حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين: صدقى رجل محترم لكنه بطىء والجنزورى

ديكتاتور دمر الاقتصاد وعبيد أكاديمى رائع وتنفيذى جبان ونظيف أكثر من يعرف.. والمعرفة لا تكفى

الجمعة، 28 نوفمبر 2008 08:36 ص
ديكتاتور دمر الاقتصاد وعبيد أكاديمى رائع وتنفيذى جبان ونظيف أكثر من يعرف.. والمعرفة لا تكفى حسين صبور
حوار همت سلامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أهم رجال الأعمال.. عاصر منذ بداية عمله حتى الآن العديد من الحكومات المختلفة.. يعتبر شاهدا على هذه الحكومات التى انتقدها بشدة بدءا من حكومة الدكتور على لطفى مرورا بعاطف صدقى ثم كمال الجنزورى ومن بعده عاطف عبيد.. لم يتردد فى إعلان رأيه بصراحة شديدة فى حكومة نظيف.. لا ينتمى لأى حزب سياسى لأنه يرى أن السلطة تعطى لرجل الأعمال نفوذا يستخدمه لمصلحته الخاصة لا لمصلحة الشعب.. هو المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الذى التقته «اليوم السابع» وكان الحوار التالى:

فى البداية كيف تنظر إلى الحكومات السابقة من ناحية أداء كل وزارة؟
إذا بدأنا بوزارة الدكتور على لطفى لن نجد الكثير حتى نتحدث عنه فالرجل تولى الوزارة عام 1985 وتركها عام 1986 وكان يتمنى أن ينفذ برنامجا للإصلاح الاقتصادى لم يلق الاهتمام المطلوب سواء من جانب الوزراء العاملين معه أو الدولة.

وماذا عن حكومة الدكتور عاطف صدقى؟
عاطف صدقى رجل محترم ووطنى لكنه بطىء فى اتخاذ القرارات، جاء فى ظروف صعبة للغاية حيث كان الاقتصاد وقتها يعانى من انهيار واضح، وهو رجل اشتراكى قام بتأليف كتب فى الاشتراكية إلا أنه فى هذه الفترة حاول أن يخرج من عباءة الاشتراكية ويتبع سياسة السوق الحرة، فعمل على استقرار أسعار صرف العملات الأجنبية محاولا تنفيذ سياسة الإصلاح المالى الذى يسبق الإصلاح الاقتصادى، لكنه أدى دوره ببطء شديد ثم جاء مرضه أثناء تواجده برئاسة الوزارة ليزيد من تأثير هذا البطء، كما تعامل مع القطاع الخاص بكثير من الإهمال، ولكن الأهم أن أحدا لم يتهمه أو أى فرد فى أسرته بشبهة انحراف مالى نهائيا.

وماذا عن كمال الجنزورى؟
عصره سيئ للغاية، كان رجلا أيضا مؤمنا بالاشتراكية لكنه لم يستطع أن يخرج من هذا الخندق ويطور نفسه مثلما فعل عاطف صدقى، أتى ببعض الوزراء الذين يحملون ملفات فساد فى الرقابة الإدارية، اتسم عصره بالانحرافات الشديدة من قبل الوزراء وعائلتهم الذين جمعوا ثروات خيالية فى هذه الفترة، كان رجلا ديكتاتورا يمتلك كل الخيوط فى يده وفى يد وزيره طلعت حماد الذى كان يمتلك قوة غاشمة داخل مجلس الوزراء ولا أحد يستطيع التحرك دون أن يمر عليه.

لماذا كل هذا النقد لهذه الحكومة؟
لأنها شهدت الكثير من عمليات حكومية فيها فساد شديد من ضمنها عملية إسناد عقود شركات المحمول لجهات بعينها حيث كانت الخطابات ترسل على ورق أبيض من مجهول دون ضوابط، كما انتشرت قصص نواب القروض بشراهة، بل إن محافظ البنك المركزى انتزعت منه السلطات بالكامل،

ولكن الجنزورى كانت له قرارات مهمة وطرح العديد من المشروعات القومية ويمتلك كاريزما خاصة هل هذا لا يغفر له؟
بانفعال شديد: كلها مشروعات فاشلة فالجنزورى أدخلنا فى مشروعات كبيرة وضخمة وفاشلة عوائدها ليست قريبة وبعضها غير مدروس دراسة جيدة مثل «مشروع توشكى» الذى يحمل العديد من الشبهات فى دراسته بالإضافة إلى إبرام عقود عليها علامات استفهام كثيرة مثل عقد العين السخنة، وغيره.. كان عصرا بعيدا عن النظافة عصر «الريحة الوحشة» فى مجتمع رجال الأعمال.

يكفى هذا عن حكومة الجنزورى وننتقل إلى حكومة عاطف عبيد كيف ترى أداءها؟
عاطف عبيد رجل أكاديمى رائع، نابغ فى الإدارة وله علاقات كبيرة جدا مع صندوق النقد الدولى يستطيع به أن يحل مشاكل عديدة، ولكنه جبان فى اتخاذ قراراته.

وهل تستطيع تقييم حكومة الدكتور أحمد نظيف أم تخشى ذلك؟
بالطبع لا أخشى قول الحق، الدكتور نظيف أول رئيس حكومة بعيد عن الاقتصاد، فهو متخصص فى مجال الاتصالات، إلا أنه رجل يعى مشاكل البلد جيدا.

هل ترى أن الوعى وحده كاف لحل مشاكل البلد؟
بالطبع لا، ولكن لا أحد يختلف على أن هذه الحكومة بجميع وزرائها الذين أطلق عليهم «مجموعة الجامعة» أو «رجال الأعمال» يحاولون أن يحرروا الاقتصاد من أى قيود بل والنهوض به.

وإلى أى حكومة يرجع الخلل الاقتصادى الموجود الآن؟
حكومة الجنزورى الذى أدخلنا نفقا مظلما يعانى منه الاقتصاد حتى الآن هى من أسوأ الحكومات، كانت تمتلئ بالفساد، ومشاريع تطرح «للمنظرة والفشخرة» لأنه تردد وقتها أن رئيس الجمهورية لن يغير رئيس الوزارة إلى أن تنتهى المشروعات، ولذلك دخل فى مشروعات طويلة الأجل حتى يضمن بقاءه فى الوزارة.

ما رأيك فيما قامت به حكومة عاطف عبيد التى وسعت من دائرة الاستثمار العربى دون ضوابط؟
نحن نحتاج هذه الاستثمارات ولكن مع وجود ضوابط وضمانات تضمن تنفيذ المشروعات المقترحة من قبل المستثمرين، فلدينا من 600 إلى 800 ألف فرصة عمل مطلوبة للخريجين كل عام لذلك نحتاج إلى فتح أسواق جديدة وخلق سوق عمل توفر هذا خاصة أن المدخرات المصرية ليست كافية لسد سوق العمل.

من وجهة نظرك ما الحكومة التى ارتبطت قراراتها بالأمن أكثر من ارتباطها بحاجة المواطن؟
جميع الحكومات ترتبط قراراتها بالاعتبارات الأمنية، فالتدخل الأمنى واضح جدا فى جميع الوزارات ونستطيع أن نقول إن الأمن يفرض نفسه وبشدة على جميع القرارات وهو ما يجب أن نحاول التخلص منه أو تقليله إلى حد ما.

ما هى الوزارة التى ترى أنها كانت أقرب للشعب ولماذا؟
وزارة الدكتور عاطف صدقى من أكثر الوزارات قربا للشعب لأن هذا الرجل كان يتمتع إلى حد كبير بحب وثقة الشعب وبالتالى كان يجد دعما وحبا شعبيا كبيرا.

وما هى الوزارة الأقرب إليك؟
ليست أية وزارة مما تحدثنا عنها، والوزارة الوحيدة الأقرب إلىَّ هى وزارة السيد كمال حسن وهى الوزارة السابقة لحكومة الدكتور على لطفى، حيث تولى هذا الرجل الحكومة لمدة سنة واحدة من 1984 إلى 1985 ولكنه تفهم رجال الأعمال بشكل كبير وكان يريد النهوض الحقيقى بالاقتصاد من خلالهم.

وهل ترى أن هذا لا يتحقق الآن؟
بصراحة شديدة لم يتحقق بالشكل الذى كان كمال حسن يريده، فرجال الأعمال الآن يبحثون عن السلطة والنفوذ فقط ويضعون أعمالهم وهدفهم التنموى فى مرتبة عاشرة.

لمعلوماتك..
7% نسبة النمو خلال الثلاث سنوات الماضية








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة