"خطاطين" برلمان الثورة: أمن الدولة كان يتحكم فى شكل الدعاية

الخميس، 15 ديسمبر 2011 08:15 م
"خطاطين" برلمان الثورة: أمن الدولة كان يتحكم فى شكل الدعاية الخطاط أحمد ممدوح يضع لمساته على لافتة انتخابية
كتبت: إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدأ موسم الانتخابات وتكتسى شوارع مصر باللافتات وبصور المرشحين، فى أشكال مختلفة من الدعاية الانتخابية التى يغرق بها المرشحون الشوارع وجدران البنايات، وتبقى لافتات الدعاية الانتخابية هى العلامة المميزة لموسم الانتخابات الذى يعد موسمًا رائجًا بالنسبة للخطاطين وأصحاب المطابع ومحلات الأقمشة.

ويمتلك صاحب تلك الحرفة جميع مفاتيح "لعبة الانتخابات"، كما يعد الشاهد الأقوى على ما شهدته مصر من دورات انتخابية متعاقبة، اختلفت معالمها كثيرًا فيما عُرف بـ"برلمان الثورة".

حمدى فاروق.. ورث المهنة أبًا عن جد.. يجلس "حمدى" فى مطبعة صغيرة تحولت إلى مكتب للطباعة بالكمبيوتر تماشيًا مع الشكل الجديد للدعاية، والذى يركز على "البانرز الملونة" والدعاية الإلكترونية.. "حمدي" وسعت شهرته دائرة "الوراق".. يعرف عن الانتخابات أكثر مما يعرفه أى مرشح يسعى للجلوس على مقعد البرلمان، ويستطيع بحكم خبرته، واحتكاكه منذ طفولته بالدعاية الانتخابية، أن يراهن على المرشح الفائز بمجرد رؤيته.

"السنة دى الشغل كتير".. هكذا بدأ "حمدي" حديثه لـ"ليوم السابع" عن برلمان الثورة الذى شهد زيادة غير مسبوقة فى عدد المرشحين، بالشكل الذى لم تعرفه الانتخابات المصرية من قبل.. "زمان كان أمن الدولة موقف حالنا" قالها "حمدي" مضيفًا أن عدد المرشحين كان محدودًا فى السنوات الماضية، وكان جهاز أمن الدولة يستخدمهم فى معرفة المرشحين الأكثر شهرة داخل الدائرة، والأكثر قدرة على الإنفاق أيضًا.

يقول "حمدى": "الانتخابات الماضية أنا مشتغلتش خالص بأمر من أمن الدولة، ونتيجة الانتخابات كانت معروفة من قبل ما تبدأ، يعنى كانت تحصيل حاصل".. "حمدى" يؤكد أنه كان يرفض العمل فى ظل تحكم أمن الدولة فى جميع أصحاب المطابع والخطاطين، الذين لم يعمل منهم سوى أصحاب المطابع الكبيرة التى انشغلت بطباعة الدعاية الخاصة بمرشحى الحزب الوطنى.

وعن انتخابات هذا العام، يقول "حمدي": "بعد الثورة اتجهت الفئات المتوسطة للترشح، وهو الأمر الذى أنعش العمل فى مجال الدعاية، خاصة فى ظل القدرات المادية الضئيلة للمرشحين الذين لا يملكون أكثر من 20 ألف جنيه كحد أقصى للدعاية، بعد أن كان المبلغ الذى ينفقه أى مرشح لا يمكن أن يقل عن 500 ألف جنيه".

وجهة نظر أخرى عن الانتخابات يطرحها أيمن حمامة، 34 سنة، مؤكدًا أنه يعمل بها ما يزيد عن 20 عامًا فى مطبعته الصغيرة التى يطبع بها كل ما يخص الحملة الانتخابية.

يقول "أيمن": "مبشتغلش مع أى مرشح غير لما أشوف برنامجه الانتخابي، ولو برنامج المرشح معجبنيش مبشتغلش معاه".

أسعار اللافتات و"البانرز"، بحسب "أيمن"، تختلف من منطقة إلى أخرى، ففى الدوائر التى تضم المناطق الشعبية يبدأ سعر "البانر" المتر فى متر من 50 جنيهًا وقد يصل إلى 200 جنيه فى المناطق الراقية، فيما قلَّت أسعار اللافتات كثيرًا عما مضى مقارنة بأسعار "البانرز" واللافتات المنفذة إلكترونيًا، والتى يقبل عليها المرشحون لوضع صورهم.

نموذج آخر من أصحاب المهنة الأشهر فى الانتخابات هو أحمد ممدوح، 25 سنة، بدائرة إمبابة والدقي.. "أحمد" أبقى على حرفته كخطاط يدوى فى ظل انتشار الدعاية الحديثة.

يعمل "أحمد" فى مجال الرسم على اللافتات منذ ما يزيد عن 15 عامًا، بعد أن درس الرسم واحترف الخط بمدرسة الخطوط.. يقول "أحمد": "لم تعد الحاجة إلى اللافتات المصنوعة من القماش كحالها السابق، ولكنها ستبقى الدعاية الأشهر فيما يخص الانتخابات".
"أحمد" ينتظر موسم الانتخابات للعمل بحرفته التى بدأت تتلاشى.. يقول "أحمد": "اللافتة يتراوح سعرها فى المناطق المتوسطة من 20 إلى 30 جنيهًا قد تزيد فى المناطق الراقية، ويختلف سعرها حسب لون القماش والدهان المستخدم فى الكتابة، ويعتبر القماش الأسود والدهان الأحمر، الذى يفضله معظم المرشحين، من أغلى الأسعار".
يرى "أحمد" أن شعار المرشح الذى يظهر على اللافتة هو أهم ما يجب أن يركز عليه المرشح، فهو ما يلفت نظر الناخبين، ويدفعهم لدعم مرشح دون آخر، مؤكدًا على اختلاف شكل اللافتة اليوم عما اعتادت عليه الدورات الانتخابية السابقة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة