السعداوى تصدر "زينة" فى بلجيكا

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008 03:37 م
السعداوى تصدر "زينة" فى بلجيكا نوال السعداوى أكثر الكاتبات إثارة للجدل
إعداد ديرا موريس عن صحيفة لاليبر بلجيك البلجيكية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"زينة، الرواية المسروقة" هو اسم الرواية التى صدرت مؤخرا للكاتبة المثيرة للجدل نوال السعداوى فى بلجيكا عن دار نشر Luc Pire، وظهرت فى الأسواق الفرنسية منذ عدة أيام. وقد أفردت صحيفة لا ليبر بلجيك، مقالا نقديا حول الرواية.

تدور الرواية حول بدور، الناقدة الأدبية التى لا تحقق لها هذه المهنة الإشباع الأدبى الذى تتمناه، حيث أنها تحلم أن تشتهر كروائية، فتلجأ بدور إلى بطلة روايتها لتحقق من خلالها أحلامها، وتشك فى الوقت ذاته أن زوجها قد سرق روايتها.. يعمل هذا الزوج، الذى تتهمه بعدم الشفافية، صحفيا، ويحاول دفع ابنتهما مجيدة، للعمل فى المجال نفسه، ضد رغبة بدور.

تخفى بدور التى كانت تربطها فى الماضى قصة حب قبل زواجها، مع أحد الثوار، الذى يدعى نسيم، والذى لقى حتفه فى السجن بعد القبض عليه أثناء لقائه الأخير ببدور، هذا اللقاء الذى نتج عنه طفلة صغيرة، هى زينة.

كبرت زينة فى الشوارع، مع أطفال آخرين غير شرعيين أو أيتام.. فى المدرسة، كان المدرسون والتلاميذ يسيئون معاملتها.. لم يلحظ موهبتها الحقيقية سوى مدرس الموسيقى الذى ساعدها لتصبح مغنية كبيرة، وعندما يقع ابن عم بدور، وهو شخص متعصب يرى فى الموسيقى عملا من أعمال الشيطان، فى حب زينة، تستعد بدور لتصرح له عن الحقيقة.. فهل تفعل ذلك فى الوقت المناسب؟..

يذكر المقال أن نوال السعداوى، كاتبة تدافع منذ زمن بعيد عن حقوق المرأة، واختارت اسم زينة لروايتها لأنه اسم والدتها، التى تقول عنها: "إن مساحة الأهمية التى تمثلها أمى فى حياتى هى أهم بكثير من تلك التى يمثلها أبى. لذا يتعين على احترام اسمها.. لا أدرى بالفعل لماذا لا يتحتم علينا تكريم أمهاتنا؟ إن المجتمع الأبوى لا يمثل الديمقراطية".

يروى هذا العمل الأدبى قصة نساء تتشابك مصائرهن.. زينة طفلة الشوارع التى تنجح رغم الظروف التى عاشتها وبفضل جمالها وصفاتها فى أن تصبح مطربة مشهورة. ومجيدة، التى تحسد هذه الفتاة. وبدور الأم، وكاتبة الرواية، التى لم تتمكن من التحرر من عشقها لوالد زينة.

وهكذا يختلط الخيال والواقع، ويتداخلان معا، من خلال أسلوب أدبى تطغى عليه رائحة الشرق، ويتخلله التطويل أحيانا. وتتعرض نوال السعداوى من خلال هذه الرواية للمصير الحزين لأطفال الشوارع فى مصر، والتى ترى أن هذا الأمر يمثل: "مشكلة سياسية مرتبطة بالتاريخ. حيث يتعرض هؤلاء الأطفال للاغتصاب فى الشوارع، لأنهم لم يجدوا عائلة تؤمن لهم الحماية التى يحتاجون إليها".

ويضيف المقال أن نوال زينب السيد (المعروفة باسم نوال السعداوى)، الحاصلة على الدكتوراة الفخرية من جامعة ليبر فى بروكسل، تقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى طبيبة وعالمة نفس وأستاذة فى عدة جامعات أمريكية وأديبة، قامت بإصدار عدد كبير من الأعمال الأدبية، كانت السبب وراء مقاضاتها أو اتهامها بالردة، لأن أعمالها تتعرض سواء إلى رفض العنف الذى تعانى منه المرأة، أو إلى أفكار تتعرض للدين، مثل مسرحية "الإله يقدم استقالته من اجتماع القمة"، الذى اتهمها الأزهر بأنها تمثل إهانة للذات الإلهية. وقد حصلت فى هذه القضية على الحكم بالبراءة والحق فى الإقامة فى بلدها مصر.

وأشار المقال إلى أنه رغم المضايقات التى تتعرض لها، فإن نوال السعدواى كاتبة مخلصة لمعتقداتها التى لا مساس بها بالنسبة إليها، فها هى تنشر رواية "زينة، الرواية المسروقة" التى تتحدث عن موضوعاتها التى تدافع عنها بشراسة، وهى حقوق المرأة وحريتها، محطمة بذلك قانون الصمت حول أحد التابوهات، وهو "الحياة الجنسية للمرأة" التى تعد خطيئة. وتقول نوال السعداوى: "عندما تحلم مجيدة فى الرواية أن الشيطان يلامس قدمها اليسرى، فإن ذلك يحمل معنى رمزيا.. فقد بدأت تدرك الحمل الثقيل للتربية التى تلقتها والتى تعتبر الجنس خطيئة عظيمة".

وعن وضع المرأة اليوم فى مصر تقول السعداوى: "تشهد مصر اليوم حركتين، نساء بدأن فى التقدم نحو الأمام إلى الجهاد، وأخريات فى التراجع. وهناك دائما هذا الصراع فى مصر، بين البيض والسود، بين الرجال والنساء، بين الأغنياء والفقراء". وعن حرية الأدب اليوم فى مصر، تؤكد نوال السعداوى: أن روايتها لم تنشر فى مصر، وأن الكتاب فى العادة يخشون بشدة من فكر الأصوليين، لذلك يلجئون إلى عدم التعبير عن آرائهم، أو نشر أعمالهم فى دول أخرى".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة