د. محمد بركه

هكذا نحمى الكنائس

الجمعة، 30 ديسمبر 2011 10:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل عام وأنتم بخير، أقولها لكل مصرى مسلم ومسيحى، أقولها لزملاء الدراسة ولأبنائى فى الجامعة، أقولها وأشعر أنها هذة المرة مختلفة عن السنوات السابقة، فاليوم يجب أن تكون التهنئة بحجم الثورة التى فجرها كل شباب مصر ولم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحى فى الميدان، الكل فى نداء واحد نادوا بالحرية والمساواة واحترام الإنسان، لم يقل الحرية لفصيل دون الآخر.

نريد التهنئة هذه المرة ليست بالكلمات نريدها بالأفعال لذلك بقدر ما شعرت بالغيظ والغضب من بعض الأقوال الضالة التى تناثرت هنا وهناك عن عدم جواز تهنئة الإخوة المسيحيين بعيدهم، والتى صدرت من أُناس نكاد لا نعرفهم إلا من صراخهم فى الفضائيات، وهم بأى حال لا يمثلون إلا فريقا متشددا متعصبا إلا أننى فرحت وسعدت من التصريحات التى صدرت من التيارات الإسلامية عن تشكيل فرق لحماية الكنائس فى أعياد الميلاد وأسعدنى أكثر ما سمعته من علمائنا الأفاضل، وهم يحثون الجميع على تهنئة إخواننا المسيحيين بأعيادهم، وهم بذلك يُظهرون روح السماحة الإسلامية روح البناء التى نحتاجها فى هذه الأيام، ونحن نتطلع لأن نبنى وطنا على المحبة والتسامح والمساواة والمشاركة لكل المصريين.

لا نريد أن تحكُمنا خلافات الماضى، التى كان يُذكيها أعداء المصريين فى ظل حكم متخلف ولىّ وذهب، وحتى تكون تهانينا أفعال لا أقوال، أقول لإخوانى المسلمين، ولن أقول أصحاب التيارات المعتدلة أو المستنيرة، لأننى أؤمن أن الإسلام الذى أتى به النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، هو دين السماحة والعدل والوسطية والاعتدال فى كل شىء برئ من هذه الآراء الضالة والمتعصبة، أقول مع الشكر لمبادرتكم النبيلة بحماية الكنائس، إلا أن الأمر يجب ألا يتوقف عند ذلك.

إن حماية الكنائس تبدأ بنشر مبادئ السماحة، ويجب أن تكون من خلال نشر الأفكار السمحة، ليس فقط فى الفضائيات وعلى صفحات الجرائد، إنما يكون ذلك سلوكا ليس فقط فى الأعياد وأثناء التقاط الصور التذكارية بين رجالات الدولة ولكنه نريده يبدأ من المدرسة وفى الشارع فى البيع وفى الشراء فى كل مكان يلتقى فيه المصريون.

نريده فى الإعلام الواعى الذى يجب أن يُحارب النعرات الطائفية، وأن يتجاهل كل أصحاب الآراء الشاذة والمنفرة من كلا الطرفين، إننا كمسلمين لن نشعر بالأمان أيضا إذا شعر شركاؤنا بالخوف، والمسألة ليست أكثرية أو أقلية، إننا نريد أن يشعر الجميع أنه آمن فى بيته وفى عمله، إننا نريد أن نبنى دولة العدل لا دولة الخوف والتربص ونريد أن يلتفت المصريون إلى ما يحاك حولهم من فتن تريد أن تحرق الأخضر واليابس نريد من كل المصريين أن يمدوا أيديهم يتبادلون السلام.. سلام الأمن والأمان، وأن تكون أعياد الميلاد هذا العام بشكل وروح جديدة تعكس حضارة شعب ملأ الدنيا إعجابا بثورته وسيملؤها خيرًا بسماحته.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة