خبراء: وفاة 150 ألف شخص بعد تحور الفيروس

الصحة ولجنة مكافحة المرض تنفيان انتقال أنفلونزا الطيور بين البشر

الإثنين، 22 ديسمبر 2008 07:02 م
الصحة ولجنة مكافحة المرض تنفيان انتقال أنفلونزا الطيور بين البشر الخنازير هى العائل الوسيط بين الطيور والإنسان -تصوير عمرو دياب
سيد محفوظ وأميرة عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تحور فيروس إنفلونزا الطيور؟ هل ينتقل بالعدوى بين البشر؟ وهل فرض الحجر الصحى على آخر حالة متوفاة دليل على تحور الفيروس؟ أسئلة تطرح نفسها بقوة خاصة فى فصل الشتاء الذى ينتشر فيه مرض إنفلونزا الطيور، وكذلك مع وفاة آخر الحالات بمحافظة أسيوط إضافة إلى أنها الحالة الوحيدة التى فرضت وزارة الصحة حجرا صحيا على أسرتها بعد الوفاة.

فى كل مرة تقوم وزارة الحصة ولجنة مكافحة مرض إنفلونزا الطيور بإعدام الطيور فى القرية أو البؤرة التى اكتشف فيها المرض، ولكن هذه المرة قامت وزارة الصحة، ولأول مرة بفرض حجرا صحيا على أسرة الحالة وجيرانها، خوفا من احتمالية انتقال المرض من الحالة قبل وفاتها إلى أسرتها بالكامل.

الحجر الصحى الذى فرض على حالة سميحة أحمد عبد الحافظ بأسيوط يشبه إلى حد كبير ما حدث فى آخر حالات الوفاة فى إندونيسيا، حيث تم فرض الحجر الصحى على الحالة المصابة، بعد أن قامت بنقل الفيروس إلى أمها وهو ما أكده الدكتور محمد سيد محمد أستاذ الأوبئة بمركز البحوث الزراعية، وهو ما يؤكد إمكانية انتقال المرض بين البشر مطالبا الحكومة بالشفافية فى إعلان الموقف من الحكومة حتى يقوم المواطنون بتوخى الحذر.



مصر بعد إندونيسيا وفيتنام
فى إحدى دراساته عن المرض والتى حصلت اليوم السابع عليها قال د. محمد سيد محمد، إنه من الخطأ التصور أن مرض إنفلونزا الطيور يسهل القضاء عليه فى وقت قريب، ويشهد على ذلك تفشى الفيروس وقدرته على التحور، وهو ما جعل مصر تحتل المرتبة الثالثة بين دول العالم بعد إندونيسيا وفيتنام، وهو ما دعا الفاو إلى تحذير مصر من تحور الفيروس، كما دعت منظمة الصحة العالمية إلى خطر آخر فى هذا السياق، وهو إنفلونزا الخنازير حيث يوجد 300 ألف خنزير فى القاهرة والدقهلية وأسيوط، وهذا يؤدى إلى تلاحم وامتزاج نوعين من الإنفلونزا هما إنفلونزا الطيور والإنفلونزا البشرية، لينتج نوع جديد قادر على غزو الإنسان بسهولة، كما تكمن خطورة المرض فى البقاء لمدة 6 أيام فى درجة حرارة 36 وإمكانية تحوره لينتقل بسهولة بين البشر بالعدوى .

د.محمد سيد محمد قال، إن خطورة الفيروس هو قابليته للتحور وانتقاله من إنسان إلى إنسان، وقد اكتشف فى الصين وإندونيسيا وكمبوديا واليابان وكوريا الجنوبية حالات إصابة بين البشر بفيروس إنفلونزا الطيور بلغت حوالى 100 إصابة توفى منها 54 حالة، وقال د . محمد سيد محمد إن تحور الفيروس وإصابته للبشر يكون عن طريق المادة الوراثية من خلال الحامض النووى لفيروس الإنسان وإنفلونزا الطيور داخل الخنازير، مما يؤدى إلى إنتاج سلالة جديدة متحورة من الإنفلونزا لها القدرة على إصابة الإنسان، ومن هنا يمكن الإشارة إلى إسهام الخنازير فى سرعة تحور الفيروس وانتقاله ليصيب الإنسان .

ويحذر د .سيد من انتشار سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور وهى سلالة h7 وهى موجودة فى مصر، ولكن غير منتشرة إلا أن الأمر خطير، وتتجلى خطورته عندما يزداد الفيروس شراسة نتيجة تحوره ليصيب البشر بشكل مباشر، بل الخطورة فى قدرته على التحور لينتقل من بشر إلى بشر .

ويقول د محمد سيد فى دراسته، إن منظمة الصحة العالمية حذرت مصر من فقدان السيطرة على المرض خلال الفترات المقبلة، وأنه يمكن تعرض ما يقرب من 150 ألف شخص للوفاة عام 2008 وتوقعت المنظمة، وحسب ما قال د. سيد إصابة مليار شخص بمرض إنفلونزا الطيور يتوفى منهم ما بين 8 و15 مليون سنويا .

أكد د. محمد سيد أن د. صادق عبد العال مستشار وزير الصحة الأسبق وعضو لجنة السياسات عن احتمالية تعرض مصر لكارثة وبائية بمرض إنفلونزا الطيور فى غضون العام الحالى 2008 أو العام المقبل وانتقاله بين البشر، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية وضعت مصر ضمن 3 أكبر دول فى العالم انتشارا للمرض .



لم يتحور بعد
ومن جانبه نفى الدكتور عمرو قنديل مدير إدارة الأمراض المعدية تحور فيروس إنفلونزا الطيور لانتقاله بين البشر، مشيرا إلى أن الفيروس الموجود فى مصر حتى الآن هو الفيروس الذى ينتقل من الطيور المصابة إلى الإنسان الذى يتعامل بشكل مباشر معها .

وفى البيان الصادر عن وزارة الصحة والتى حصلت اليوم السابع على نسخة منه حذر الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان من حدوث كارثة إنفلونزا الطيور إذا حدث أى نوع من التراخى فى التعامل مع الطيور، وقال الجبلى إنه على الرغم من إشادة جميع المنظمات الدولية بمصر فى مواجهة مرض إنفلونزا الطيور والسيطرة عليه، إلا أن ذلك لا يعنى أننا قد قضينا على المرض فالمرض مازال فى قوته والخوف من تحوره وانتقاله من إنسان لإنسان، وهنا تحدث الجائحة التى قد تودى بحياة الملايين من البشر، وتسبب خسائر اقتصادية تقدر بالتريليونات من الدولارات.

وجددت وزارة الصحة والسكان، كما أشار الدكتور عمرو قنديل مدير إدارة الأمراض المعدية إجراءات مكافحة المرض مع دخول فصل الشتاء، والذى يعتبر مناخا جيدا لنشاط الفيروس، وذلك من خلال إعداد وطباعة خطة الاستعداد لمواجهة جائحة الأنفلونزا وتوزيعها على المحافظات المختلفة ومديرى مديريات الشئون الصحية، كما تم إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية عن المنشآت الصحية (القوى البشرية، الأجهزة الطبية، عدد الآسرة، مصادر المياه والكهرباء، السيارات).

من جانب آخر تم تنشيط إدارات الترصد للمرض فى كل المستشفيات على مستوى الجمهورية، وخاصة الحميات والصدر، حيث بلغ عدد العينات التى تم فحصها حتى 18/10/2008 من حالات العزل المشتبهة إصابتهم بإنفلونزا الطيور (5500) عينة تم حجزهم وإعطاؤهم عقار التاميفلو، منهم 50 حالة إيجابية، وباقى الحالات سلبية لفيروس إنفلونزا الطيور.

وتعمل الوزارة على تكوين مخزون استراتيجى من عقار التاميفلو يصل إلى عدد( 2.4 ) مليون جرعة، وذلك للتعامل مع الحالات المصابة والمشتبهة بالإصابة بالمرض، وتكوين مخزون استراتيجى من أدوات الوقاية الشخصية والمطهرات يكفى لمدة تصل إلى ستة شهور، حيث تم توفير 18 مليون ماسك (N95).

كما تم إنشاء معمل مرجعى بالمعامل المركزية، وإنشاء وتشغيل عدد(4) معامل فرعية بمحافظات (الإسكندرية، المنيا، الغربية، أسوان) وتجهيزهما بالمستلزمات والمعدات اللازمة وتدريب الفريق الصحى بها.



حجر صحى وبيطرى
الدكتورة منى محرز المشرف على المعمل المركزى لوزارة الزراعة وعضو لجنة مكافحة مرض إنفلونزا الطيور، أكدت أن الحجر الصحى المفروض على أسرة الضحية الأخيرة هو حجر صحى وبيطرى يفرض على كل الحالات فى مصر، وفى كل البلاد العربية لضمان التحكم فى العدوى، وفحص كل المخالطين للحالة والطيور المخالطة فى المنطقة كلها، مشيرة إلى أن الفيروس مازال تحت الفحص فى معامل وزارة الزراعة، وهذه الفحص هو فحص روتينى لكل من الحالة والطيور.

مؤكدة أن تحور الفيروس لانتقاله بين البشر وارد، ولكنه حتى الآن لم يتم، كما أضاف الدكتور نصر الدين الطنطاوى إخصائى الأوبئة، مشيراً إلى أن تحور الفيروسات يحدث كل يوم، ولكن الخطر يمكن فى تحوره إلى فيروس بشرى ينقل الإنفلونزا بين البشر دون أى وسيط حيوانى .

وقيم نصر الدين الطنطاوى الإجراءات التى تتخذها لجنة مكافحة إنفلونزا الطيور، مؤكدا أن نظام الترصد أى اكتشاف الحالات لوزارة الصحة يعمل بكفاءة عالية عكس نظام الترصد لوزارة الزراعة الذى يحتاج إلى إعادة نظر، خاصة أن اكتشاف حالات الإصابة بالمرض يسبق اكتشاف بؤر الطيور المصابة.



لمعلوماتك387 هو عدد حالات الإصابة على مستوى العالم حتى الآن توفى منهم 245 شخصاً.
23 هو عدد حالات الوفاة فى مصر، نتيجة الإصابة بإنفلونزا الطيور.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة