عبد الله جول مع وفد من الصحفيين المصريين: لا خيار أمام ثورة مصر إلا النجاح ولا ندعم فئة بعينها.. قلت لمرشد الإخوان أنهم انتقلوا من الجهاد الأصغر إلى الأكبر

الأربعاء، 07 سبتمبر 2011 12:04 ص
عبد الله جول مع وفد من الصحفيين المصريين: لا خيار أمام ثورة مصر إلا النجاح ولا ندعم فئة بعينها.. قلت لمرشد الإخوان أنهم انتقلوا من الجهاد الأصغر إلى الأكبر الرئيس التركى عبد الله جول
رسالة إسطنبول - إبراهيم بدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


أكد الرئيس التركى عبد الله جول، أنه لا خيار أمام ثورة مصر إلا النجاح، نظراً للدور الهام والمكانة الكبيرة التى تحظى بها مصر إقليمياً ودولياً، نافياً دعم تركيا لأى فئة فى هذه المرحلة الانتقالية والوصول إلى نظام ديمقراطى، لأن التطورات التى تحدث فى مصر حالياً مهمة للغاية، ونجاح النظام الجديد فى مصر ليس مهماً لمصر وحدها، بل للمنطقة العربية والإسلامية بأسرها.

وأضاف جول خلال اللقاء الذى عقده الرئيس التركى وعدد من الصحفيين المصريين يزورون تركيا حالياً، أن هذا التغيير فى مصر يجب أن يتم بشكل هادئ ومنطقى وبعيداً عن الانفعال، مؤكداً على الدعم التركى الكامل بكل ما أوتيت تركيا من قوة لهذا التغيير والتوجه الحضارى فى مصر، مشيراً إلى أن مصر حققت ثورة كبيرة ووقفت وقفة رجل واحد.

وقال إن ما حدث فى مصر كان مختلفاً كثيراً عما جرى فى دول أخرى بالمنطقة، خاصة أنه لم يتم الإجهاز على مؤسسات الدولة بشكل كامل، مؤكداً أن الكثيرين سيساعدون شعب مصر على الوصول إلى تحقيق أهدافه العليا.

وقال الرئيس التركى، إنه كان حريصاً أثناء زيارته لمصر على الالتقاء بكافة أطياف الشعب المصرى، حيث أكدت لهم أن الهدم سهل ولكن البناء صعب، وأن عليهم العمل على النظر للمستقبل بدلاً من أن يبقوا أسرى للماضى.

ورداً على سؤال عما إذا كان لقاؤه بمرشد الإخوان المسلمين يعكس دعم تركيا للإخوان المسلمين، أشار جول إلى أنه اجتمع بكل السياسيين بشكل عام وليس المرشد العام فقط، حيث أكدت لهم أنهم انتقلوا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، وأكد أن تركيا لا تقف مع فئة ضد أخرى، بل تدعم المجتمع المصرى كله، وأنه تبادل الآراء مع الجميع ولم يكن هناك اجتماع منفرد أو بشكل سرى.

ومن ناحية أخرى، قال جول: إن الفترة الماضية عقب الثورة شهدت تبادلاً للزيارات بين الجانبين، حيث كنت أول رئيس جمهورية يزور مصر، كما أن وزير الخارجية المصرى قام بأول زيارة خارجية له إلى تركيا بعد توليه منصبه، وكذلك وزيرى التجارة والصناعة.

وقال جول، إن رئيس الوزراء طيب أردوغان سيزور مصر قريباً، وهى كلها مؤشرات على التعاون والتشاور المستمر بين البلدين.

وقال جول، إن إسرائيل تتصرف "كالولد الشقى" وترى نفسها خارج المنظومة الدولية، لأنها عمدت إلى اعتبار البحر المتوسط بحرها الخاص، وهى بذلك لا تجنح إلى أمور واقعية فى هذا الإطار، وقال إنه كان ينبغى على إسرائيل أن تقرأ الواقع والمتغيرات فى المنطقة العربية بالذات، لكن يبدو أن إسرائيل لا تفعل ذلك بإمعان.

وتابع جول، أنه وللأسف فإن هناك حكومة حالياً فى إسرائيل لا ترى أن أمن إسرائيل يمر عبر السلام، وهو السلام الذى لن يتحقق إلا بشكل مشرف مع جيرانها، ولذلك فإننى أرى أن إسرائيل للأسف "دولة محرومة من رسم استراتيجيتها طويلة الأمد".

وأوضح أنه لو كان لدى إسرائيل هذه الاستراتيجيات لكانت قد رأت أن ينبثق من وجود سلام عادل ومشرف فى المنطقة، وبدلاً من أن تكسب إسرائيل صداقات فى المنطقة تعمدت أن تكسب عداوات، وهو ما يدل على خطأ استراتيجيتها، وهو قرار خاص بهم بطبيعة الحال، على حد قوله.

جاء ذلك رداً على سؤال حول ما إذا كانت الأزمة بين تركيا وإسرائيل حالياً يمكن أن تؤدى إلى الحرب بين البلدين.

ورداً على سؤال حول مدى تأثر العلاقات الأمريكية التركية بالأزمة الإسرائيلية التركية الأخيرة، قال عبد الله جول، إن إسرائيل بلد آخر، وعلاقتنا معها ليس لها علاقة بعلاقتنا بالولايات المتحدة أو بأى شىء يحدث فى علاقتنا بإسرائيل.

وحول الدعم التركى للتحرك العربى الفلسطينى لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد جول أن تركيا قدمت دعمها الكامل، وأكدت أنها تدعم نشوء الدولة الفلسطينية، وسوف نستمر فى تقديم الدعم اللام فى هذا المجال.

وحول اشتراك كل من مصر وتركيا فى فكرة إعداد دستور جديد يتلاءم مع المرحلة المقبلة، ومغزى ذلك من حيث التوقيت، قال جول إننا بدأنا النظام الديمقراطى منذ عام 1946، وكان لدينا دستور يضمن علمانية وديمقراطية الدولة ولكننا رأينا أن هذا الدستور أصبح "ضيقًا الآن وليس على مقاسنا" ويجب أن يتم سن دستور جديد يضمن جميع الحريات، مشيراً إلى أن فى مصر سيكون هناك دستور جديد أيضاً وبمعايير حرة لأول مرة، ونحن نعلم أن مصر لديها علماء وحقوقيون ودستوريون مصريون يمكن أن يساهموا فى هذا المجال، وبطبيعة الحال، فإن مصر ستستفيد من التجارب والدساتير الأخرى ونأمل أن يكون الدستور الجديد متواكباً مع تطلعات الشعب المصرى، وسيكون هذا الدستور مصرياً خالصاً، فالمصريون لديهم خبرات كبيرة ولا يحتاجون للجوء إلى منظمات إقليمية ودولية لإعداد الدستور.

وحول تفعيل اتفاقية لرفع تأشيرات الدخول بين البلدين ودعم اتفاق التعاون الاستراتيجى، أشار إلى أن ذلك سيتم بحثه أثناء زيارة أردوغان لمصر، وقال إن تركيا جاهزة لتفعيل مثل هذه الاتفاقيات بشكل كامل.

ورداً على سؤال "للأهرام" حول إمكانية تكرار سيناريو ليبيا فى سوريا وموقف أنقرة كعضو فى حلف الناتو إذا ما تم اتخاذ قرار بالتدخل من جانب مجلس الأمن فى سوريا أشار عبد الله جول إلى أنه وقبل كل شىء، فإن الشعب السورى شعب صديق وشقيق ونحن نتطلع لسعادته وقوته ومناعة الدولة السورية، لكن هذه الأهداف لا تتحقق بالنظرة الشمولية وسيطرة الحزب الواحد على مقادير الأمور، وقد كان هناك حديث عن إصلاحات معينة، وأنه لا مجال لحكم الحزب الواحد ليس فقط فى سوريا ولكن فى كافة دول العالم كما أعربنا عن رغبتنا فى أن نرى الإدارة السورية تحقق تطلعات الشعب السورى ولا تجنح لإجراءات مؤقتة وغير حقيقية وأن تستمع لمطالب الشعب السورى وتقوم بحلول جذرية فى وقت قصير، وأن يعلن الرئيس السورى عن تلك الإجراءات ويقوم بسن دستور جديد يتواءم مع متطلبات الشعب السورى، وأكدنا لهم أنه كلما زاد العنف كلما زادت المشكلة، مؤكداً أن هذا الحديث تم التأكيد عليه مع الإدارة السورية خلف الأبواب المغلقة وبشكل معلن.

وحول مستقبل الأوضاع فى ليبيا والتنسيق مع مصر بِشأنه أعرب جول عن دهشته من إطالة عمر النظام فى ليبيا إلى هذا الحد، مؤكداً أن التغييرات فى ليبيا مهمة جداً، وأعرب عن تمنياته بأن تتم هذه التغيرات بدون تقسيم لفئات الشعب ودون نزاعات داخلية، مشيراً إلى أن تركيا كانت أول بلد يرسل سفيره عقب الأحداث حيث بدأ عمله منذ أيام، وأضاف أن مصر دولة مهمة ومن الطبيعى أن تكون هناك استشارات دائمة فى هذا المجال.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة