"اليوم السابع" تقتحم "العالم السفلى" للألتراس.. التمويل ذاتى والتحرك جماعى و"جيفارا" مثلهم الأعلى .. شاركوا فى الثورة "من وراء لثام".. ولا يجتمعون بالألتراس المنافس إلا لمواجهة الشرطة

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011 04:50 م
"اليوم السابع" تقتحم "العالم السفلى" للألتراس.. التمويل ذاتى والتحرك جماعى و"جيفارا" مثلهم الأعلى .. شاركوا فى الثورة "من وراء لثام".. ولا يجتمعون بالألتراس المنافس إلا لمواجهة الشرطة صورة ارشيفية
كتبت صفاء عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للألتراس ثلاثة أعداء رئيسين، لا يمكن التصالح معهم، أولهم الشرطة، وثانيهم ألتراس الفريق المنافس، وثالثهم الإعلام.

لذلك لم يكن من السهل دخول عالمهم السرى، والعثورعلى ألتراس حقيقيين، وإقناعهم بالحديث مع "اليوم السابع"، فهم يعتبرون أن الألتراس الحقيقى هو من لا يظهر فى وسائل الإعلام المختلفة ولا يكتب اسمه ولا تظهر صورته على صفحات الجرائد، وهو ما دفع أعضاء الألتراس أثناء الحديث معنا الى التشديد على ضرورة عدم ذكر أسمائهم.

"إنكار الذات" بالنسبة لهم من صميم فلسفة الألتراس، القائمة على اندماج الفرد فى إطار المجموعة، والالتزام التام بقواعدها وقوانينها التى تفرض عليهم التزام العقلية الجمعية، ونبذ الفردية، إضافة إلى قيود أخرى، لا يتم الإعلان عنها لغير أعضاء الألتراس، ويعد استخدام الطنبور، والشماريخ، والظهور ملثمين فى المعارك، من أهم معالم أفراد الألتراس.

والألتراس هى كلمة مشتقة من اللفظ اللاتينى "ultra"، وتعنى الشىء الفائق، وقد استخدم اللفظ منذ ستينيات القرن الماضى للإشارة الى نوع من مشجعى الكرة، تربطهم فلسفة خاصة وروابط قوية، وطريقة تنظيمية تشبه عصابات الشوارع، وهم يختلفون عن المشجع الكروى العادى، لأنهم يتحركون دائما فى مجموعات، ويتصرفون جميعا بروح الفريق، إضافة إلى عدم وجود قائد لهم، ويقول أحد أعضاء ألتراس الوايت نايتس "الزملكاوى": نعتبر أنفسنا اللاعب رقم 12 فى الفريق، ونتصرف جميعا وفقا لعقلية الألتراس، ونحذر التصرف الفردي، والظهور الإعلامى.

ويعد ألتراس الوايت نايتس أول ألتراس مصرى إذ تم إنشاؤه عام 2007، لتشجيع نادى الزمالك، ليتبعه ظهور ألتراس أهلاوى، وألتراس "ريد ديفلز" فى الإسكندرية، الذى يشجع النادى الأهلي، ومجموعة "ريد دلتا" بالمنصورة والمحلة التى تشجع الأهلى أيضا، وبعدها ظهرت مجموعة ألتراس "يلو دراجونز" لتشجيع نادى الإسماعيلى وألتراس "جرين ماجيك" المحسوبة على نادى الاتحاد السكندرى.

ويمتلك أفراد الألتراس عدد من المصطلحات الخاصة، أهمها "البانر"، الذى يعد شرف الألتراس، ويوضع عليه شعار الفريق، وينقسم إلى ثلاثة أنواع، البنر الرئيسى، الذى يؤدى سرقته إلى ضرورة حل الألتراس، وبنر الترحال، الذى يستخدم خلال سفر الألتراس من مدينة إلى أخرى لتشجيع فريقه، إضافة إلى الشماريخ، وهو لفظ تونسى، يعنى الصورايخ، و يعد إشعالها أحد المتع الرئيسية لأفراد الألتراس، وهناك أيضا "الدخلة"، التى يقوم فيها الألتراس بتشجيع فريقه أثناء الدخول الى الملعب، و"الطنبور"، وهو الآلة الرئيسية للتشجيع، ويقول الترس آخر "ينبغى على فرد الألتراس تشجيع فريقه تسعين دقيقة كاملة، وعليه كذلك اللحاق بفريقه أينما ذهب لتشجيعه".

وفيما يتعلق بمصادر تمويل الألتراس فهى ذاتية، عن طريق الاشتراكات التى يدفعها أعضاؤه، والمنتجات التى تحمل شعارات الألتراس، مع رفض التمويل من أى مصدر خارج أفراد الألتراس، حتى وان كان هذا المصدر هو النادى الذى يشجعه.

و على الرغم من أن من أهم قواعد الألتراس عدم اشتراك أفراده فى العمل السياسى، لأن الهدف الرئيسى هو تشجيع النادى الكروى، إلا أن ما حدث منذ بداية ثورة 25 يناير عكس ذلك تماما، حيث شهدت الثورة حضورا قويا لأفراد الألتراس، دون أن يعلنوا عن أنفسهم، ويكفى مراجعة الصور الشهيرة للثورة المصرية للتأكد من الأمر، فالملثمون الذين ظهروا فى الصور الشهيرة للثورة يواجهون الهجمات الشرسة من الأمن، هم من أفراد ألتراس حسبما قال أحد المصادر، وفى الثورة سقط شهيدان ينتميان لألتراس وايت نايتس من محافظة الإسكندرية، هما حسين طه ومحمد شعبان، وعن ذلك يقول أحد إفراد الألتراس إن الاحتكاكات المباشرة بين أفراد الألتراس ورجال الشرطة فى مدرجات الملاعب، كونت تكنيكا خاصا لدى فرد الألتراس، وعلمته كيفية مواجهة رجال الشرطة بشجاعة، وعدم الهروب من المواجهة.

وبوجه عام فإن فرق الألتراس تعتمد الفلسفة الدفاعية، ورغم كون الشرطة عدوها الأول، إلا أنهم لا يبدأون بالهجوم أبداً، إلا فى حالة بدء العنف من جانب الشرطة، ويروى العديد من الألتراس كيف تم اضطهادهم من قبل أفراد الشرطة فى عهد النظام السابق، حيث كان يتم القبض على رموزهم قبل المباريات المهمة، ومصادرة "دخلاتهم" قبل الدخول إلى الملعب، لذلك كانوا يهتفون ضدهم وضد نظام مبارك ردا على الاضطهاد، وكثيرا ما حاولت الشرطة دس عناصر أمنية بينهم، كسائر الحركات السياسية، إلا أن ذلك أمر كان شبه مستحيل، فهناك لغة سرية بين أفراد الألتراس، لا يعرفها غيرهم، كما أن فرد الألتراس لا يخون زملاءه، الذين يعدهم "أخوة فى الدم"، وهم بذلك متأثرين كثيرا بفكر المناضل "تشى جيفارا"، لكنهم لا يستخدمون طرق جيفارا التكتيكية فى السياسة، أو افتعال الشغب والعنف، لكنهم فقط يوظفون كل معارفهم وطاقتهم فى تشجيع ناديهم المفضل.

كما يتم توظيف فلسفة الألتراس فى الدفاع عن الحق، ورد الظلم، وفى نصرة القضية الفلسطينية، وقد ظهر أول تجمع للألتراس بعد الثورة فى أول الوقفات الاحتجاجية ضد السفارة الاسرائيلية، وكانت تلك هى أول الوقفات الاحتجاجية غير الكروية التى يشارك فيها الألتراس، وقد قابلتها الشرطة بكثير من العنف، وتم تفريق المتظاهرين، وذلك بعد محاولة الألتراس تسلق الجدار الخراسنى الذى كان متواجداً فى نهاية كوبرى الجامعة، كما اشتبك الألتراس أهلاوى مع الشرطة فى المدراجات، بعد ترديد أغانٍ معادية للشرطة، الأمر الذى تقوم عليه ثقافة الألتراس، وقد سبق ذلك اقتحام الترس الوايت نايتس لمقرات جهاز أمن الدولة المنحل فى كل من الإسكندرية ومدينة نصر، وذلك للحفاظ على الوثائق المهمة، ولذلك يؤكد الألتراس ممن تحاورت معهم اليوم السابع، أنهم ليسو بلطجية، فالدفاع عن الحق هى رسالتهم الأولى، واى أعمال إجرامية تسند إليهم، ليسو لهم علاقة بها.

ويحتدم الصراع بين أفراد الألتراس للفرق الكروية المتنافسة، فيقوم كل التراس بعمل "كماين" للألتراس المنافس، ويتعرض رموز الألتراس للخطف والمضايقات لا تتوحد أهداف ألتراس الفرق المتنافسة إلا خلال المواجهات مع الشرطة، لذلك تعمد فرق الألتراس إلى رسم شعاراتها الخاصة على الجدران، فيترك الترس "الويت نايتس" حروف" uwk07"، ويقوم الألتراس الأهلاوى برسم أحرف "ua 07"، وذلك للدلالة على فرض السيطرة على المنطقة التى مر فيها، أو فى الأماكن التى نجحوا فى كسب "معركة" مع الشرطة أو الفرق المنافسة فيها، وقد ساعد الألتراس عقب قيام الثورة المصرية فى سرعة تكوين اللجان الشعبية، ذلك لقدرتهم التنظيمية العالية فى العديد من المناطق، وطرقهم المتعددة فى الاتصال ببعضهم، كذلك فان أعضاء الألتراس المنتمين لمنطقة بعينها اعتادوا على مراقبة الدخلاء، خوفا من سيطرة ألتراس الفريق المنافس على المنطقة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة