محمد جرامون يكتب: فيه حاجة غلط

عندما أجلس مع نفسى مُتحدثا معها عن كل ما يدور من حولنا من أمور وأستعرض معها كل الأحداث والمواقف التى مرت بنا مُند اندلاع الثورة حتى اليوم أكتشف إن فيه حاجة غلط.

عندما يقوم الشعب المصرى بثورة من أعظم الثورات فى العصر الحديث ويسقط رأس النظام ويظل أركان ورجال النظام البائد فى مراكزهم ومواقعهم دون أى محاسبة عن فسادهم ومشاركتهم لهذا النظام فى نهب الوطن فبالتأكيد فيه حاجة غلط.

عندما لا تُقام أى محاكمات سياسية لرئيس ورجال النظام السابق عن تجريف الوطن وتخريبه وإضعافه وإفقاره وتزوير إرادته وتقليص دوره الإقليمى والدولى فلابد أن يكون فيه حاجة غلط.

عندما لا تُصدر أى أحكام حتى الآن بعد مرور عام على قتل الثوار فبالتأكيد فيه حاجة غلط .
عندما لا يُحاكم المخلوع بتهمة الخيانة العظمى لبيعه الغاز المصرى لإسرائيل بأقل من سعر تكلفة الإنتاج مُدعما الكيان الصهيونى وتاركنا لشعبه المسكين يعانى الفقر والمرض فلابد أن يكون فيه حاجة غلط.

عندما يتم تقسيم أبناء الوطن الواحد على أساس دينى بين مُسلم ومسيحى وتعود النعرات الطائفية للظهور من جديد فبالتأكيد فيه حاجة غلط.

عندما يفشل من يتولون أمور البلاد فى استعادة أموال الشعب المنهوبة والأراضى التى تم الاستيلاء عليها والمصانع والشركات التى تم تسريح عمالها وبيعها بأبخس الأثمان فى صفقات مشبوهة ولم يفكروا فى إجبار مبارك وأبنائه ورجاله على رد ما نهبوه من خيرات ومقدرات الوطن فلابد أن يكون فيه حاجة غلط.

عندما تظل البلاد بلا رجال أمن والشوارع بلا رجال مرور لمدة عام كامل ويُترك البلطجية والعصابات وتُجار المخدرات يعبثون بأمن الوطن فبالتأكيد فيه حاجة غلط.

عندما تظل العدالة الاجتماعية بعد الثورة مفقودة والأسعار فى حالة انفلات دون رقيب وأزمة البوتاجاز والبنزين تكوى الجميع فلابد أن يكون فيه حاجة غلط.

عندما لا يستجيب المجلس العسكرى لمطالب الثورة والثوار ولا يستند إلى الشرعية الثورية التى كانت تخوله اتخاذ العديد من القرارات وإصدار العديد من القوانين التى كان من الممكن أن تُساهم فى إحداث نقلة كبيرة نحو مستقبل مُشرق للبلاد ولكن للأسف لم يتحقق ذلك فبالتأكيد فيه حاجة غلط.