مراهقة تهمس فى أذن والدها: "لم أجدك.. فأحببت أستاذى"

الخميس، 01 يناير 2009 09:03 م
مراهقة تهمس فى أذن والدها: "لم أجدك.. فأحببت أستاذى" المراهقة فترة حرجة لكل فتاة
كتبت مريم فارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثرت المقالات والأفلام والمسلسلات والبرامج والكتب وغيرها التى تتحدث وتناقش وأحيانا تحاول أن تجد حلولاً لموضوع المراهقة، وكيف نتعامل مع أبنائنا وأخواتنا المراهقين.. لكن مع ذلك مازال الموضوع يمثل علامة استفهام للكثير من الآباء والأمهات.

المراهقة ليست طفرة جديدة على المجتمع، فهى ليست أنفلونزا الطيور وجنون البقر أو ارتفاع الأسعار، هى شىء موجود منذ بدء الخليقة، مرحلة طبيعية يمر بها كل منا.. المشكلة ليست فى المراهقة نفسها، المشكلة فيمن يتعامل مع المراهقين.

وتدق أجراس الخطر فى كل بيت مصرى عندما يبدأ الابن أو الابنة يخطو أولى خطوات المراهقة، فنجد حالة من الخوف وأيادى توضع على القلوب وجملة "ربنا يستر"، ومع الأسف فى النهاية لاشىء، لأن الآباء يتصرفون بشكل غير مدروس يؤدى إلى خسارة كبيرة.

سؤال نقرأه كثيرا ونبحث عن أجوبته بين صفحات الكتب والمجلات والجرائد: ماذا لو لو ابنتى المراهقة وقعت فى غرام أستاذها؟

فى السطور التالية قصة إنسانية قصيرة لمراهقة صغيرة اعترفت بحبها الكبير(من وجهة نظرها) النابع من قلبها الصغير لمعلمها الحبيب. تحكى (هـ . ن) بكل ثقة وهى لا تجد نفسها غلطانة أو مرتكبة ذنباً، "وقبل أن تقرأ كلماتها البسيطة قد تتفق معها أو تختلف، هذه ليست مشكلتنا لكن فى كل الأحوال الأهم أنه يجب أن تسمعها لأنها قد تكون ابنتك أو أختك أو أى فتاه تهمك".

تقول ( هـ . ن) 16 عاما : لم أكن أتوقع أن أكون بطلة أحد الأفلام التى أراها دائما، وخاصة أفلام الأبيض وأسود، عندما أرى الفتاة الصغيرة تقع فى حب معلمها، ففجأة وجدت نفسى سعاد حسنى فى فيلم "غصن الزيتون" عندما أحبت مدرسها أحمد مظهر، وهذا ماحدث معى، حيث إننى وقعت فى غرام مدرس اللغة الإنجليزية، فهو شاب وسيم حديث التخرج وشيك ويجيد التعامل معى!

وهنا قاطعتها لأعلم منها كيف يجيد التعامل معها؟ فقالت بتلقائية: "يعنى حنين وذوق، يسأل عليا علطول ومهتم بيا لو غبت عن المدرسة أو عيانة ومهتم بيا بشكل عام رأيه مثلا فى تسريحة شعرى ولبسى"!

وتعجبت أكثر عندما سألتها كيف ترين نهاية هذه العلاقة؟ فقالت: "مش مهم اشغل نفسى ايه النهاية المهم انى مبسوطة دلوقتى جدا، حتى مش مهم اعرف هو بيحبنى زى ما انا بحبه ولا لأ".
وعندما تحدثت عن أسرتها قالت :"ماما بتشتغل مديرة مكتب لرئيس مجلس إدارة إحدى شركات المقاولات، أما بابا مهندس بترول وصاحب شركة توظيف عمالة". وقالت وهى تبتسم بسخرية "بشوف أسرتى الكريمة فى المناسبات السعيدة".

هى واحدة من مئات بل آلاف المراهقين ضحايا أسر مشغولة عن أبنائها، ولا يعنى الانشغال انشغال العمل فقط، فمن الممكن أن تكون الأم غير عاملة لكنها منشغلة عن أولادها بأى شىء آخر، ومهما قلت أنت أو أنا لهذه المراهقة فهى مقتنعة تماما بحبها وصدق مشاعرها.


ماذا سيكون رد فعلك إذا كنت والد هذه المراهقة؟

محمد أحمد عبد الرحمن (موظف ـ 43 عاما) : "لالا أنا ابنتى متربية كويس ومتعملش حاجة زى دى أبدا"، لم يقتنع أستاذ محمد عندما قلت له إن هذا الموضوع ليس له علاقة بحسن أو سوء أخلاق الفتاه لأنها مشاعر حب فقط دون ارتكاب خطيئة، لكنها كانت وجهة نظره.

وانتقل إلى رأى المهندس نبيل رسمى (38 عاما): "أعتقد أن سبب هذه المشكلة هى افتقاد الفتاة لحنان واهتمام أبيها، وأغلب المراهقات يمررن بهذه القصص الوهمية، والمشكلة الكبيرة التى يقع فيها الآباء أنهم يبدأون لغة الحوار مع أبنائهم متأخراً، فيكون فات الأوان لأن الأبناء أصبحوا غير معتادين على التحدث مع آبائهم فيضطرون للكذب ومسايرة آبائهم بأى كلام" .

"ابدأ الحوار مع أبنائك منذ الصغر" هذا ما فعله السيد أحمد السيد (53 عاما) حيث قال: "لا أستطيع أن أنسى مشهدا من المشاهد المهمة فى حياتى التى أثرت في كثيرا، هو مشهد ضرب والدى لاختى الصغرى( 17 عاما وقتها) عندما علم مشاعر حبها لمدرسها.. وإصراره بعدها أن يتم زواجها لأول عريس مناسب يدق الباب".

"وعندما تزوجت وأنجبت طفلتى الوحيدة قررت أن أصادق ابنتى منذ الطفولة، فكانت عندما تأتى من مدرستها اسألها عن كل ماحدث خلال اليوم، ونتناقش فى العديد من الموضوعات، وكبرت موضوعاتنا مع نضج ابنتى حتى صارحتنى فى يوم بإعجابها بأستاذها، وهنا أحسست أن الزمان رجع إلى الوراء لأرى مشهد علقة الموت من والدى لأختى، لكننى لم أتصرف مثله حيث نظرت لها بابتسامة وقلت لها ازاى معجبة بيه مش فاهم؟ قالت ليه: أصله قمور قوى ودمه خفيف فضحكت وقلت لها :وإيه كمان؟ فقالت فجأة : لالا يا بابا متفهمنيش غلط أنا معجبة بس مش بحبه يعنى فقلت لها: انا فاهم ده طبعا ازاى حتحبى رجل متزوج ومعه أطفال، أنا واثق فى عقلك الكبير، الطبيعى فى حياتنا أننا نقابل أشخاص نعجب بصفه فيهم أو أكثر وده مش عيب .. واقتنعت بذلك وانتهت المشكلة بحوار بسيط دار بيننا".

(الحب، الحنان ، الاهتمام، الثقة ، الصداقة ، التعبير عن الحب) كل هذا مفتاح علاقة ناجحة بين الأب وابنته. لكن ما يجهله آباؤنا هو أن ما لا نجده فى منزلنا سنبحث عنه خارج المنزل. فهل تستطيع عزيزى الأب أن توفر ما تحتاجه ابنتك داخل منزلك قبل فوات الأوان؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة