أحمـــد بلال يكتب: مجازر اللئام و صواريخ القسام

السبت، 03 يناير 2009 03:28 م
أحمـــد بلال يكتب: مجازر اللئام و صواريخ القسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أتمنى أن أصحو يوماً لأجد غزة فى قاع البحر!"، قالها إسحاق رابين رئيس وزراء الاحتلال السابق، فهى نيةٌ مبيتة من قبل ظهور صواريخ القسام، التى يُروِّجُ الصهاينة لعملائهم، أنها هى سبب ذلك الهجوم البربرى على غزة، وينطلى على البعض أن يتجاوزوا عن الجلاد ويتحاملوا على الضحية، وأن يغمضوا عن طائرات الأباتشى ويلتفتوا إلى الصواريخ البدائية، والأخطر من ذلك أن ينسوا أصل المشكلة وينشغلوا بفرعها، فينسون الغاصب المحتل المجرم ويتهموا صاحب الأرض المظلوم والمحاصر والمستباح، ولم يسمعوا كلمات المرأة البسيطة التى تنطق الحق بفطرتها وعلى سجيتها وتقول، يرجعون بلادهم ويتركون تلك الصواريخ التى تغيظهم"، وهذا هو الحل الذى سوف يحدث، ولكنهم سيرجعون يوم يرجعون، وهم مهزومون مخذولون بإذن الله، ولِمن تأثر بمكائد اليهود وأعوانهم، وربط بين صواريخ القسام وبين مجزرة غزة، نهديه تذكرةً بمجازر الصهاينة التى سبقت ظهور صواريخ القسام بعدة أعوام.

فبعد أن جمع هرتزل زعماء اليهود فى عام 1897 فى مؤتمر بال فى سويسرا، وأقروا فكرة إقامة دولة صهيونية فى فلسطين تمتد من الفرات إلى النيل، وبعد أن أعطى بلفور وعده عام 1917 لليهود بإنشاء وطنٍ قومىٍّ لهم فى فلسطين، فهو كما قيل وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وبعد صدور قرار التقسيم الجائر 181 من الأمم المتحدة 1947، والذى اعترض عليه كافة العرب و المسلمين، بدأ اليهود تثبيت اغتصابهم للأرض بترويع أصحابها بالمجازر والمذابح، ففى 1948 قاموا بمذبحة دير ياسين بقيادة مناحم بيجن لترويع الأهالى، وحملهم على ترك أراضيهم، حيث قتل أكثر من 250 من الرجال والنساء والأطفال فى مذبحة مروعة، وفى 1948 أعلن الصهاينة قيام دولتهم المزعومة إسرائيل على أرض فلسطين بعد سويعاتٍ من إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها لها، وبدأت الحرب بين العصابات الصهيونية وبين الفلسطينيين والجيوش العربية، وقام الكيان الصهيونى غصباً، وزادت هجرة اليهود إلى فلسطين، وأدت المذابح الصهيونية الوحشية ضد الفلسطينيين إلى نزوح الكثيرين منهم إلى خارج ديارهم. وتم اعتداء اليهود على الدول المجاورة ومنها مصر فى 1956 وفى 1967، وتم الرد عليهم فى 1973، فأحسوا بعدها بحاجتهم لمراوغات السلام، ليكسبوا أرضاً ولينفذوا من خلال التطبيع للسيطرة الاقتصادية، وغزو البلاد المجاورة ثقافيا وأخلاقيا وأحيانا سياسيا، وخديعة العرب بدعاوى إحياء عملية السلام، وهم مستمرون فى اعتداءاتهم وطغيانهم بدعمٍ من الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وفى 1982 قاموا بمذبحة صبرا وشاتيلا بقيادة الإرهابى شارون ضد مخيمات اللاجئين فى جنوب لبنان، وقتل فيها أكثر من ألفٍ من الرجال العزل والنساء والأطفال، وفى 1994 قاموا بمذبحة الحرم الإبراهيمى فسقط تسعون شهيداً، ومئات الجرحى فى صلاة الفجر، وفى 1996 قاموا بمجزرة قانا الأولى، حيث قامت المدفعية الإسرائيلية بقصف المدنيين، مما أدى إلى مقتل 106 مدنيين وإصابة الكثيرين بجروح، غالبيتهم نساء وأطفال، وفى 2004 تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس وزعيمها الروحى فى غارة مروحية استهدفته أثناء خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر فى غزة، وقُتل فى هذه الغارة أيضا سبعة أشخاص، وأصيب آخرون بينهم اثنان من أبناء الشيخ ياسين الثلاثة. وفى العام نفسه استشهد زعيم حركة حماس عبد العزيز الرنتيسى وثلاثة آخرون من بينهم نجله، جراء قصف الطائرات الإسرائيلية لسيارة كانوا يستقلونها فى غزة، وفى 2006 تمت مجزرة قانا الثانية، سقط جرائها حوالى 55 شخصاً، عدد كبير منهم من الأطفال، وفى 2007 خطط اليهود مع بعض عملائهم مثل دحلان للوقيعة بين فتح وحماس، وهم الذين قتلوا الكثيرين من شرفاء فتح وحماس قبل ذلك، وذلك لما رأوا التفاف الشعب حول مشروع المقاومة واسترداد الحق وتطهير الأرض.

وهذا الحصار والعدوان على غزةَ له سببٌ أساسى واحد، هو أن أهل غزة وعلى رأسهم حماس ومن مثلهم من فصائل المقاومة الشرفاء قد عرفوا تماماً اللغة التى لا يفهم اليهود غيرها، وهى التى عناها الشاعر بقوله:

لن تردعوهم بغير السيف منصلتا
إن اللئيم بحد السيف يرتدع.

فيا ليتنا إن فاتنا أن نقف مع المظلومين والمحرومين من إخواننا فى غزة بأنفسنا ودعمنا، ألا يفوتنا أن نقف معهم بدعائنا، وبتقدير ظروفهم وكف الملام عنهم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة