الجزارون: المصريون "باعوا ذهبهم" لشراء أضحية العيد

الجمعة، 04 نوفمبر 2011 09:21 م
الجزارون: المصريون "باعوا ذهبهم" لشراء أضحية العيد اللحوم الضيف الأساس فى عيد الأضحى
كتبت دعاء حسام الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيد الأضحى له طقوس وسمات خاصة فى مصر عن جميع الدول الإسلامية التى تحتفل بقدومه، جميع الأسر بلا استثناء تشحن طاقاتها لاستقبال أيامه، بدءا من الحديث عن شراء اللحوم أو الأضحية، أو توديع حبيب لهم سافر لقضاء الفريضة فى الأراضى الحجازية، وأيضا انشغال الأطفال بملابس العيد وبيجامة يوم الوقفة، لكن يظل أهم طقس للمصريين فى هذا العيد هو الحديث عن اللحوم.

معظم محال الجزارة أكد أصحابها أن الإقبال أقل من الأعوام السابقة، بالرغم من أن الارتفاع فى الأسعار هذا العام لم يكن كبيرا عن العام السابق مثلا، لكن يبدو أن الظروف التى مرت بها مصر خلال الشهور الفائتة أثرت على قدرة المستهلكين على شراء اللحوم عامة ولحوم الأضاحى خاصة.

ويقول يحيى رزق، صاحب محل جزارة، إن الإقبال على شراء الأضحية تراجع بصورة ملحوظة هذا العام بعد الظروف الاقتصادية الأخيرة التى تمر بها البلاد، فضلا عن ارتفاع سعر كيلو اللحم القائم ثلاثة جنيهات عن العام الماضي، وهذا أدى لارتفاع سعر الأضحية وبالتالى ارتفاع أسعار اللحوم، فعلى سبيل المثال سعر الأضحية قبل الذبح يكون كيلو اللحم الخاص بضحية "العجل" يحدد بقيمة سبعة وعشرين جنيها، وفى مناطق معينة يصل إلى 29 جنيها، بينما كيلو لحم ضحية "الخروف" يقدر باثنين وثلاثين جنيها، أما بالنسبة للحوم بعد الذبح فوصل الكيلو إلى 65 جنيها بدلا من 60.

ويضيف رزق أن السبب وراء ارتفاع أسعار اللحوم والأضحية هذا العام يرجع إلى انخفاض كميات العلف الواردة "الذرة والقمح" حيث أن هذا العلف يتم استيراده من الخارج ولكن بعد الثورة تراجعت نسبة العلف المستورد مما انعكس على مزارع تربية الحيوانات، حيث واجه أصحابها صعوبات فى توفير العلف لرؤوس الماشية والعجول.

ووافقه هذا الرأى الحاج مهدى الجزار، مضيفا أن العجول والخرفان موجودة ومتوفرة لكن السبب فى ارتفاع أسعارها، أن كمية العلف التى يتم استيرادها لتغذية الأضحية غير كافية، مشيرا إلى أن عدم الإقبال قد يساعد فى انخفاض أسعارها، لكن فى الحقيقة نحن شعب لا يستغنى عن ضحية العيد فمن الممكن أن يبيعوا الذهب مقابل شراء الأضحية واللحوم.

ويتابع: أعرف كثير من الأسر قامت ببيع قطعة ذهبية نتيجة للظرف الاقتصادي، كى تتمكن من شراء الأضحية، وعدم قطع عادة توزيع اللحوم على المحتاجين التى ينتظروها من العام إلى العام، وحتى الفئات التى لن تشترى أضحية كاملة نظرا لأن سعرها قد يتجاوز الألفى جنيها للخروف، وحوالى ثمانية آلاف جنيها للعجل المتوسط الحجم، فستقوم بشراء اللحوم بالتجزئة للاستخدام الشخصى ولكنه فى جميع الأحوال استهلاك زائد عن المعدل الطبيعى للاستهلاك فى الأيام العادية، ومن لم يشترى أضحية للعيد يشترى بالتجزئة ما لا يقل عن خمسمائة جنية لحوما وكبدة لزوم الإفطار صباح يوم العيد.

ويوضح مهدى أن انتشار الجمعيات الخيرية التى تقوم بتوزيع اللحوم على الفقراء ساعد فى رواج بيع لحوم الأضاحى بعض الشىء، ولكن الطبقة تحت المتوسطة التى لا تقبل المساعدات تحاول جاهدة شراء لحوم العيد حالهم حال الطبقة العليا، لكن بكميات قليلة تكفى لأول وثانى أيام العيد فقط.

ويقول مصطفى سويلم، جزار، على الرغم من أن الظروف الاقتصادية صعبة منذ أحداث الثورة ولكن الشعب المصرى يحرص على الأضحية تقديرا منهم للطقوس الدينية التى تعلى شأن موسم الحج وعيد الأضحى، وهذه الطقوس ترتبط بعلاقتهم بالله تعالى ولذلك يهتم المضحيين به ويصروا عليه تحت أى ظرف ومهما كان وضعهم المادى ضعيف أم مستقر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة