الشباب رفعوا فرشاتهم وظلوا يتبادلونها لحوالى 21 ساعة كاملة ليكملوا الجرافيتى الحر لأيقونات الثورة الجديدة والذى يعتبر ردهم الأول على إزالة العديد من رسومات الشارع التى كانت تحمل معنى خاص لهم.
وكعادة رسامى الجرافيتى رفض الشباب ذكر أسمائهم واستبدلوها بأعمالهم وأفكارهم الموجودة أمام الجميع، وقالوا: "لن نتوقف أبدا عن الرسم والإبداع، ويجب أن يفهم الجميع أن الجرافيتى فن ووسيلة بسيطة للتعبير عن الأفكار"، وتابعوا: "لو قامت الحكومة بمسح ما نرسمه كل يوم سيستيقظون ليجدوا رسومات جديدة فنحن لن نتوقف مهما حدث".
الدماء والأعين التى فقدت فى شارع محمود الذى أطلق عليه الثوار أسماء مثل شارع "عيون الحرية" وشارع "الشهداء"، جعلت منه مكانا للرسامين يحاولون فيه تخليد وتوثيق أحداثه، وقدموا فيه مجموعات كبيرة من الرسومات بداية من سور الجامعة الأمريكية فى مدخل الشارع ناحية ميدان التحرير وحتى الوصول إلى الجدار العازل الذى شكلوا منه لوحة فنية، قبل أن تقوم الحكومة المصرية بإزالة الجدار وتبدأ فى محو هذه الرسومات من الشارع.
ويضيف الشباب: "بدأنا العمل على صورة مينا دانيال من الساعة الحادية عشرة مساء، وتناوبنا نحن الخمسة على العمل مع أخذ فترات بسيطة للراحة أثناء العمل لننتهى منه فى الساعة الثامنة مساء اليوم التالى"، وتابعوا: "اخترنا الشهيد عماد عفت والشهيد مينا ودانيال لأنهما يعتبران الأيقونات الجديدة للثورة ورمزا للغدر العسكرى فى أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء، وفى تعامله مع الثورة والثوار بشكل عام".
"هذه ليست أول رسمة نرسمها فى الشارع فنحن قدمنا مجموعة كبيرة من الرسومات التى مازال بعضها موجودا، وبعضها محيط بواسطة العسكر، ولكننا سنقدم أكثر منها الفترة القادمة وخصوصا عن شهداء بورسعيد الذين سيظلون يمثلون وصمة عار بالنسبة للحكم العسكرى".
