خالد أبو بكر

موعد مع المرشد

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011 10:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أريد أن أعرف ما هو الكيان القانونى للجماعة.. وهل هى خاضعة للقانون كمنظمة أو هيئة أو جمعية.. ومن أين تأتى بالتمويل؟
ما رأيكم فى قيام بعض الجماعات المسلحة أيام الثورة باختراق السيادة المصرية والهجوم على أحد السجون وإخراج أحد المعتقلين؟

السيد الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين فى مصر
تحية طيبة وبعد...
أتشرف بأن أطلب من سيادتكم تحديد موعد لمقابلتكم، وذلك لأسباب رأيت أن أشرحها لسيادتكم، حتى تقرروا ما إذا كنتم ستقبلون هذا اللقاء أم ترفضونه.
أنا أعلم أنكم لا تمثلون وظيفة عامة يستطيع أى مواطن مثلى أن يسألكم فى شىء ما، ويكون له الحق فى الرد، لكن بكل المعانى وبنظرة موضوعية، أنتم تمثلون واقعا أراه يوميا يؤثر فى الشارع المصرى وفى الانتخابات وفى النقابات وفى الثورات، وبما لا يدع مجالا للشك فى حياتى وحياة أولادى اليومية.
أنا أرى جماعة الإخوان المسلمين- يا فضيلة المرشد- جماعة قوية ومنظمة، وتعطينى أملا فى أن إرادة الإنسان المصرى مازالت قادرة على التنظيم والتفاعل فى العمل الجماعى، ويتجلى فيها بوضوح طاعة للقائد مرهونة ومقترنة بإيمان وعقيدة لم يسبق لهما مثيل بهذا القائد وبأوامره وأيضا احتواء ومسؤولية كاملة من القائد تجاه كل من هم تحت قيادته.
كما أن أخلاق الغالبية العظمى للجماعة تعد مثالا يحتذى به فى أدب الحديث وفى التراحم بين البشر «ولا أخفيك سرا يا فضيلة المرشد لو لم أكن متأكدا من أننى بعد هذا المقال، وأمامكم، فى أيادٍ أمينة لما تجرأت على كتابة هذه السطور، فالحديث مع ممثل لقوة بهذا الحجم، لابد أن أكون فيه آمنا على شخصى وعلى مستقبل أولادى».
وطلبى لفضيلتكم بتحديد موعد للقاء - الذى أتمناه - مرجعه إلى أننى لدى العديد من الأسئلة التى تراودنى دائما، ورأيت أن أوجهها إلى المصدر الأساسى والشرعى الذى يمثل جماعة الإخوان فى مصر، فقد علمت أن انتخابات الجماعة هى انتخابات شرعية ونزيهة، ولا تحتاج إلى قاض على كل صندوق أو ضباط شرطة لتأمينها، وتخرج بإرادة صريحة والأغرب أنها تنتهى برضاء كامل عن النتيجة، سواء من الفائز أو الخاسر، وعلى ذلك أريد أن أعرف كيف تتمكن من إدارة هذه الأعداد من المصريين على اختلاف ثقافتهم؟ وكيف تملكت عليهم هذه القوة الجبارة من الطاعة؟ وكيف جعلت الأغلبية العظمى منهم تراعى حسن الخلق وأمانة المعاملة مع الآخر؟ وكيف تستطيع يا صاحب الفضيلة أن تخرج قيادات جديدة وتنشئ قواعد متجددة تنتشر فى كل أنحاء الجمهورية، وتشغل أعلى المناصب فى الدولة؟ والغريب أنه فى العادة عندما يجتمع أى فريق فى مصر الآن تجد اختلافات وتشاحنات ولا اتفاق أبدا فى الآراء - حتى القضاة أنفسهم مختلفون على عمل قانون موحد لاستقلالهم – أما أنتم فهناك توافق تام بين أعضائكم واتخاذ للقرارات منظم جدا واحترام كامل لهذه القرارات، كيف وبأى طريقة وصلتم إلى ذلك؟
وأيضا إن جاز لى أن أعرف ماهو الكيان القانونى للجماعة، وهل هى خاضعة لرقابة القانون كمنظمة أو هيئة أو جمعية؟ ومن أين تأتى الجماعة بهذا الكم الهائل من الأموال التى تشترون بها المقرات وتقيمون بها المؤتمرات، لا سيما، وقد بدأتم فى عمل حفلات إفطار فاخرة فى أحد أكبر الفنادق الخمسة نجوم فى القاهرة «اللهم لا حسد» وأيضا يا فضيلة المرشد إن سمحت لى أن أعرف كيف تمكنتم من أن تدعو وزير الداخلية والسفراء والوزراء وكبار رجال الدولة لاجتماعاتكم المختلفة؟ ما هى القوة الأدبية التى تملكونها على كل هؤلاء؟ وإذا كان المسؤلوون بالداخل على علاقة طيبة بأعضاء الجماعة بموجب المعاملة أو الصداقة أو حتى الجيرة، لكن كيف استطعتم تكوين علاقات مع سفراء الدول الموجودين بالقاهرة وكيف تجعلونهم حريصين على حضور مناسباتكم بهذا الكم من التواجد؟
وإذا اتسع صدركم أكثر يا صاحب الفضيلة، أريد أن أعرف عن ماذا فعلت الجماعة أيام الثورة المصرية، لا سيما وأنتم من أكثر من دفع الثمن على يد الأنظمة المصرية المتعاقبة وحرمتم من أموالكم الشخصية وقضيتم سنين طويلة فى السجون والمعتقلات وحوكمتم أمام المحاكم العسكرية، وهوجمت منازلكم ليل نهار، فإذا طاب لكم أن ترووا لى لماذا لم تشترك الجماعة فى مظاهرات 25 يناير، ثم اشتركت بعد ذلك يوم 28 يناير وكان لرجالها الأثر كل الأثر فى أحداث هذه الثورة سأكون شاكر فضلك.
وهنا يا فضيلة المرشد، ومن باب الشهادة، ليس أكثر، اسمح لى أن أعرض لك أقوالا- قد تكون غير حقيقية- للواء عمر سليمان الذى كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات، ثم نائب رئيس الجمهورية سابقا، والتى قال فيها فى التحقيقات، إن جهاز المخابرات رصد تعاونا بين الإخوان وبين حركة حماس أثناء الثورة، وشوهدت مجموعات من حماس فى ميدان التحرير وقت الأحداث– وأنا مجبر على أن أستوضح من فضيلتكم حقيقة هذا الأمر الذى، ومما لا شك فيه، ستتناوله المحكمة الجارية للرئيس السابق فى الجلسات القادمة – لا سيما وأننى وجدت أحد محامى المتهمين يطلب صورة رسمية من المخابرات العامة عن تقرير بهذا المعنى حرر وقت الأحداث، وطلب أن تأذن له المحكمة فى ضمه.
والحقيقة أننى قررت أن أتحمل مسؤولية معرفة الحقيقة - كل الحقيقة مهما كانت – فى هذه القضية، كذلك يا فضيلة المرشد إن جاز لى أن أعرف رأيكم فى قيام بعض الجماعات المسلحة أيام الثورة باختراق السيادة المصرية ودخول البلاد والهجوم على أحد السجون وإخراج أحد المعتقلين من السجون المصرية، وبعد ساعات يتحدث هذا المعتقل من منزله، ليؤكد ذلك أمام شاشات التليفزيون «والله أعلم يقال إنه من حماس – وممكن يكون الكلام ده غلط» وهل ممكن سيادتك تسأل الأخ خالد مشعل عن الموضوع ده فى أى لقاء قادم يجمعكم، لأنى أعتقد أنه يقدرك تماما، ورأيته أيضا يقبل رأسك فى زيارته الأخيرة للقاهرة، وأنا واثق أنه هيقول الحقيقة وهيشرح لسيادتك إذا كان عمل كده أم لا، وياريت أعرف النتيجة عشان لوكان عمل كده، نحاكمه، هو كمان، فليس من المعقول أن يستغل أحد ظروفا أمنية تمر بها مصر ليقوم بتهريب مسجون من أحد السجون المصرية، خاصة أننا قررنا أن يسود مصر القانون على الكبير والغفير بعد أن دفعنا ثمن ذلك من دم أبنائنا.
ولو تبقى وقت سمحت فضيلتك به سأسأل عن مستقبل الحياة السياسية فى مصر، وكيف ترونها – أو بالأحرى – سوف تقررونها، فأنا واقعى وأعرف القوة السياسية للشخصية التى أتحدث معها، يا ترى هيكون النظام برلمانى أم رئاسى؟ ومين اللى الجماعة هتدعمه فى انتخابات الرئاسة؟ وفرص نجاح – بعض الأعداد من المواطنين – أمام الجماعة فى البرلمان والمحليات والنقابات.
فضيلة المرشد، أنا أعلن بهذا الشكل أن اللقاء هيطول، وبما أنى أتوقع أن يكون اللقاء فى مقر الجماعة، فمن الوارد أن أدعى على وليمة إخوانية، وهنا لابد أن أغير لغة الحوار الجاد، وأحاول أن أخفف اللقاء، لا سيما وأن تعاملى هذه الأيام مع بعض المحامين من الإخوان فى قضية مبارك أثبت لى أن لديهم شخصيات مرحة وتتقبل النقد والقفشات المصرية، عشان كده وإحنا بناكل ممكن أكلمك على الجدع اللى اسمه ساويرس اللى ياعينى عمال يعتذر كل شوية عن غلطة عملها فى ثانية واحدة – وهى غلطة جسيمة - لكن يا مولانا المسامح كريم، والرجل خسر كتير عشان العقاب الجماعى اللى نزل على مؤسساته، وطبعا ده هيأثر على بعض الوظائف اللى ولادنا واخدينها عنده، والراجل اعتذر بكل الأساليب المتحضرة وبشجاعة، ما علينا ياريت كمان نتكلم، وإحنا بنحلى، عن إذا كان سيسمح فيما بعد أنى آخد ولادى وأروح السينما أو المسرح أو الأوبرا عشان الحاجات دى فى بلاد الأجانب بيعتبروها ثقافة – لكن لو مكتب الإرشاد قرر عكس ذلك يبقى المكتب صح وهما اللى غلط.
أنا عارف أنى طولت لكنك كريم، ولكن هقوم أمشى ومستنى تليفون من فضيلتك، وسهل تعرف تليفونى لو كلفت وزير الداخلية إنه يستعلم عنه.
ولو أنا كنت قلت حاجة تضايق أرجوك سامحنى وتقبل اعتذارى، لأن عندى ولدين بحلم أنى أعلمهم كويس، وبحلم كمان أنى أخليهم يعيشوا فى البلد دى اللى مهما بعدت أنا وولادى عنها مانعرفش نعيش فى أى مكان تانى غيرها.
وادعى معايا ياصاحب الفضيلة أن يحفظ الله لنا مصر ويحفظ لنا ولو مكان صغير بجواركم على أراضيها. فى النهاية لكم منى الاحترام بكامل معانيه والتقدير بكل صوره، ولنا سطور أخرى الأسبوع المقبل إن كان فى العمر بقية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة