محمد جاد يكتب: مخلوع وليس متنحيا

الإثنين، 22 أغسطس 2011 08:50 ص
محمد جاد يكتب: مخلوع وليس متنحيا حسنى مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير ما أجد المواطنين مختلفين فى هذه القضية التى هى من أهم قضايا النقاش فى الوقت الحالى وذلك بعد أن أصبح الشارع المصرى منقسما بين المؤيد والمعارض على حكم "مبارك" منذ أيام الثورة وحتى يومنا هذا وكذلك بعد أن أصبحت محاكمات الرئيس السابق على مرأى ومسمع كل أفراد الشعب المصرى.

فنجد من هو يرى أن الرئيس مبارك هو رئيس مخلوع بإرادة الشعب الذى أجبره على التنحى وأنزله من السلطة الشرعية التى كان يتمتع بها، وأسقط نظامه الفاسد الذى كان يعيش فى سلطة مطلقة دون رقيب أو حسيب، فهذا الرئيس إذن هو رئيس مخلوع.

ونجد آخر يرد عليه فيوضح بأن الرئيس قد تنحى بإرادته حين علم أنه قد حان الوقت ليترك منصبه ويصبح كأى مواطن عادى، بل إنه قد ارتضى بأن يزداد على اسمه لقب "السابق" فيصبح "الرئيس السابق" فهو إذن قد حمى الشعب من حرب أهلية إن لم يترك الحكم وأراد أن يتشبث به.

ومع أن هناك تباينا واضحا فى الآراء إلا أننا نجد أن الصورة تكاد تكون واحدة فى جميع المناقشات والاختلافات فهل مبارك "متنحى" أم "رئيس سابق" أم "مخلوع"؟

فى البداية يجب أن نوضح بأنه لا يوجد اختلاف بين مفهوم "الرئيس السابق" وبين مفهوم كلا من "الرئيس المتنحى" و"الرئيس المخلوع" لأننا نجد فى النهاية أن كلمة "الرئيس السابق" تطلق على الرئيس "المخلوع والمتنحى" معا.

إذن فالمشكلة تكمن فى المفهومين "المتنحى"، و"المخلوع" فأيهما ينطبق على مبارك؟

والإجابة على هذا السؤال بسيطة جدا إذا قمنا بالقياس بين رؤساء مصر فى عهد الجمهورية فنجد بأنه ليس هناك رئيس قد تخلى عن الحكم إلا الرئيس السابق "جمال عبد الناصر" إذ أنه تنحى عن حكمه بعد هزيمة الجيش المصرى فى نكسة 1967 فنجد أنه "رئيسا متنحيا" لأنه لم يلزمه أحد أو يجبره بالنزول من منصبه أو أن شعبه قد طلب منه ذلك وأجبره على تركه لمنصبه بل على العكس فقد أجهش الناس بالبكاء وأصابتهم حالة من الفزع وخرجوا يهتفون باسمه،ويطلبون منه بالعدول عن هذا القرار إذ أن "عبد الناصر" لم يكن رئيساً فقط وإنما كان أيضا زعيماً لهذه الأمة وقتئذ.

وعلى العكس تماماً مع الرئيس السابق "مبارك" فنجد أن الناس قد خرجت تطلب منه ترك منصبه بل تجبره على ذلك حتى وإن دفعوا بأرواحهم إلى الهلاك، حتى وإن باتوا فى العراء محتملين من الشرطة ظلمها ومن الطبيعة بردها ومن الفاسدين سخريتهم، وصبروا على مطلبهم أياما وأسابيع غير عابئين أو مهتمين باتهام غيرهم بأنهم "ممولين من الخارج" و"بأجندات خارجية" حتى تمت إرادة الشعب المصرى وسقط الرئيس بنظامه.

فالإجابة إذن قد وضحت فالرئيس السابق هو رئيس "مخلوع" بإرادة الشعب المصرى فى كل محافظاته، تلك الإرادة التى أجبرته على التنحى ومن يجبر فهو "مخلوع" أما من يترك منصبه بإرادته لا بإرادة غيره فهو "متنحى".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة