صدور طبعة عربية جديدة من "ألبير كامى"

السبت، 10 ديسمبر 2011 11:14 ص
صدور طبعة عربية جديدة من "ألبير كامى" المفكر الفرنسى ألبير كامى
كتبت نورا النشار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر مؤخراً عن المركز القومى للترجمة بالتعاون مع دار آفاق للنشر والتوزيع، طبعة عربية جديدة من كتاب "ألبير كامى"، وهو من تأليف "ديفيد شيرمان" وترجمة "عزة مازن"، ضمن سلسلة عقول عظيمة.

يعرض الكتاب حياة المفكر الفرنسى ألبير كامى، فيلسوف "العبث" وأحد أعمدة الوجودية الفرنسية، فى فترة ما بعد الحرب الثانية، " كامى" بحسب مقدمة المؤلف "إن لم يكن مفكرًا يمثل الضمير الأخلاقى لجيله من وجوه شتى، فمن يكون؟"، إنه فيلسوف ومفكر دون قيد أو شرط، وهو يسارى من أولئك الملتزمين، غير النادمين على آرائهم المناهضة للنظم الشمولية.

لم يكن "كامى" يعترف بوجود تباينات جامدة بين الفلسفة والأدب الجيد، فيرى أن "الروائيين العظماء فلاسفة عظماء"، وأن "الرواية فلسفة تمت صياغتها فى صور خيالية، وفى الرواية الجيدة تختفى الفلسفة فى ثنايا الصور الخيالية. ولكن ما إن تنسكب الفلسفة متدفقة من الشخصيات والأحداث حتى تبرز ناتئة مثل السبابة الملتهبة، وتفقد الحبكة مصداقيتها والرواية حياتها".

يناقش المؤلف فى مقدمة الكتاب إدعاء "كامى" بأنه ليس وجودياً، وهو الذى كان فى قلب الحركة الوجودية الفرنسية، ويرى فيه إدعاء غريبا، ففى حوار صحفى أجرى معه منتصف الأربعينات من القرن الماضى، هاجم " كامى" فلاسفة الوجودية، فقد كان فى ذاك الوقت ينظر للوجودية على أنها مرادفة، بوجه من الوجوه، للمفهوم الدينى، الذى كان يرفضه رفضا باتًا.

لا يمنع هجوم "كامى" على الشيوعية السوفييتية، وحركة التحرر القومية الجزائرية زعمه أنه يسارى، فقد اتخذ موقفه بعد ما اكتشفه عن عهد ستالين، فأصبح ينظر إلى" الشيوعية السوفييتية" على أنها تزيد قليلًا على "رأسمالية الدولة"، فى حين يأتى موقفه من حركة التحرر القومية الجزائرية قاسيًا، بشكل يتناقض مع إعلانه تبنيه الموقف اليسارى، حيث أنه لم يحجم أبدا عن مهاجمة ممارسات الجور الفاحشة للحكم الاستعمارى الفرنسى، حتى لو كان يعتقد اعتقادا مطلقا فى ضرورة أن تظل الجزائر مرتبطة بفرنسا.

وبالرغم من كل ذلك يعد "ألبير كامى" المولود بالجزائر عام 1913، واحدًا من رواد الفكر فى عصره، رفض التخلى عما اكتسبه ليعبر عن رؤية أخلاقية سامية، فى عصور ارتفعت فيها الاستقطابات السياسية، وهو نموذج يحتذى للعديد من المفكرين الذى يأبون تزييف تجاربهم الأخلاقية باسم ما هو "أسمى".

مؤلف الكتاب ديفيد شيرمان، هو أستاذ الفلسفة بجامعة مونتانا، وهو صاحب كتاب "سارتر وأدورنو: جدل الذاتية" 2007، كما شارك فى تحرير كتاب" مرشد بلاك ويل للفلسفة الأوربية" 2003، وهى السلسلة التى أنتجت هذا الكتاب. أما المترجمة، عزة مازن من مواليد القاهرة، ولها العديد من الترجمات، من بينها مشاركتها فى ترجمة "موسوعة كمبريدج فى النقد الأدبى" وكتاب "مفاوضات مع الموتى: تأملات حول الكتابة" للكاتبة الكندية مارجريت أوتود، التى ترجمت لها أيضًا كتاب "القاتل الأعمى".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة