معتز نادى يكتب: حتحوت وأردوغان

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011 09:27 ص
معتز نادى  يكتب: حتحوت وأردوغان أردوغان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان الأستاذ "توفيق الحكيم" تفرد فى حواره مع عصاه واتفق مع ابن البلد أستاذنا "محمود السعدنى" وعمنا الكاتب الكبير "أحمد رجب" فى فكرة اصطحاب الحمار معهم فيما يكتبون وقد تفرد فى هذه الحكاية أيضا الكاتب المبدع عمر طاهر بمصاحبته لـ"برما" فاسمحوا لى أن أقدم لكم صديقى "حتحوت".

قابلنى حتحوت قائلا: إذا كانت البلد فرحانة بزيارة أردوجان والناس عمالة تقول وتعيد فى أمجاده وتتكلم عن حلاوة تركيا ونظافتها ونزاهتها وبلاغة الرجل فى كلماته وأفعاله مع إسرائيل، يبقى نستحضر أردوجان وبركاته ونخليه ملهم مصر وبالمرة يحكمها!!
قلت له إزاى يعنى؟ مصر ولادة يا حتحوت؟

ابتسم حتحوت وقال لى عليك نور.. مصر عندها ناس حلوة، مش شرط إن الواد مهند يطلع فى المسلسلات التركية والبنات توصفه بالوسيم والجميل وتبقى ميتة فى دباديبه فيبقى مكتوب علينا نحب كل اللى من ريحته بما فيهم أردوجان.

نظرت لـ"حتحوت" قائلا: يعنى عايزنا نكره أردوجان، عشان مضايق من مهند؟

زغر لى حتحوت شذرا قائلا: يا أخى افهمنى، الحكاية مش عداوة ولا يحزنون، القصة كلها إن مصر تحب الكلام فى المحكى وتقعد تعيد وتزيد فيه إن شالله 100 سنة زى برامج تحليلات ماتشات الدورى ويقعد يقولك.. شوفت طلعة الكورة وارجع كده هاتها من الزاوية دى.. وشوفت التحرك بدون كورة.. أيوه استنى بقى عند مشط رجليه.. وكل ده والعداد عمال يعد ولا شوفنا حاجة مفيدة.

قلت له: يا "حتحوت" أنت دماغك عالية ممكن تفهمنى ببساطة؟
رد عليا: يا سيدى مصر تاريخها مليان من خيرات الله، شخصيات لها العجب لو عرفتها ستجد إن أردوجان مجرد سطر فى مجلداتهم وأعمالهم لكن عيبنا الدائم هو الارتباط بعقدة الخواجة وتقديس كل ما هو خارجى، أينعم نتعلم من اللى حوالينا لكن برضه مننساش نفسنا.

حاولت إضافة وجهة نظرى شاكرا لكلماته إلا أن "حتحوت" قاطعنى بقوله: مصر غابت عن العالم فى عهد مبارك واعتبرونا بلا وزن ولا قيمة يقوم لما رب العالمين يقف معانا فى وش جبروته نروح ناسيين إننا كمصريين أسقطنا رأس النظام من غير ما نقول "عايزين روح أردوجان تحضر الميدان" عشان نصرف عفريت حسنى.
قلت له: عندك حق يا "حتحوت".
قال لى: وعشنا وشوفنا الترحاب والمناداة بتطبيق التجربة التركية والسير على خطى العدالة والتنمية ومصر فى حضرة أردوجان يسيران نحو المستقبل ومرحبا وأهلا وسهلا بالضيف الكريم لكن إيه اللى حصل؟
فقلت لحتحوت: حصل إيه؟
فأجاب حتحوت وهو يعدل من وضع نظارته: الناس التى رحبت بالتجربة الأردوجانية شعرت بصفعة ولكمة ولا لكمات محمد على كلاى عندما أعلمهم رئيس وزراء تركيا بأنه مسلم لكنه "رئيس وزراء دولة علمانية أنا مثلا لست علمانيا، لكننى رئيس وزراء دولة علمانية.. 99 فى المائة من السكان فى تركيا مسلمون، وهناك مسيحيون ويهود وأقليات، لكن الدولة فى تعاملها معهم تقف عند نفس النقطة، وهذا ما يقره الإسلام ويؤكده التاريخ الإسلامى"، وما أن سمعت الجماعات إياها الممجدة باسم النبى حارسه وصاينه أردوجان حتى قالت.. "لا أردوغان ولا غيره له حق التدخل فى شئون دولة أخرى وفرض نمط بعينه عليها".

توقف حتحوت عن الكلام وهو ينظر يمينا ويسارا كمن يعبر الشارع ثم تابع قائلا: يا سبحان الله يا أخى يبقى أردوجان حلو وزى الفل فى عينيهم ولما ما يقولش اللى على مزاجهم يبقى قليل الأدب ومتطفل لأنه يتدخل فى شئوننا وحتى بعض النخبوية المصرية مسكوا الموقف وآخر شماتة فى الناس إياهم وكأن الحكاية مين يكسف التانى أكتر؟
قلت لحتحوت: والحل؟
قال لى: يجب أن يتعلم المصريون من التاريخ ويعرفون حكمة أن خير الكلام ما قل ودل والتعلم من تجارب الآخرين وأخذ ما يفيد ودراسة أحوالنا الماضية من أحداث وشخصيات لأن ذاكرتك التاريخية تجعلك ذاهبا سالما وغانما نحو المستقبل ووقتها الذى يفتح فمه معك لا يستطيع أن يقول لك.. تلت التلاتة كام.. ومن الآخر كده نظرة على تاريخ شخصياتنا الوطنية حتى نعرف أن الحكاية ليست فى أردوجان وحده، خذ مثلا المكافح الوطنى "مصطفى كامل" قالك : "لو لم أكن مصريا لوددت ان أكون مصريا"، الرجل يعلنها على بلاطة لا قالك بقى لو لم أكن سلفيا أو مسيحيا أو أى شىء إنما عمل بمبدأ الوطن للجميع وبعدين الإسلام مبدأه حر جدا ألم يقل "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؟
قلت له: يعنى نسيب أردوجان ونشوف مصطفى كامل؟
قال لى: نشوف شخصياتنا المصرية ونتعلم وابدأ بمن تحب ستستفيد.

قلت له: نبدأ نظرة على الزعيم مصطفى كامل طالما سيرته حضرت فى كلامك.

ودعنى حتحوت باسما بصوت يقول: قشطة يابا!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة