خطيب الجمعة بالدقهلية: عجباً لدولة جمعت بين قمتى التدين والانحراف فى ذات الوقت!!

الجمعة، 02 مارس 2012 03:01 م
خطيب الجمعة بالدقهلية: عجباً لدولة جمعت بين قمتى التدين والانحراف فى ذات الوقت!! أرشيفية- خطبة جمعة
الدقهلية - صالح رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الشيخ نشأت زارع "خطيب مسجد سنفا بالدقهلية" أن مظاهر التدين تنتشر فى كل مكان، لدرجة جعلت معهد جالوب الأمريكى، يعتبر المصريين أكثر الشعوب تدينا على وجه الأرض وفى نفس الوقت، فإن مصر تحتل مركزا متقدما فى الفساد والرشوة والتحرش الجنسى والغش والنصب والتزوير والجريمة.

وتساءل الشيخ كيف يمكن أن نكون الأكثر تدينا والأكثر انحرافا فى نفس الوقت ؟! إن فصل التدين عن الأخلاق هى أكبر مشكلة وقصر التدين على الشعائر التعبدية بعيدة عن السلوكيات والأخلاق، أدى بنا أن نرى صورا غريبة فى المجتمع فنرى بعضا من المصلين لا يؤنبه ضميره عن تلوث المياه ولا يتألم ضميره لأخذ رشوة أو ظلم آخر.

وأضاف الشيخ نشأت قائلا: المحزن أن التراث الإسلامى حافل بما يؤكد أن الأخلاق أهم عناصر الدين، لكننا لا نفهم ذلك أو لا نريد أن نفهمه فإن 25 %من القران يتكلم عن العبادات بينما 75 % يتكلم عن الأخلاق والمعاملات وعن الأمم السابقة وعمارة الأرض.

وأشار نشأت إلى أن الفهم القاصر للدين سبب رئيسى فى تردى الأوضاع فى مصر، فحينما نرى الناس تهتم ببناء المساجد فى بلد حافل بالمساجد، فى نفس الوقت الذى نحتاج إلى عقار أو أنبول أو سرنجة فى مستشفياتنا المتهالكة ولا نجد ما نصنعه من أجل إنقاذ حياة مريض هذا يعد تدينا شكليا، وحينما تجد مسلما يصر على الذهاب عشرات المرات للعمرة بينما تجد فى المجتمع من لا يجد الدواء ولا الغذاء لأولاده، فهذه إحدى صور الاهتمام بالمظهر عن الجوهر.

إن الدين للحياة ينبغى أن يثمر عن فهم لشمولية الإسلام دين ودنيا (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس)، إن الإمام ابن القيم يختصر الشريعة فى العدل ويقول (أينما وجد العدل فثم شرع الله) وصدق الله إذ يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).

وقارن الشيخ بين موقف "أوبرا ليفرى" الإعلامية الأمريكية الشهيرة التى تبرعت بـ50 مليون دولار لأطفال أفريقيا الجائعين، بينما مليونير إماراتى قام بشراء رقم سيارة مميز لنفسه بـ 24 مليون دولار، من أجل ذلك نقول إن أولويات المجتمع الآن إطعام الجائع وهى أحب الأعمال إلى الله عز وجل ويقول النبى "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العانى".

واختتم الشيخ خطبته قائلا إن الإسلام طائر له جناحان جناح العبادات وجناح السلوك والأخلاق والمعاملات وفهم فقه الدنيا، وأى اهتمام بجانب على حساب الجانب الآخر لن يستطيع الطائر الطيران.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة