أيمن نور

الرسالة 91

الخميس، 22 ديسمبر 2011 07:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اشتعل حريق هائل على إحدى ضفتى النهر!!
كان على ضفة النهر المحترق، عقرب وضفدع!! حاول العقرب التراجع إلى اليابسة، فوجد النيران تحاصره، فنظر إلى ضفة النهر فوجد الضفدع يتأهب للقفز فى المياه.
صرخ العقرب على الضفدع قائلا: خذنى معك!! فقال له الضفدع كيف لى أن أفعل وعهدى معك أنك تقتل بدم بارد؟!
قال العقرب احملنى على ظهرك!! جربنى هذه المرة ولن تندم بعدها أبدا!!
صدق الضفدع وعد العقرب وأعطاه ظهره كى يمتطيه وقفزا سويا للنهر!!
ظل الضفدع يصارع الأمواج، حتى وصل إلى نصف المسافة بين الشط المشتعل، والشط الآخر.
فجأة.. وفى منتصف المسافة، لدغ العقرب الضفدع، وأفرغ فى جسده سمه القاتل!!
صرخ الضفدع من الألم وقال للعقرب: ماذا فعلت يامجنون، فأنت بفعلتك الحمقاء تنقض العهد، وتخون الأمانة - وقد أعطيتك ظهرى!!
قال العقرب للضفدع: ياغبى من قال لك إن للعقارب عهدا؟!
فقال الضفدع ياعديم العهد والعقل إنك لم تقتلنى بل قتلت نفسك لأنى سأموت أنا بسمك وستموت أنت بإسفكسيا الغرق؟!!
قال العقرب للضفدع: ياعديم العقل يامصدق عهد العقرب لقد فعلت بى جميلا ومعروفا رائعا وهو أنك أنقذت حياتى من النار وحملتنى على ظهرك فأصبحت أنا وأنت يدا واحدة «!!» فحاولت أن أرد لك الجميل الذى صنعته فلم أجد ما أقدمه لك غير - سمى - لأعلمك درسا قد يفيد كل الضفادع بعدك!!
فقال الضفدع: وما هذا الدرس ياأحمق؟! فقال العقرب: أريدك أن تعلم وتعلم بعدك كل الضفادع أن الضفدع ضفدع!! والعقرب عقرب وأن الطبع يغلب التطبع!!
فقال له الضفدع لكنك تعجلت يامجنون!! فقد كان بإمكانك أن تصبر حتى نعبر سويا النهر ولا تفعل فعلتك ونحن فى منتصف الطريق!!
فقال العقرب: وماذا يفرق معك أن تموت الآن، أو بعد قليل؟! فأنت ميت ميت لأنك صدقت أن العقرب يحفظ الجميل!!
مات الضفدع المسكين، وظل العقرب يقاوم الغرق، حتى مر إلى جواره سرب من الضفادع العائمة، التى لم تر الضفدع الفقيد وحملت العقرب على ظهورها!!
ظل العقرب يضحك ويعتذر لروح الضفدع الفقيد!! وأقام له سرادقا للعزاء على الضفة الأخرى من النهر!!
هذه القصة هى العنوان، والموضوع!! هى حكاية الوجع والموجوع.
هى حكاية الرسالة رقم 91.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة