استياء بين المثقفين من تجاهل المؤسسات الثقافية لذكرى وفاة الشاعر "حداد"

الخميس، 03 نوفمبر 2011 02:42 م
استياء بين المثقفين من تجاهل المؤسسات الثقافية لذكرى وفاة الشاعر "حداد" الشاعر فؤاد حداد
كتب وائل فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت الذكرى السادسة والعشرون على وفاة الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد الذى توفى فى 28 أكتوبر 1985، منذ أيام، دون أن يتذكرها أحد، وهو ما أثار غضب كثير من المثقفين الذين عبروا لـ "اليوم السابع" فى تصريحات خاصة عن غضبهم واستيائهم من تجاهل المؤسسات الثقافية العامة والخاصة، وكذلك تجاهل المؤسسات الإعلامية لهذه الذكرى.

الشاعر أمين حداد قال إنه وبرغم نشر الهيئة العامة للكتاب للأعمال الكاملة بعد 25 عام من وفاته إلا أن المؤسسة الثقافية الرسمية حتى الآن لم تقم بدورها تجاه "حداد" كرمز من رموز الثقافة، بالإضافة إلى غياب للحركة النقدية الثقافية بشكل عام و الأدبية بشكل خاص، وأضاف "أمين حداد" أن ذلك ليس عيبا عند الشاعر ولكن ذلك يرجع إلى المناخ الثقافى السيئ.

وأشار إلى أنه على الرغم من مرور 25 عاماً على وفاته إلا أنه يتم اكتشافه، موضحاً أن الشاعر الكبير صلاح جاهين وصفه بأنه كالجبل الذى ظهرت قمته فقط والباطن أكبر، وتأكيدا على ذلك نرى على الساحة الآن الكثير من الفرق المستقلة الشابة تغنى لفؤاد حداد وتعيد اكتشافه وتقديمه لجمهور الشباب مثل "اسكندريللا، الشارع، نغم مصرى، فرقة البنادرة وأيضا الفنان وجيه عزيز واحمد إسماعيل وغيرهم" رغم ما تعانيه تلك الفرق من عدم إيجاد قنوات للوصول إلى شرائح أكبر من المجتمع، لأن تأثيرها يظل محدودا إلا أنه متفائلا بهم وأن الشعب من المفترض أن تتغير ذائقته بعد الثورة.

بينما قال الشاعر الكبير ماجد يوسف إن فؤاد حداد قيمة أساسية فى الوجدان والوعى المصرى، وهو أب شرعيا لقصيدة العامية التى كان من أهم روادها ومبدعيها، كما أنه حقق نقلة نوعية فى قصيدة العامية حيث نقلها من منطقة الزجل إلى منطقة أكثر رحابة هى منطقة الشعر.

وأوضح "يوسف" أنه حقق نقلة أخرى فى أعماله الأخيرة حيث لامس أفق قصيدة النثر واكتشف العديد من الأشكال الشعرية، ذلك خلال رحلة من الإبداع والبحث والتجريب الواعى فهو كابيكاسو الذى بدأ كلاسيكيا يشخص ما يراه إلى أن انتقل إلى أفاق جديدة.

وتذكر "يوسف" مقابلته الأولى بـ"حداد" وكيف بدا متواضعا، فقال: "لقد طلب مقابلتى بعدما كتبت عنه بمجلة الإذاعة وتناقش معى حول الشعر وحين أهديته ديوانى "ست الحزن والجمال"، فقال عنه الراحل إنه هروب من الأشكال الموجودة لكنى قلت له إننى قادر على كتابة ديوان زجل فى أقل من شهر، وراهننى على ذلك وبالفعل ذهبت إليه فى الموعد المحدد وقدمت له ديوانى "أرابيسك" الذى أعجب به كثيرا، وبدأ فى إعادة قراءة "ست الحزن" مرة أخرى ووعدنى بالكتابة عنه.

أما الشاعر محمد كشيك فيقول "فؤاد حداد هو الشاعر الأكبر فى مصر، ومنه تعلمت الشعراء، فقد كتب كافة أشكال الشعر، وقام بالتجريب فى مناطق تعبيريه خلاقة مختلفة ومخالفة، لم يطأها أحد من قبل، كما اختبر كافة الأدوات والقوالب والأشكال الشعرية، وصار سلطان شعراء العامية، فتمت على يده إعادة إحياء فن الموال".

وأضاف كشيك أن فؤاد حداد كان فؤاد حداد مهتما بتقديم براعم شعرية كثيرة، كما أهدى معظم تلامذته قصائد صغيرة فى أحد دواوينه يحتفى بهم، كما كان يعنى بتقديمهم فى صفحة "قال الشاعر" التى كانت تصدر وقت ذاك عن مجلة صباح الخير، وقد قام فى هذه الصفحة بتقديم معظم أبناء الجيل الذى أنتمى إليه.

فيما قال الشاعر مدحت منير اتجه حداد فى شعره إلى مناطق أكثر قلقاً داخل الذات والسؤال بعدما كان مهتما بتقديم إجابات،كما أن أعماله الأخيرة فتحت أفق الحداثة، وأستطيع القول أنه أعاد قراءة الحياة الشعبية المعاصرة بأفق حداثى وبحساسية جمالية جديدة، لأنه شاعر حقيقى كان متجددا دائما، مضيفا أن حداد وجاهين كانوا مثالا لتواصل الأجيال والتحامها، فنذكر تقديم جاهين لقاعود وسيد حجاب وتقديم حداد لمحمد كشيك وماجد يوسف.

أما الملحن والمطرب حازم فأكد أن اهتمامه بفؤاد حداد مثل اهتمامه بسيد درويش كل منهما كان صادقا وعبقريا وأحترمهم كثيرا، لأننى أشعر أنهم قدموا الكثير من أجلى كانسان ومن أجل الوطن وقضاياه، مضيفا أنه كان طبيعيا أن اذهب إلى فؤاد حداد تقديرا لاستشرافه ما نعيشه اليوم، وأجد صدى كلماته فى حياتنا اليومية، كما أن أعمال فؤاد حداد غنية بالموسيقى والمقامات "تحس أنه ملحن نفسه"، مؤكدا أنه لا توجد كلمات مناسبة لوصف حبه وتقديره للشاعر فؤاد حداد وأضاف "كان نفسى أقابله".

بينما قال الملحن والمطرب أحمد إسماعيل "إن كان هناك فضل لأحد فى أن أكون ملحناً فهو لفؤاد حداد، فلقد وجدت نفسى ووجدت ما يدفعنى لألحن فقد كنت محتاجا، لأن يكون لى مشروعى الخاص، ألحن "لفؤاد حداد" منذ أكثر من عشرين عاماً بداية من "يا صحبة الخير"، كما أكد أنه قام بتلحين أغنية "طوبة حمرا" لفيلم "كف القمر" من إخراج خالد يوسف، وأكد أنه هناك الكثير من كلمات الشاعر التى يود أن يقوم بغنائها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة