حنان حجاج

قناصة ولّا غاز؟!

الجمعة، 09 ديسمبر 2011 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دكتور أحمد معتز، أستاذ الجراحة بكلية طب قصر العينى، وفريق من الأطباء والمتخصصين الشرفاء لم يكتفوا بالدهشة والتساؤل عما حدث فى شارع محمد محمود، ولم يصدقوا براءة ذئاب الداخلية الذين اعتقدوا أن الجرائم تسقط بالتجاهل والبيانات الرسمية المغلفة بغطرسة السلطة القديمة التى منحها لهم رئيس مخلوع، ذهب دكتور أحمد وزملاؤه لثلاجة الجثث بمشرحة زينهم، وصوروا جثث شهداء محمد محمود، وأخذوا العينات اللازمة لكشف الحقيقة، تعاملوا بحرفية وضمير وأثبتت دراساتهم أن الغازات التى استخدمتها الشرطة ودفع ثمنها المصريون من جيوبهم بعد ثورة 25 يناير لم تكن مجرد غازات مسيلة للدموع لتفريق الشباب من ثوار الميدان أو كما يحلو للداخلية ورجالها وعملائها بتسميتهم من كانوا يهاجمون وزارة الداخلية، بل كانت غازات محمد محمود خليطًا مما أبدع كارهو البشر وتجار الموت بدءا من غاز الـ«CS» المحظور دوليًّا، مرورا بغازات الأعصاب التى تسبب السعال وصعوبة التنفس والشلل فى بعض الحالات، وهو ما أثبتته العينات التى أخذت من عبوات الفوارغ التى جمعت من الميدان، حيث ثبت وجود فوارغ لعبوات غاز «CsGaz» الذى يحتوى على مادة «البنزوكسازيين» وهى مادة شديدة السمية ومسيلة للدموع وتسبب شللا مؤقتا وتتسرب ببطء شديد، ثم تتحول إلى مادة صلبة تسبب اختناقا لمن يتعرض لها، وهى مادة شديدة الخطورة، وتستخدم عادة على الحيوانات المصابة بالأوبئة ويراد التخلص منها، أما المفاجأة المفزعة فعلا فهى أن هذه القنابل «من إنتاج حيفا بإسرائيل» ويمتد الكوكتيل القاتل ليشمل غاز «mvx» وهو شديد الخطورة يمتصه الجلد ويستمر تأثيره لمدة 60 يوما، ويعد من أهم وأخطر الغازات فى العالم «من إنتاج أمريكا» ويسبب الشلل المؤقت، وسعالا مصحوبا بنزول دماء أحيانا ودموع، وصعوبة فى التنفس، ورعشة، ومن الممكن أن يؤدى إلى الوفاة، وهو ما حدث بالفعل لعشرات الحالات فى التحرير.

غاز الداخلية ومجلس العسكر كان غازا قاتلا حارقا غامضا، ولذلك فقد تم محو الكتابات التى كانت على العبوات، وهذه شهادة ليست مرسلة بل رأيتها بعينى، فوسط أكوام فوارغ قنابل الغاز لم تترك أى بيانات على عبوات الغاز سوى غاز «CS» وهو غاز الدخان المسيل للدموع الذى يستخدم عادة فى فض المظاهرات وهو غاز بالمناسبة محظور دوليا إلا فى خمس دول فقط رفضت أن توقع على معاهدة حظره عام 1993 وهى «أنجولا، وسوريا، والصومال، وكوريا الشمالية، ومصر» وعندما تترك الداخلية فوارغه وتمحو كتابات القنابل الأخرى فهذا وحده دليل كاف على أن ما تم استخدامه كان أخطر من أن يترك ليكون دليلا على الجريمة المرعبة التى تأكدت الآن.

يقتل الشباب قنصا أو بغازات الموت المحظورة دوليا، ونرى الجثث ونعرف القتلة ورغم ذلك يظل من بيدهم الأمر يمارسون الاستعماء بكل صلف وعناد وتواطؤ يصل لحد الخيانة.. خيانة الوطن الذى يقتل شبابه أو تفقأ أعينهم عمدا برصاص الباشا الصغير أو استهبالا بطرح الأسئلة الأكثر غباء فى تاريخ مصر، من نوعية: أين القناصة الذين قتلوا الثوار؟ ومن هم؟ وأى جهاز يتبعون؟ وأتوقع الآن أن تكتمل قائمة الاستغباء بنوعية مشابهة من الأسئلة والتوقعات منها مثلا: هل رجال الداخلية بشارع محمد محمود من أطلقوا غازات الموت أم كائنات فضائية هبطت من السماء؟ بعد أن تكشف وزارة الداخلية أن جميع مدافع إطلاق قنابل الغاز كانت فى إجازة رسمية لمدة خمسة أيام بمناسبة عيد الفلاح.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة