تفجيرات الهند و الدخول للنفق المظلم

الخميس، 27 نوفمبر 2008 03:59 م
تفجيرات الهند و الدخول للنفق المظلم تفجيرات الهند تهز استقرار آسيا - AFP
كتب رائد العزاوي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن هجمات ليل أمس، الأربعاء، على بومباى هى الأولى من نوعها، فلطالما تعرضت العاصمة التجارية ومركز الأعمال فى الهند للعديد من الهجمات الإرهابية، وقد أصبحت مدينة مومباى فى الفترة الأخيرة مسرحاً لعدة هجمات مماثلة أُلقى اللوم فيها على مسلحين إسلاميين، فقد كانت المدينة هدفا لسلسلة من الهجمات بالقنابل فى شهر يوليو من عام 2006 أودت بحياة 190 شخصا وأصابت أكثر من 700 بجراح.

حيث أعلنت جماعة تطلق على نفسها "المجاهدين الهنود" فى شهر يوليو الماضى، مسئوليتها عن سلسلة تفجيرات شبه متزامنة ضربت مدينة جايبور وأدت إلى قتل 63 شخصاً وجرح العشرات، مهددة نيودلهى بـ"حرب مفتوحة."

كما شهدت مدينة حيدر آباد هجمات فى آواخر أغسطس الماضى، أسفرت عن مصرع 49 شخصاً، حتى فوجئ سكان الولاية نفسها بالعثور على 81 عبوة ناسفة يوم 29 أغسطس من هذا العام. وعثر على المتفجرات فى مدينة سورات، على بعد نحو 254 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة أحمد آباد، حيث انفجرت 17 عبوة ناسفة فى غضون 70 دقيقة.
أى أن حلقة اليوم من التفجيرات لم تكن حلقة جديدة فى حسابات التنظيمات المتطرفة التى أعلنت عن نقل حربها لتشمل الهند.

أحداث، الخميس، فى "هجمات مومباى" أوقعت 101 قتيل، بينهم 6 أجانب لم تعرف هوياتهم بعد، و314 جريحاً، وفقاً لنائب وزير الداخلية فى ولاية مهرشترا، بارديب إندولكار، ولم يعرف ما إذا كان عدد القتلى يشمل المهاجمين القتلى، فى حين أشارت تقارير أولية إلى مقتل 9 من المهاجمين على الأقل، وذكر مسئولون من كل من بريطانيا وأستراليا أن 7 بريطانيين أصيبوا وأستراليين، كما أفادوا بمقتل ستة من الأجانب لم تعرف جنسياتهم بعد.

وقال مصادر فى شرطة ولاية مهرشترا، حيث توجد مدينة مومباى، إن قائد وحدة رئيس مكافحة الإرهاب، هيمانت كاركارى، لقى مصرعه فى الهجمات.
ورغم مرور ساعات على الهجمات واحتجاز رهائن فى ثلاثة مواقع على الأقل، ومقتل العشرات وإصابة أكثر من 300، فإن الوضع مازال قائماً على ما هو عليه ولا تبدو هناك أى بوادر لحل سريع للوضع الأمنى فى المدينة.

"أوبيروي" و"تاج محل" ومستشفى ضمن خطة الهجوم
تم تحرير الرهائن فى فندق "تاج محل" الذى يرتاده الغربيون، وبدأت الشرطة بتمشيط الفندق، وأثناء ذلك، وقعت اشتباكات فى الفندق.وبعد مضى بعض الوقت شوهدت النيران تندلع فى الفندق مرة أخرى، فيما سمعت أصوات سلسلة من الانفجارات فى الفندق.

وشوهدت النيران تندلع من الطابق الثالث للفندق الفخم، الذى يرتاده فى العادة السياح الأجانب، وقدر عدد الانفجارات التى وقعت فى الفندق بنحو ثمانية انفجارات، كما سمع فى هذه الأثناء أصوات عيارات نارية داخل الفندق.

وأفادت الشرطة أنه يعتقد أن المسلحين مازالوا فى الفندق وأنهم مازالوا يحتجزون عدداً من الرهائن، فى حين يحاصر أكثر من 100 عنصر من القوات الخاصة مسلحين يحتجزون نحو خمسة من الرهائن الغربيين فى فندق "أوبيروي" فى الطابق 19 من الفندق، وفقاً لما ذكره مسئولون أمنيون فى المدينة وسمعت أصوات انفجارات فى فندق أوبيريو، حيث مازال عدد من المسلحين يحتجزون عدداً من الرهائن، وشوهد الدخان يندفع خارج الفندق.
وقال مسئولون محليون إن الوضع انفرج فى مستشفى "كاما" لأمراض النساء والأطفال، غير أنه لم يعرف ما إذا كان هذا الانفراج ناجم عن مقتل المسلحين أو استسلامهم أو هربهم من المستشفى.

ووفق الشرطة المحلية فإن من المواقع التى شهدت إطلاق نار، إلى جانب فندقى "تاج محل" و"أوبيروي" ومستشفى "كاما"، محطة شاتراباتى شيفاجى للنقل بالقطار، زيادة على حادث سجل فى مطار مومباى الداخلى إلى جانب حى لليهود.

وذكرت الشرطة أنها بوغتت بالهجمات، إذ لم تكن هناك أى بوادر للهجمات، كما لم تصلها أى معلومات استخباراتية حول احتمال وقوعها، فى حين شددت الشرطة حراستها على دور السينما ومراكز التسوق لتلقيها معلومات حول احتمال تعرض هذه المواقع لهجمات إرهابية.

نارمين هاوس معقل اليهود فى بومباى ضمن القائمة
وفى ذات الوقت، فإن اليهود فى بومباى كانوا هدفاً آخر للمهاجمين، حيث ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تحاول تحديد مصير 20 إسرائيلياً فقدوا فى المدينة، فيما قالت الشرطة الهندية إن أربعة من المسلحين سيطروا على مبنى "ناريمان هاوس" حيث تقطن عدة أسر يهودية.

وقالت الشرطة إن المسلحين أطلقوا النار بصورة عشوائية من البناية، فقتل اثنان فى منزلهم إضافة إلى مراهق لقى مصرعه عندما قفز من شقته، وكشفت الأنباء أن المسلحين مازالوا يعتصمون فى بناية يقيم فيها عدة عائلات يهودية، وعرف من بين المحتجزين فيها، الحاخام جبراييل هولتزبيرج وزوجته.

ديكان مجاهدين (مجاهدو الجنوب) المهاجمون فرع من تنظيم القاعدة
وقالت مصادر صحفية واستخبارية غربية إن المهاجمين ينتمون لتنظيم القاعدة بشكل غير مباشر، وإن من شن الهجوم على المواقع فى بومباى أعضاء فى منظمة تطلق على نفسها اسم "ديكان مجاهدين".

و"ديكان" هى كلمة إنجليزية محرفة عن كلمة بالاسم نفسه تقريباً، باللغة السنسكريتية القديمة وتعنى "الجنوب"، وهى اسم لهضبة تضم عدداً من الولايات الجنوبية فى الهند، من بينها ولاية مهرشترا.

وكانت مجموعة إسلامية قد تبنت مجموعة من العمليات المسلحة، كتفجير سلسلة قنابل فى ولاية آسام، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 80 شخصاً وهذه المجموعة تطلق على نفسها اسم "قوات الأمن الإسلامية-المجاهدون الهنود."

المجتمع الدولى بين مستنكر ومصدوم
رد الفعل الرسمى الهندى جاء على لسان رئيس الوزراء مانموهان سينج حيث أشار إلى أن المجموعة التى تقف وراء هجمات مومباى ممولة ومدعومة من الخارج، وأكد رئيس الوزراء الهندى فى كلمة متلفزة أنه سيتم مطاردة المسئولين عن هذه الهجمات ومعاقبتهم.
كما أدانت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وباكستان الهجمات، وقالت واشنطن إنها بصدد "تقييم وضع الرهائن"، وعقد كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية اجتماعات مع مسئولى الاستخبارات ومكافحة الإرهاب فى الولايات المتحدة، وتعهدت واشنطن بمساعدة الهند.

كما نصحت الخارجية البريطانية رعاياها بعدم السفر إلى مدينة مومباى الهندية، إلا فى حالة الضرورة، حتى إشعار آخر. وأشارت الخارجية فى بيان لها فى هذا الشأن إلى أن على المواطنين البريطانيين الموجودين فى مومباى أن يظلوا داخل أماكن إقامتهم ويتابعوا وسائل الإعلام جيدا، كما وفرت وسائل للاتصال لمن يريد السفر الضرورى أو لمن يريد الاطمئنان على ذويهم من البريطانيين فى المدينة الهندية، ونصحت أيضا بضرورة مراجعة شركات السفر بشأن الرحلات إلى مومباى فى ظل حالة الفوضى فى جداول بعض الرحلات من مومباى وإليها.

من جانبها أعربت إسرائيل عن قلقها على رعاياها فى مومباى بعدما تردد عن اختطاف حاخام وأسرته والهجوم على مبنى يضم يهوداً لم تستطع الشرطة إطلاق سراح معظمهم.
وبهذا الهجوم، فإن شبح الهجمات الدموية يلقى بظلاله على شبه الجزيرة الهندية، ما ينذر بأن التنظيمات الإسلامية المتشددة مازالت قوة ضاربة فى العالم على الرغم من الضربات التى تلقتها وتتلقاها فى أفغانستان وباكستان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة