ناقشتها ورشة الزيتون فى ندوة خاصة ..

نقاد: رواية "السرابيل" تنبئ عن مشروع روائى ضخم

السبت، 03 يناير 2009 05:02 م
نقاد: رواية "السرابيل" تنبئ عن مشروع روائى ضخم ناقشها هيثم الحاج وحسام عقل وحسن بدار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقيمت مساء الخميس بورشة الزيتون بالقاهرة، ندوة لمناقشة رواية "السرابيل" لمحمد الناصر، ناقشها من النقاد د.هيثم الحاج ود.حسام عقل وحسن بدار، وأدار الندوة الشاعر شعبان يوسف.

الناقد الدكتور هيثم الحاج، جاء تحليله للرواية مرتكزاً على المنهج الثقافى الذى رآه مناسباً للتحليل، موضحاً أنه لن يصدر أحكاما تقيمية، بل سوف يقوم بالتحليل لهذه الرواية التى أرهقته فى القراءة، خلال الصفحات الأولى بسبب كثرة الهوامش، لكنه بعد اجتيازه لهذه المحنة، اكتشف مشروعاً روائياً يقترب من الملحمية، فالرواية بؤرة تجتمع فيها خيوط تاريخية وثقافية واجتماعية، كما أن للمكان حضوره الطاغى، حيث يرى أن المكان والزمان يمثلان دعامتين مهمتين فى هذه الرواية، يؤديان بنا إلى الوصول إلى الدعامة الثالثة التى ترتكز عليها الرواية، هو الدعامة الفولكلورية، حيث إن تقسيم الرواية إلى كتب وبابات له علاقة بالشكل المنطوق الشفاهى للسرد الشعبى، فنلاحظ التوازى بين البنية الثقافية والبنية الشفاهية، كما أن الرواية تتميز بتعدد الرواة وتداخل العوالم المادية مع العوالم الغيبية التى تشارك بدورها فى بناء الوعى، والسيل فى الرواية إرهاص لما حدث فى الحرب العالمية الثانية.

وكان للدكتور هيثم فى تحليله ارتكاز على التحليل اللونى، وأشار إلى لونين كان لهما دور مهم فى الرواية، اللون الأسود أو الغامق الذى تمثله الأرض (الكالحة) الوطن، واللون الأبيض أو الفاتح، الذى تمثله الصحراء كمنفى. وبين الوطن والمنفى، تشكلت بنية سردية، جاءت بطيئة، وزادت الهوامش من البطء السردى، لكنه يعذر الكاتب لأهمية الهوامش فى السرد الروائى.

الناقد الدكتور حسام عقل، بدأ حديثه بوصف الرواية بالضخمة حجماً وموضوعاً، تتجه بوصلتها إلى الصعيد، وعلاقة الرواية بالتاريخ، تجعلنا ننحاز إلى الرأى الذى يقول إن مهمة الرواية هى أن تحفزنا لقراءة التاريخ، فليس مهمتها أن تقرأ التاريخ، وأن الحدث التاريخى فى الرواية جاء فى إطار الأسطرة، فالروائى يقرأ التاريخ فى الإطار الميثولوجى، حيث للرواية نقلات زمنية، وتبدو مهارة الكاتب فى تشقيق الفانتازى من الواقعي، ونجح فى جعل العالم الفانتازى عالماً حميماً جداً.

أبدى د.عقل بعض الملاحظات على الرواية، منها براعة الكاتب فى استلهام التفاصيل الصغيرة الدافئة، والتناص مع النص الدينى كما فى بابة "السيل"، التى جاءت متناصة مع مشهد الحشر فى القرآن الكريم، وقد وظف أدب الأمثال توظيفاً جيداً، كما جاءت لغة السرد بديعة، دمثة تستلهم الحكّاء الشعبى، وخلق استدعاء العامية الصعيدية تواصلاً حميماً، والسيل المجتاح إشارة إلى تدفقات التاريخ، تجسيداً للقاء الحضارى بين الشرق والغرب، وكذلك جاء فى تعامل الجموع فى الرواية مع الماكينة والتقنية.

وأنهى د.عقل حديثه، بالقول: لقد تضمنت الرواية مشهداً غاية فى الإلهام، وهو مشهد السهل الذى يميل فى الفراغ يسند الزمن بكتفه، حتى لا يقع، مثبتاً نفسه بغرز رجيله فى الرمل، لكنه يتخلى فجأة عن الزمن ليقع، إن الرواية تحفزنا على الفعل، ولقد استمتعت بها برغم أنها أتعبتنى.

ومن جانبه تحدث حسن البندارى، أنه لا يصنف الرواية ضمن الرواية التاريخية، مشيراً إلى أنها مقسمة بمهارة شديدة إلى كتب وبابات، وأنه تعب فى القراءة الأولى بسبب الهوامش، لكن القراءة الثانية جاءت ممتعة متدفقة، ونصح الكاتب أن لا يكون مشروعه الروائى مدعاة لأن يترك القصة القصيرة التى حقق فيها أيضاً مشروعاً مهماً.

جاءت مداخلة الشاعر شعبان يوسف، فى إطار المقارنة بين محمد الناصر والروائيين الذى كتبوا عن الصعيد أمثال يحيى الطاهر عبدالله ومحمد مستجاب وأحمد أبوخنيجر، ورأى أن الرواية تنبئ عن مشروع روائى للكاتب، ربما يقصده أو لا يقصده، وربما يستمر فيه أو يتخلى عنه، وجزء كبير من مشروعه الروائى يكاد يكون لغوياً، فهو حريص على التعريف والشرح، ويريد أن يلقن القارئ، ويفرض عليه لغة معينة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة