الشافعى: 60 % من سكان العالم يواجهون مخاطر الإصابة بالملاريا

الخميس، 12 يناير 2012 05:57 م
الشافعى: 60 % من سكان العالم يواجهون مخاطر الإصابة بالملاريا الدكتور مدحت الشافعى أستاذ المناعة والروماتزم بطب عين شمس
كتبت فاطمة إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الأستاذ الدكتور مدحت الشافعى أستاذ المناعة والروماتزم بطب عين شمس، أن الملاريا مرض يمكن أن يصيب الناس من كل الفئات العمرية.

ويضيف د. مدحت هذا المرض تسبّبه طفيليات من فصيلة المتصوّرات التى تنتقل إلى البشر من خلال لدغات البعوض الحامل لها، ويمكن أن يؤدى المرض إلى الوفاة فى غالب الأحيان إذا لم يُعالج على وجه السرعة.

ويقول دكتور مدحت إن حوالى 40% من سكان العالم وسكان أشدّ البلدان فقراً على وجه التحديد، يواجهوا مخاطر الإصابة بالملاريا، ومن أصل مجموع الناس المعرّضين لمخاطر الملاريا والبالغ عددهم2.5 مليار نسمة يُصاب 500 مليون شخص بحالات وخيمة من المرض كل عام ويقضى مليون شخص منهم نحبهم بسببه.

ويشير إلى أن نسب وفيات الأطفال الناجمة عن الملاريا فى أفريقيا تصل إلى خُمس (20%) مجموع وفيات الأطفال، وتشير التقديرات إلى أنّ الطفل الأفريقى يتعرّض سنوياً، لنوبات من حمى الملاريا يتراوح متوسطها بين 6ر1 و4ر5، ولا تمرّ 30 ثانية فى أفريقيا إلاّ وتشهد وفاة طفل بسبب الملاريا.

ويقول دكتور مدحت إنّ تشخيص المرض فى المراحل المبكّرة والتعجيل بعلاجه عنصران أساسيان من عملية مكافحة الملاريا، ويمكن أن يسهم العلاج المبكّر والفعال فى تقليص فترة العدوى والحيلولة دون حدوث مضاعفات أخرى، والغالبية العظمى من الوفيات التى يتسبّب فيها هذا المرض، ولا ينبغى أن يُنظر إلى الاستفادة من خدمات التدبير العلاجى للملاريا كأحد عناصر مكافحة المرض فحسب، بل يجب اعتبارها حقاً من الحقوق الأساسية لجميع الفئات السكانية المعرّضة لمخاطر هذا المرض.

ويبين أنه قد أسهم سوء استخدام الأدوية المضادة للملاريا فى القرن الماضى فى استفحال ظاهرة مقاومة الطفيلى المسبّب للمرض لأدوية مثل الكلوروكين، ممّا أدّى إلى ارتفاع مستويات المراضة والوفاة، وخلال السنوات العشر الماضية بعثت مجموعة جديدة من مضادات الملاريا- تُعرف باسم المعالجات التوليفية التى تحتوى على مادة الأرتيميسينين- أملاً جديداً فى مكافحة المرض.

ويوضح أنه يتمثل الغرض الرئيسى من مكافحة نواقل الملاريا فى الحد بشكل كبير من معدلات حالات العدوى الطفيلية والحالات السريرية على حد سواء، ويتحقّق ذلك من خلال مكافحة البعوض الحامل للمرض والحد بالتالى من سراية المرض أو وقفها بشكل تام.

يمكن استخدام الناموسيات المديدة المفعول لحماية الفئات المعرّضة لمخاطر الإصابة بالملاريا، وبخاصة صغار الأطفال والحوامل ممّن يعيشون فى المناطق التى ترتفع فيها معدلات سراية المرض، وتضمن تلك الناموسيات حماية شخصية، كما أنّها تضمن حماية للمجتمعات المحلية عندما تكون معدلات التغطية بها عالية بما فيه الكفاية (أى عندما تكون نسبة السكان الذين ينامون تحتها أكثر من 80%)، وتظلّ الناموسيات فعالة لعدد من السنوات (من 3 إلى 5) سنوات، حسب النماذج وظروف الاستعمال.

يعد الرشّ الثمالى داخل المبانى، أكثر الوسائل فعالية للحد بسرعة من كثافة البعوض، وتتيح تلك العملية أكبر المنافع عندما يتم رشّ ما لا يقلّ عن 80% من المبانى التى تنتشر فيها نواقل الملاريا، وتضمن عملية الرشّ داخل المبانى فعالية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر، حسب المبيد المُستخدم ونوع المسطحات التى يُرشّ عليها. تضمن مادة الدى دى تى، مثلاً، فعالية لمدة أطول تصل إلى 12 شهراً فى بعض الحالات.

تواجه الحوامل مخاطر عالية لا تتمثّل فى الوفاة جرّاء مضاعفات الملاريا الوخيمة فحسب، وإنّما تكمن أيضاً فى الإجهاض التلقائى أو الولادة المبكّرة أو الإملاص، وتتسبّب الملاريا أيضاً فى إصابة الأمهات بحالات وخيمة من فقر الدم، وهى مسئولة عن نحو ثلث ما يمكن وقايته من حالات انخفاض الوزن عند الميلاد.

وتشير التقديرات إلى أنّ هذا المرض يسهم فى وفاة نحو 000 100 من الحوامل و000 200 رضيع كل عام فى أفريقيا وحدها.

ويقول إن الملاريا تتسبّب فى حدوث خسائر تبلغ قيمتها، فى المتوسط، 3ر1% من النمو الاقتصادى السنوى فى البلدان التى ترتفع فيها نسبة سراية المرض، وتبقى الملاريا الأسر والمجتمعات المحلية فى حلقة مفرغة من الفقر، إذ يصيب هذا المرض الفئات المحرومة والفقيرة التى لا يمكنها تحمّل تكاليف العلاج أو الفئات التى لا تستفيد من خدمات الرعاية الصحية إلاّ بشكل محدود. والجدير بالذكر أنّ الملاريا تخلّف آثاراً تدوم مدى الحياة وتتمثّل فى زيادة الفقر وضعف ملكات التعلّم، فهى تحول دون المداومة على المدرسة وأماكن العمل. غير أنّ توقّى هذا المرض والشفاء منه من الأمور الممكنة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة