افتتح الندوة الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، وأرمين ملكونيان، سفير جمهورية أرمينيا لدى مصر، والدكتور جيفرى روبر، الخبير فى مجال البيبلوغرافيا الإسلامية ومؤسس سلسلة الندوات الدولية للطباعة والنشر، وقام المشاركون عقب الجلسة الافتتاحية بافتتاح معرض الخطوط العربية الرقمية، ومعرض المطبوعات الأرمينية القديمة.
وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين، إن الندوة الدولية الرابعة لتاريخ الطباعة والنشر بلغات وبلدان الشرق الأوسط تهدف فى الأساس إلى إعادة توجيه الأنظار إلى قيمة دراسة وتحليل تاريخ الطباعة والنشر، مشيرًا إلى أن الندوة تساهم فى تسهيل تبادل المعرفة والخبرات فى هذا المجال بين العلماء والباحثين، وأكد أن مناقشة موضوع الطباعة بلغات وبلدان الشرق الأوسط فى الإسكندرية تحديدًا يقدم فرصة كبيرة لعلماء الوطن العربى والشرق الأوسط للمشاركة بأبحاثهم وأعمالهم فى هذا المجال.
ولفت سراج الدين إلى أن الندوة تحتفى فى دورتها الحالية باختيار مدينة يريفان الأرمينية عاصمة عالمية للكتاب 2012، وذلك من خلال تخصيص جلسة خاصة بالندوة حول الطباعة الأرمينية، وألمح فى هذا الإطار إلى وجود العديد من الخطوط المتوازية فى التاريخ الثقافى والحضارى المصرى والأرمينى، مؤكدًا أن العالم بأسره استفاد من النهضة الأرمينية فى مجالات مختلفة، كالثقافة والفن والتجارة.
من جانبه، أعرب السفير الأرمينى أرمين ملكونيان عن إعجابه الشديد بمكتبة الإسكندرية وما تقدمه من خدمات ومشروعات لنشر المعرفة والثقافة فى العالم، مؤكدًا على قوة العلاقات المصرية الأرمينية والروابط التاريخية بين البلدين، وأوضح أن مكتبة الإسكندرية قد قدمت من قبل فعاليات ثقافية لإلقاء الضوء على التراث الأرمينى، ومنها المعرض الذى نظمته فى فبراير عام 2006 حول المخطوطات الأرمينية فى العصور الوسطى.
وأكد ملكونيان على امتنانه باحتفاء الندوة بثقافة وتراث بلاده، لافتًا إلى أن مجموعة من الباحثين الأرمن سيشاركون فى الندوة للتحدث عن الطباعة الأرمينية، بالإضافة إلى إقامة ورشة عمل ومعرض المطبوعات الأرمينية القديمة، وأضاف أن الفعاليات الثقافية التى سيتم تنظيمها بمناسبة اختيار مدينة يريفان الأرمينية عاصمة عالمية للكتاب 2012، تسعى إلى المساهمة فى تشجيع الأجيال الشابة على القراءة، وإعادة تجديد المكتبات الأرمينية، وتقديم تاريخ الطباعة فى أرمينيا للعالم بأكمله.
وفى كلمته، قال الدكتور جيفرى روبر، إن دراسة تاريخ الطباعة تعتبر مهملة فى مقابل الاهتمام الزائد بدراسة المخطوطات، مؤكدًا أن الطباعة تعد من أهم جوانب تاريخ النشر ولا يمكن الاستغناء عن دراسة تاريخها.
وأضاف، أن موضوع الندوة هذا العام له أهمية خاصة، حيث إن التعرف على الدور البارز للطباعة فى إحداث النهضة فى بلدان العالم العربى والشرق الأوسط يساعد أيضًا على فهم أهمية دور وسائل النشر الإلكترونية الحديثة فى الثورات العربية الآن.
جدير بالذكر أن الندوة تدور حول مجموعة من المحاور التاريخية، مثل: الطباعة العربية بلغات الشرق الأوسط فى بلدان الشرق الأوسط والشرق الأقصى وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين، والطباعة ودورها فى التواصل الحضارى والثقافى، وأشكال وتقنيات الطباعة التراثية، والمتاحف الطباعية التراثية، ومطبوعات الجاليات والأقليات.
