سلمى عبد الوهاب تكتب: مش مهم إحنا نولع

الإثنين، 26 ديسمبر 2011 08:24 ص
سلمى عبد الوهاب تكتب: مش مهم إحنا نولع حريق المجمع العلمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خضَم الأحداث الأخيرة، ومن بين كل ما يجرى حولنا كل يوم وكل ساعة، كان يجب على إعلامنا المصرى الهمام أن يولى اهتمامه للأهم فالأقل أهمية فالأقل وهكذا، وكان طبعا أهمها "حريق المجمع العلمى بالقاهرة"!!!!!.

ما تستغربش قوى كده، آه المجمع العلمى بيتحرق، ده التاريخ، دى كتب نادرة مش موجودة فى أى مكان تانى وعلى رأسها كتاب فى وصف مصر - اللى أثبتوا بعد كده إن فى نسخ منها فى مكتبة الإسكندرية، واللى بعدها بشوية كمان ونعرف إن اللى اتحرق من المجمع لا يتعدى الـ 25% والباقى كله سليم وميت فل وعشرة. أمال ليه بقى واجعين دماغنا فى كل القنوات لمدة ثلاثة أيام تقريبا معندهمش سيرة غير المجمع العلمى.

ثانية نسيت أقول حاجة، هو أيه المجمع العلمى ده أصلا اللى طلعلنا فى البخت فجأة، على رأى واحد بيقول "آه يا مجمع منسمعش عنه غير لما اتحرق"، ومحدش يقوللى مانتى اللى جاهلة ومش عارفة تاريخ بلدك، إذا كان أبويا اللى قرب ع الستين ماسمعش عنه واللى سمع عنه يبقى عارفه طشاش.
ما هو لو بالأهمية الخارقة دى كنا عرفناه، لكن عشان يطلع كل شوية مسئول ولا مذيع ولا أى بتنجان ينوح ويعيط على الكتب اللى راحت - اللى يوم ما تتحرق ما تتعوضش لكن الإنسان سهل يتعوض - ويندد بالمواطنين الشرفاء ويتهم الثوار بالبلطجة وإن مش هم دول الشباب الطاهر بتاع 25 يناير، يبقى لازم نعرف ونفهم إن الموضوع ما هو إلا تضليل إعلامى مصطنع عن كل ما يجرى.

نظام "خدوهم فى دوكة"، طبعا ما هى الناس اللى نازلة الميدان بتدافع عن الثوار اللى ماتوا، والثوار هم اللى حرقوا المجمع، والجيش كان بيحمى المجمع فقتل الثوار - دفاعا عن النفس وعن المجمع -.

إيه اللخبطة دى؟... الجيش ما قتلش حد أساسا ولا ضرب نار ولا طوب ولا سحل حد ولا عرَى حد، ربنا يخليلنا الفوتوشوب بقى، ويخليلنا عمرو مصطفى اللى نور الشعب المصرى ع الفوتوشوب، يقطع الفوتوشوب وسنينه ليكون هو ده الطرف التالت.

أنا مش مع حرق المجمع لا من بعيد ولا من قريب، ومعتقدش إن فى حد موافق على اللى حصل، بس لما يلهوا الناس عن حقايق ويغيبوهم من تانى ونرجع نسمع نغمة هم اللى نازلين دول نازلين ليه وكفاية خراب ودمار وعايزين أمن واستقرار، يبقى معلش ما فى داهية المجمع، آه تاريخ بس مكتوب عالورق، وإحنا دلوقتى بنكتب تاريخ، بيتكتب بكل كلمة بنهتف بيها، بكل غنوة بنغنيها، بكل صورة بننقلها، وكل رسمة بنرسمها، بكل دمعة نزلت، بكل واحد فينا عنده حلم وهدف، بدم كل شهيد ضحى بحياته عشان بلد، اللى ماسكينها هم سكاكينها، واللى يدافع عنهم يبقى بيسنها معاهم، ولو سبناهم هنلاقى السكينة على رقابينا.

فكروا شوية فى علاء عبد الهادى، طالب الطب، ولا محمد مصطفى، طالب الهندسة، ولا الشيخ عماد عفت، شيخ الأزهر، ولا البنت اللى اتسحلت واتعرت - وناس كتير للأسف سلختها هى أيه اللى منزلها كده وليه وعشان أيه- ولا الشاب اللى اتهرى ضرب وهو بينقذها، وغيرهم وغيرهم، خلاص مابقتش عارفة لا أعد ولا أعدد.

بصولهم كده وحاولوا تفهموا الحقيقة وتشيلوا الغمامة من على عيونكم وتفكروا شوية بعقولكم، وشوفوا مين فينا الجانى ومين المجنى عليه.

ولو لسة خايف ع البلد تتحرق، شوف فى كام قلب أم على ابنها الشهيد اتحرق، شوف كام واحد مننا دماؤه فى عروقه غليت لما عروا بنت من بناتنا، شوف كام أب يبكى وأم فى الفجر تدعى وشاب على نهايته يجرى، ولو كل دول ما أثروش فيك يبقى خللى البلد تنطفى، ومش مهم إحنا نولع.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة