3500 قتيل حصيلة عنف الأسد ضد شعبه.. والمجلس الوطنى السورى يبدأ تحركاته للحصول على "موقف عربى قوى".. باريس تعتبر المبادرة العربية "ماتت".. واشنطن ترى أن نظام الأسد أصبح يائساً

فى الوقت الذى قالت فيه المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رافينا شامداسانى، إن إعمال القمع فى سوريا أوقعت أكثر من 3500 قتيل حتى أمس، قال المجلس الوطنى السورى المعارض فى بيان إنه بدأ "تحركا واسعا" لدفع جامعة الدول العربية إلى تبنى "موقف قوى" ضد النظام السورى فى ظل استمرار العمليات العسكرية فى عدد من المدن السورية.

وقال المجلس إنه "بدأ تحركا سياسيا واسعا بهدف حث الدول الأعضاء فى الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدى وفاعل ضد النظام السورى بما يتناسب مع التطور الخطير للأوضاع داخل سوريا، وخاصة فى مدينة حمص" التى تحاصرها القوات السورية، موضحا أن خطة تحركه "تشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والأردن والإمارات وليبيا والكويت لإطلاعهم على الجرائم المروعة التى يرتكبها النظام فى حمص وعدد من المناطق التى تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق".

من جهة أخرى، قال المجلس فى البيان نفسه إن وفدا من مكتبه التنفيذى سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزارى المقرر السبت لنقل مطالب الشعب السورى، محدداً هذه المطالب بـ "تجميد عضوية النظام السورى فى الجامعة العربية" و"فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الأعضاء على النظام السورى" و"نقل ملف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة إلى محكمة الجنايات الدولية"، و"دعم الجهد الأممى الرامى إلى تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين خاصة فى حمص، وإرسال مراقبين دوليين والسماح لممثلى وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى سوريا بكل حرية" و"الاعتراف بالمجلس الوطنى السورى ممثلا شرعيا للثورة والشعب فى سوريا".

دوليا اعتبر وزير الخارجية الفرنسى آلان جوبيه أن مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة فى سوريا قد "ماتت"، مبديا استعداد باريس الاعتراف بالمجلس الوطنى السورى من جانب آخر، كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "فيكتوريا نولاند" إن النظام السورى أصبح يائسا مع ازدياد تأثير العقوبات على الوضع المالى للنظام، مشيرة فى الوقت نفسه إلى ازدياد عدد الضباط الفارين.

من جهتها علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على عدم التزام نظام الرئيس السورى بشار الأسد بالمبادرة العربية السلام، ووصفتها بأنها ضربة جديدة لمصداقية الجامعة، مشيرة إلى تصريحات نبيل العربى، الأمين العام للجامعة، والتى حذر فيها من أن فشل الحل العربى سيكون له عواقب كارثية فى سوريا والمنطقة، إلا أن الصحيفة رأت أن ما لم يقله العربى هو أن الانهيار الواضح للمبادرة بعد أيام قليلة من انطلاقها فى القاهرة الأسبوع الماضى يمثل كارثة محتملة للجامعة التى اضطرت إلى الدعوة إلى اجتماع طارئ بعد سقوط عدد من القتلى يوم الأحد.