ناهد عمر تسأل هل انسداد القناة الدمعية يؤدى إلى ارتفاع ضغط العين، وبالتالى إلى جلوكوما، وإذا ارتفع ضغط العين فقط هل يمكن الاستمرار على القطرات مدى الحياة أم ننتظر الوصول لمرحلة الجلوكوما؟
يجيب الدكتور إيهاب سعد، أستاذ طب وجراحة العيون مدير مستشفى دنيا العيون، قائلا: الجلوكوما هو مرض يصيب العين نتيجة ارتفاع فى ضغط العين بدرجة تؤدى إلى تلف فى الخلايا العصبية للشبكية، مما ينتج عنه فقدان فى مجال الإبصار مع التأثير على العصب البصرى تؤدى فى نهايتها إلى فقدان النظر، ولا يوجد علاقة بين انسداد القناة الدمعية أو الدموع ومرض الجلوكوما.
ويضيف سعد أن سبب الإصابة بمرض الجلوكوما هو ارتفاع ضغط العين نتيجة عدم التوازن بين كمية السوائل التى تفرز فى العين وبين قدرة القنوات الخاصة الدقيقة على تصريف السائل خارج العين، نتيجة انسداد أو ضيق الفتحات، مما يساهم فى ارتفاع ضغط العين بما يعرف بمرض الجلوكوما ويسمى"بسارق البصر"، لأنه يؤدى إلى فقدان مجال الإبصار أولا وتدريجيا دون أن يشعر المريض بالمرض، ويأتى التأثير على مركز الإبصار وخلل الرؤية المركزية فى مرحلة متأخرة، حيث يلاحظ المريض ضعف الإبصار مع التأثر الشديد بالعصب البصرى حينئذ،
ويؤكد سعد ضرورة الاكتشاف المبكر للمرض، ومن أهم أعراض الجلوكوما وجود تاريخ مرضى فى الأسرة، كما أن الإصابة بالجلوكوما تكثر فى حالات قصر النظر وطول النظر الشديدين، وكذلك المرضى فوق سن الخمسين وتتنوع الإصابة بمرض الجلوكوما، حيث يوجد أنواع مختلفة من المرض أشهرها الجلوكوما المزمنة ذات الزاوية المفتوحة وهى تصيب المرضى فوق سن الـ35 وتكتشف عند قياس ضغط العين وفحص العصب البصرى أثناء الكشف على المريض.
ويشير سعد أن هناك نوعا آخر من الجلوكوما ويسمى بالجلوكوما الحادة وهى تصيب الأشخاص الذين يعانون من طول النظر، حيث يرتفع ضغط العين فجأة بدرجات عالية يصاحبه ألم شديد فى العين واحمرار وصداع وقىء يضطر المريض إلى الذهاب إلى المستشفى، حيث يعالج دوائيا ويحدث تدخل بالليزر أو الجراحة فى العينين لمنع تكرار الأعراض، أما النوع الثالث فهو ما يسمى بالجلوكوما الخلقية، وقد يولد الطفل مصابا بهذا المرض أو تظهر أعراضه فى السنوات الأولى من عمرة بوجود عينين كبيرتينتميل للزرقة مع حساسية شديدة للضوء، وغالبا ما يعالج بجراحات قد تتكرر أكثر من مرة للمحافظة على بصر الطفل.
أما بالنسبة لحالة المريضة فهى تتعلق بالنوع الأول من الجلوكوما ذات الزاوية المفتوحة والتى يبدأ علاجها طبيا بقطرات مخفضة لضغط العين، مع ضرورة متابعة ضغط العين وعمل مجال إبصار دوريا لمعرفة تأثير القطرات ويحدث فى بعض الأحيان تعود الجسم على القطرات لذلك يجب المتابعة الدورية وفى حالات عدم الاستجابة قد يستخدم الطبيب المعالج ما يعرف باسم الليزر الانتقائى وهو نوع دقيق من أشعة الليزر يسلط على زاوية العين ليفتح مسامها، مما يساعد على انخفاض فى ضغط العين بصفة مستمرة ومؤثرة، وقد يلجا الطبيب المعالج لجراحات المياه الزرقاء فى حالة تدهور مجال الإبصار أو عدم القدرة على الاستجابة للعلاج أو تدهور العصب البصرى.
