بعد حبس مؤسسه وحرق مقره...

حزب الغد.. القدر أسرع من الآمال

الخميس، 06 نوفمبر 2008 05:57 م
حزب الغد.. القدر أسرع من الآمال السجن وحرق مقر الحزب ..مصير تجربته السياسية
كتبت آمال رسلان وأميرة ناجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الطريق الثالث" عنوان مقالات فتحت الأبواب أمام النائب الشاب أيمن نور للتفكير فى تأسيس حزب جديد يدعو لفكر جديد يغزو به الحياة السياسية فى مصر، فإذا بهذا الحزب يقوده إلى حياة خلف القضبان، وإلى حريق مقر الحزب مؤخرا.

أيمن نور بطل القصة، طوى صفحته مع حزب الوفد والتى انتهت بصراعات داخلية بعد وفاة سراج الدين فى عام 2000، وبدأ طريقاً ليبرالياً جديداً أطلق عليه "الغد"، ليؤسس حزبه فى أكتوبر 2004.

كان حزب الغد.. فكرة واعية.. انطلقت لتملأ الفراغ السياسى فى مصر، هكذا وصفه الخبير السياسى الدكتور وحيد عبد المجيد، فهو حسب تعبيره "حالة ليس لها مثيل فى الحياه السياسية منذ عشرين عاما".

القدر دائما أسرع من الآمال، ولكن حماس أيمن نور جعله يتعجل الصدام مع السلطة السياسية، فقبل مرور ثلاثة شهور على إنشاء الحزب، صدرت تعليمات عليا بالقبض على أيمن نور فى يناير2005، واتهامه فى قضية تزوير توكيلات إنشاء الحزب، وصدر حكم ضده بالحبس خمس سنوات.

وحيد يرى أن خطأ أيمن نور هو تعجله الصدام مع النظام قبل أن يكون مؤسسة منظمة قوية، تصمد فى وجه الصراعات حتى فى حالة تغيبه عن الحزب، إلا أن وحيد يرى أن فكرة الحزب بدأت داخل أيمن نور ودفنت معه وقت دخوله السجن، فمنذ ذلك الوقت انتهى حزب الغد، وبدأت نار الصراعات تشتعل داخل أرجاء الحزب، إلى أن انتهى الأمر بحرق المقر اليوم، الخميس، ومازالت البقية تأتى.. بعد الحكم ضد نور ظهر بطل جديد من جبهة المنشقين، هو المهندس موسى مصطفى موسى والذى بدأ استغلال الأوضاع لصالحه.

كان لانشقاق موسى عن أيمن نور أسباب تتلخص فى قيام أيمن نور ومعه 45 عضوا، بعقد الاجتماع الأول للهيئة العليا، والذى انتهى إلى صدور قرارات باستبعاد وفصل أربعة من كبار المسئولين فى الحزب، وهم موسى ومجموعته.

وبعد حبس نور أصبح حسب القانون واللائحة الداخلية للحزب التى تنص على أن يتولى رئاسة الحزب خلفاً للرئيس أقدم النواب، موسى مصطفى موسى هو الأحق.

ومن جهه أخرى اجتمعت جبهة أيمن نور وقررت تصعيد السفير ناجى الغطريفى لرئاسة الحزب، وقامت كل جبهة بعقد جمعية عمومية للهجوم على الطرف الآخر، وتطور هذا الصراع ووصل الى أقسام الشرطة للفصل بين الطرفين.

وبعد إجراء الانتخابات تم اختيار السفير ناجى الغطريفى رئيسا لجبهة أيمن، واستمر موسى رئيسا للجبهة الأخرى، وفى النهاية استقرت المحكمة على الاعتراف بموسى مصطفى موسى رئيسا شرعيا للحزب.

تولى الرئاسة لجبهة نور السفير الغطريفى لفترة مؤقتة وبعدها تم إجراء انتخابات أخرى لرئاسة الحزب، وتقدم عدة مرشحين أبرزهم المهندس وائل نوارة و إيهاب الخولي، وتم اختيار الخولى لرئاسة الحزب.

واستمرت الأوضاع فى توتر بين الجبهتين، موسى يعتبر نفسه الرئيس الشرعى بموجب الأحكام الصادرة لصالحه، والخولى يعتقد أنه الأولى بموجب تصعيده واختياره من قبل جبهة نور، وكان مقر الحزب الكائن بميدان طلعت حرب هو مثار الخلاف بين الجبهتين، إلى أن تطور الأمر بمحاولة اقتحام موسى الحزب فى صباح اليوم، الخميس.

المقر هو مكتب أيمن نور الشخصى من قبل تأسيس الحزب، وليس من حق موسى الاستيلاء عليه، تأكيد أطلقه دكتور وحيد عبد المجيد، ووصف أعمال العنف والشغب المتهم فيها أعضاء جبهة موسى بالبلطجة، رغم أن هذا المقر هو المثبت فى لجنة شئون الأحزاب على أنه المقر الرئيسى، وهذه مشكلة يقع فيها أحزاب المعارضة نظرا لضيق الإمكانيات المادية مما يدفع الأعضاء أو المؤسسين إلى التبرع باستضافة الحزب بمكاتبهم لحين توفير مقر مناسب.

محمد فرج، الأمين العام المساعد لحزب التجمع، ومسئول التدريب وإعداد القيادات، يرى أن الحكومة نجحت فى العبث بالحزب بهدف إضعافه، أولاً عن طريق سجن أيمن وتأديبه، وثانيا بخلق جبهتين متصارعتين لكل منهما موقف مختلف من النظام، فجبهة نور تتخذ الجانب المعارض للنظام ومواقفه السياسية، وتتبع أسلوبا حادا تمثل فى المقالات المعادية بجريدة الغد، والمشاركة فى الاحتجاجات السياسية الموجودة فى هذه المرحلة، أما الفريق الآخر فيبدو من سلوكه أنه ينتهج خط التحالف مع نظام الحكم، بل إنه يسعى لوجود حزب يعتبر من أحزاب (الموالاة) ويؤكد فرج أنهم نجحوا فى تحويل "الغد" من حزب قوى إلى حزب منقسم على نفسه، ومشغول بخلافاته الداخلية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة