جهاد جريشة : مذبحة بورسعيد أصابت منتخبات أفريقيا بالصدمة

عاد الحكم الدولى الواعد جهاد جريشة من الجابون بعد المشاركة فى تحكيم مباريات بطولة الأمم الأفريقية 2012 وتمثيله المشرف للتحكيم المصرى يحمل الكثير من الطموحات والأحلام، لكن سيطرت عليه حالة من الحزن للأحداث التى شهدها استاد بورسعيد وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات المصابين.

حرصت «اليوم السابع» على اللقاء بجريشة فى حوار ساخن كشف خلاله عن استيائه الشديد من المعاملة التى يلقاها الحكام المصريون من مسؤولى الجبلاية، وكان الحوار التالى..

فى البداية.. نهنئك بالتمثيل المشرف لمصر فى بطولة أمم أفريقيا 2012.
- الحمد لله.. أنا سعيد بالطبع لتمثيلى مصر فى مثل هذا المحفل الدولى.. ولكن سعادتى كانت ستكون أكبر لو تواجد الفراعنة فى البطولة.

ماذا عن البطولة والمباريات التى أدرتها؟ وأيها كان الأصعب؟
- أكيد البطولة صعبة بكل المقاييس على الجميع سواء لاعبين أو أجهزة أو حكامًا.. وشرف وحلم لأى حكم المشاركة بها.. أما بالنسبة لأصعب المباريات فكانت كوت ديفوار مع بوركينا فاسو فى الدور الأول لأنها كانت ضربة البداية بالنسبة لى فى البطولة، بالإضافة إلى غانا ومالى فى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، بينما شاركت كحكم رابع فى ثلاثة لقاءات هى زامبيا مع غينيا الاستوائية، وأنجولا مع السودان، ومباراة غانا مع تونس فى دور الـثمانية.

هل تابعت أحداث مباراة بورسعيد؟
- نعم.. تابعت بكل اهتمام عن طريق الإنترنت الأحداث الدامية فى استاد بورسعيد، ثم قمت بالاتصال بأسرتى للاطمئنان عليهم خوفًا من تكرار الأحداث التى شهدتها مصر عقب الثورة من انفلات أمنى.. وحزنت كثيرًا لسقوط عدد كبير من شباب مصر قتلى فى مباراة للكرة.

وماذا عن طاقم التحكيم لمباراة المصرى والأهلى بقيادة فهيم عمر؟
- الحقيقة لم أتصل بأى منهم.. ولكنى قمت بالاطمئنان عليهم عن طريق بعض المقربين منهم، وكنت أعذرهم وأساندهم معنويّا.

ما رأيك فى إدارة فهيم عمر للقاء؟ وماذا ستفعل لو كنت مكانه؟
- من الصعب الحكم على طاقم التحكيم فى مثل هذه الأمور.. ولا يمكن تقييم حكم إلا إذا عايشت نفس الظروف بالملعب.. وأيضًا صعب أن أقول لو كنت مكانه كنت «هعمل إيه».. خاصة أن كل حكم له رؤيته ووجهة نظره داخل الملعب.

وما صدى أحداث بورسعيد على المتواجدين للمشاركة فى بطولة الأمم الأفريقية؟
- فى الحقيقة الموضوع كان صعبًا على الجميع سواء حكامًا أو لاعبين أو مسؤولين.. وكلهم كانوا فى غاية الحزن لسقوط قتلى، وتساءلوا: «إيه اللى حصل وليه دا بيحصل فى بلد زى مصر معروف عنها الاستقرار وعدم العصبية فى مباريات كرة القدم بهذا الشكل؟».. وأكدوا أن هذه كارثة بكل المقاييس على الكرة الأفريقية.

هل تأثرت المنتخبات الموجودة فى البطولة بهذا الأمر وطلبوا زيادة الأمن فى المباريات؟
- لا.. الأمور سارت على طبيعتها خلال المباريات.. وتم إصدار قرار بلبس الشارات السوداء والوقوف دقيقة حدادًا على الضحايا خلال المباريات.

نرجع للبطولة.. هل ساعدك اتحاد الكرة ولجنة الحكام قبل أو أثناء البطولة؟
- لم يساعدونى ماديّا.. ولكنهم قاموا بتعيينى فى إدارة مباريات الدورى كإعداد للبطولة فقط.

هل كانوا على اتصال بك خلال البطولة؟
- الحقيقة.. فضلت إغلاق هاتفى وعدم التواصل مع أحد باستثناء أسرتى، وذلك من أجل التركيز فى البطولة.. واتصل بى عصام صيام، رئيس اللجنة بعد فترة من ذهابى إلى غينيا الاستوائية والجابون للاطمئنان علىّ ودعمى نفسيّا.

لكن هناك حالة من عدم الرضا عن مستوى التحكيم المصرى، ما رأيك؟
- الحكام المصريون من أفضل حكام القارة الأفريقية، ولو تمت رعايتنا والاهتمام بنا بطريقة جيدة لوصلنا للعالمية، ولكننا فى مصر نعتبر الحكم آخر شىء فى منظومة الاتحاد، على الرغم من أنه فى الخارج تتم معاملة الحكام بطريقة مختلفة.

ما رأيك فى توقف الدورى.. وماذا ستفعل لو تم إلغاء المسابقة هذا الموسم؟
- تحديد عودة الدورى سيكون فى يد المسؤولين سواء الأمن أو الاتحاد.. ولكن توقف الدورى سيعود بالخسارة على قطاع كبير يعملون فى هذا المجال، وأتمنى الكشف عن جناة بورسعيد أولاً حتى يهدأ الناس، وعمومًا أنا أتدرب بصفة منتظمة وأسير على برنامج تدريبى تحسبًا للاستئناف فى أى وقت.

ما طموحات جهاد جريشه فى التحكيم؟
- حلم أى حكم هو التواجد فى كأس العالم.. وأتمنى أن يحالفنى التوفيق وأشارك فى مونديال البرازيل 2014 ومواصلة مسيرة كبار التحكيم فى مصر والعالم.

رسالة من جريشة توجهها إلى من؟
- أولاً جمال الغندور الذى قدمنى للقائمة الدولية، وعصام صيام الذى أعادنى للتحكيم المصرى والقارى، وصلاح البرى، الأب الروحى الذى يساندنى طوال الوقت.