د. محمد عادل الحديدى يكتب :المدخنون يتحايلون على مخاطر التدخين

الخميس، 27 أكتوبر 2011 08:03 ص
د. محمد عادل الحديدى يكتب :المدخنون يتحايلون على مخاطر التدخين د. محمد عادل الحديدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعروف لدى الجميع أن أضرار التدخين على الجسم تتراوح من مجرد الرائحة الكريهة للفم إلى الأمراض المزمنة التى تصيب كافة أجهزة الجسم وانتهاء بالسرطانات المختلفة وحتى الموت.. ولذا فإن كثيراً من المدخنين دائما يبحثون عن طرق للحد من المخاطر الصحية للتدخين ويلجأون إلى وسائل مختلفة للحد من مخاطر وأضرار التدخين ولكن لسوء الحظ فإن معظم هذه التقنيات المستخدمة فى الواقع لا تعمل بصورة جيدة قد تزيد فى كثير من الحالات من مخاطر التدخين.

من هذه الحيل وربما الطريقة الأكثر شعبية للحد من هذه المخاطر هو التحول إلى السجائر منخفضة القطران والنيكوتين.. فإن كان الناس يدخنون فقط لإشباع عادة التدخين فقط فإن استخدام السجائر منخفضة القطران والنيكوتين ممكن أن يؤدى إلى خفض مخاطر التدخين.. ولكن للأسف أن معظم حالات التدخين هى حالات من الإدمان والتى تتطلب استمرار التدخين لتعويض الجسم على الحاجة للنيكوتين. والتحول إلى السجائر منخفضة القطران والنيكوتين يجعل من الصعب على المدخن للوصول والمحافظة على المستوى المعتاد والمطلوب من النيكوتين، مما يجعل المدخن أن يطور نمط التدخين لديه حتى يعوض هذا النقص فى التركيز.. ومن هذه السلوكيات التعويضية أن يقوم المدخن بتدخين السجائر أكثر، واستنشاق الدخان أكثر عمقا، أو كتم الدخان لفترة أطول.

وبفعل واحد أو مزيج من هذه السلوكيات، فإن المدخن يصل إلى مستويات مماثلة من القطران والنيكوتين لما كان يستخدم سابقا من السجائر القديمة ذات التركيز العالى من النيكوتين، ولكن، فى هذه العملية، فإنه قد يزيد من كمية السموم القوية الأخرى التى تكون أكثر تركيزا فى السجائر الجديدة عنها عن سجائره القديمة.

فالسجائر منخفضة القطران والنيكوتين فى كثير من الأحيان تحتوى على تركيزات أعلى من السموم الخطرة الأخرى.. وبسبب الاستهلاك المتزايد تزاد هذه السموم بكميات أكبر من المعتاد داخل الجسم، وبالتالى زيادة أخطر وعرضة أكثر للأمراض المرتبطة بهذه المواد الكيميائية.. واحد من هذه السموم التى تتواجد بكميات أعلى فى السجائر منخفضة القطران والنيكوتين هو أول أكسيد الكربون.. أول أكسيد الكربون هو أحد العوامل الرئيسية التى تسهم فى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية لدى المدخنين.

وأيضا لإعطاء نكهة إلى السجائر منخفضة القطران والنيكوتين فإن هناك كثيرا من الإضافات التى تستخدم لإعطاء نكهة مميزة.. وليس من المطلوب من شركات التبغ الكشف عن هوية هذه المواد الكيماوية، ولكن المجتمع الطبى يشتبه فى أن العديد من هذه المواد المضافة مسببة للسرطان بما يزيد من مخاطر المدخن من هذه السجائر.


واستخدام الفلتر (التصفية) فى نهاية السجائر أيضا قد يحدث فرقا فى مقدار السم المدخن، حيث يقوم بعض المرشحات بامتصاص هذه السموم، والتى تختلف من مرشح لآخر من حيث الفعالية.. ولكن، مرة أخرى، وسوف يغير المدخن عموما الطريقة التى يدخن بها مما يجعله يستحدث العديد من الإجراءات الوقائية التى تجعل من المرشحات عديمة الفائدة.. ومن الوسائل الأخرى لتقليل الأضرار فإن بعض السجائر تحتوى على ثقوب حول محيط التصفية للسماح باستنشاق مزيد من الهواء مع القطران والغازات بالسجائر.

ونظريا فإن هذا يقلل من كمية من دخان التبغ الفعلية عن طريق الاستنشاق. ولكن، المدخن سوف يجد صعوبة فى استنشاق هذه السجائر ويمكن ألا يحصل على كمية من النيكوتين اللازمة لإشباع رغبته الملحة للتدخين.. ردا على ذلك فإنه يدخن أكثر أو يكتشف وسيلة مبتكرة أخرى للحد من طريقة عمل هذه التصفية والحماية ومنها أن يتعلم كيفية وضع السجائر أعمق قليلا فى فمه وختم شفتيه حول فتحات التهوية، وبالتالى تقليل كفاءة المرشح وبعض المدخنين يضعون شريطا حول هذه الثقوب حتى يصبح الاستنشاق أسهل والتذوق أفضل.. لذا تصبح المحاولات فى جعل التدخين أكثر أمانا مجرد مصدر للإزعاج ومضيعة للوقت.

وهناك أسلوب آخر للحد من مخاطر التدخين هو إضافة أو استخدام الفيتامينات. فالتدخين يضعف قدرة الجسم على الاستفادة من فيتامين C. عندما تعلم هذه المعلومة بعض المدخنين، فإنهم بدأ فى أخذ فيتامين C إضافى يومى.. ولكن فيتامين C يجعل البول أكثر حمضية، مما يسرع من تخلص للنيكوتين عن طريق إفرازه فى البول. ردا على ذلك، قام المدخنون باستخدام سجائر إضافية مما يؤدى زيادة فى قدرة الجسم على تدمير فيتامين C المضاف ومع زيادة للتعرض لجميع المواد الكيميائية السامة الأخرى الموجودة فى دخان التبغ.

وفى النهاية نجد أن كل الطرق المختلفة لتقليل من أضرار التدخين وجعله أكثر أمانا هى مهزلة.. وليس هناك سوى طريقة واحدة للحد من الآثار المهلكة تماما من التدخين، وهى ببساطة الإقلاع النهائى عن التدخين.. عندها فقط يمكن تقليل فرص الإصابة من الأمراض مثل أمراض القلب والسرطان وانتفاخ الرئة إلى مستوى غير المدخنين.. وللحفاظ على صحتك وتقليل من الخطورة التى تتعرض لها لا يوجد سوى أسلوب واحد ضرورى "لا تأخذ نفس واحد من الدخان بعد اليوم".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

مدخن

حسبنا الله

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

وانت صغير

عدد الردود 0

بواسطة:

كوكو

الى التعليق رقم 1

بلاها تدخين دخن كوكو الضعيف

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

وانت صغير

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed mohamed

الحمد لله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة