حسين عبد الرازق

تشتت اليسار فى مصر

السبت، 05 نوفمبر 2011 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 2 يوليو الماضى نشر تصريح منسوب لعبدالغفار شكر - وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى والعضو القيادى السابق فى حزب التجمع منذ تأسيسه عام 1976 - يقول فيه «إذا تمت الانتخابات بالقائمة النسبية تستخدمها القوى اليسارية بقائمة موحدة، وذلك لوحدة الأهداف والتوجه العام»، ولم يكن عبدالغفار شكر بهذا التصريح متجاوزا للواقع أو متحدثا من فراغ، فمواقف الأحزاب والقوى اليسارية عامة كانت تصب فى هذا الاتجاه، إضافة إلى إدراك جميع الأحزاب والقوى اليسارية استحالة تحقيق نتائج مرضية فى الانتخابات إذا خاضها كل منها منفرداً، نتيجة لمجموعة من الأسباب المعروفة لكل المتابعين للشأن العام فى مصر.

فمنذ قيام حزب التجمع وهناك إصرار فى جميع وثائقه، وفى الممارسة على ضرورة «الانفتاح على اليسار المصرى بكل أقسامه، أو على الأقل قيام عمل نضالى مشترك يجمع قوى اليسار حول قضايا محددة»، كما جاء فى قرارات المؤتمر العام الخاص لديسمبر 2003، وبادر حزب التجمع إلى تأسيس «التحالف الاشتراكى» مع الحزب الشيوعى المصرى وعدد من المنظمات اليسارية الأخرى والشخصيات اليسارية، وحزب «التحالف الشعبى الاشتراكى» الذى تأسس فى مارس من العام الحالى بعد انسحاب عدد من قيادات حزب التجمع، وعلى رأسهم عبدالغفار شكر ود. إبراهيم عيسوى وتشكيلهم لحزب يسارى جديد اكتسب الوجود القانونى خلال الشهر الماضى، يتبنى بقوة ضرورة تحالف الأحزاب والقوى والشخصيات اليسارية، وتصب وثائق الحزب الشيوعى المصرى منذ تأسيسه فى أول مايو 1975 فى السعى لوحدة قوى اليسار والعمل المشترك معها، ومع تأسيس «الحزب الاشتراكى المصرى» بعد الثورة أعلن «أحمد بهاء شعبان» وكيل مؤسسى الحزب «أن الحزب يمد يديه لجميع القوى اليسارية، ويسعى للتعاون مع جميع القوى الوطنية المصرية»، القوة الوحيدة التى رفضت فوضى الانتخابات أو العمل المشترك مع أحزاب وقوى اليسار هو «حزب العمال الديمقراطى»، الذى نشأ بعد ثورة 25 يناير. ويخوض حزب التحالف الانتخابات ضمن قائمة «الثورة مستمرة» والذى كان يضم سبعة أحزاب وائتلافات، هى «التحالف الشعبى الاشتراكى، التيار المصرى، مصر الحرية، الاشتراكى المصرى، التنمية والمساواة، التحالف المصرى، ائتلاف شباب الثورة»، وأعلن كل من «ائتلاف شباب الثورة» و«حزب التيار المصرى» الانسحاب من قائمة «الثورة مستمرة»، وقرر «الحزب الشيوعى المصرى» الذى ما زال عضوا فى «الكتلة المصرية» عدم مشاركة الحزب فى الانتخابات المقبلة، لأن «إجراء الانتخابات فى ظل حالة الطوارئ، ستكون له نتائج كارثية على الثورة والبلاد. وتعرض حزب التجمع نتيجة لخوضه الانتخابات على قوائم «الكتلة المصرية» لأزمة داخلية بعد أن أعلن عدد من لجان الحزب فى المحافظات رفضه وعدم تأييد قوائم الكتلة المصرية لوجود قيادات من الحزب الوطنى على رأس هذه القوائم. وهذا التشرذم فى ظل خوض الإخوان المسلمين على رأس «التحالف الديمقراطى من أجل مصر» كذلك حزب الوفد، والأحزاب التى شكلها فلول الحزب الوطنى ووجودهم على قوائم الوفد، والكتلة المصرية لانتخابات مجلسى الشعب والشورى، سيؤدى بالضرورة إلى نتائج سلبية لأحزاب وقوى اليسار وهامشية تمثيلهم فى البرلمان المقبل، بينما كانت الظروف الموضوعية بعد ثورة 25 يناير تؤهلهم للقيام بدور رئيسى فى التحول من الدولة الاستبدادية إلى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وتحقيق تنمية وطنية مستقلة يتوافر فى ظلها حد معقول من حقوق العمال والفلاحين والمنتجين عامة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة