى وخلاص وكل ده وأنا فى الحمام ومستمرة برضه فى الخروج كل شوية عشان أبص عليك، وبعد 15 دقيقة بالتمام والكمال خرجت أنا من الحمام لقيتك بتقفل المكالمة فى نفس اللحظة، وفى اللحظة دى وشى كان جاب ألوان، نفسى انسدت،الساعة بقت 10 ونص وإحنا نازلين من البيت الساعة 7ونص ، مش قادرة أمسك نفسى....

لكن لازم أمسك نفسى، بس وجهى فضحنى بتعبير نكدى مؤثر:
قلت أنت ( وأنت بتتأهب لخناقة وبتصغر لى ولسان حالك بيقول"ما أنا عارف نكدك" ): مالك فيه حاجة؟
قلت أنا ببوز بسيط : لأ ما مفيش أى حاجة
قلت أنت: هتطلبى إيه؟
لم أرد وأستمريت فى التبويز وقد زهدت فى الطعام.
قلت أنت بزعيق : يووووووووووه ... هو إحنا قاعدين فى البيت مش عاجبك، خارجين مش عاجبك، والله ما أنا قاعد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة