عبير حجازى تكتب: عندما يصبح الإضراب هو الحل

السبت، 20 أغسطس 2011 08:56 ص
عبير حجازى تكتب: عندما يصبح الإضراب هو الحل د. أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يصبح الإضراب هو الحل إذا هناك خلل كبير، عندما يضطر كل صاحب حق أو مظلمة إلى الاعتصام والإضراب إذا فصوته لم يصل ومظلمته لم ينظر إليها وليكن هذا هو أبلغ دليل على أن النظام لم يسقط بعد، وأن البلاد ما زالت تدار بنفس المنهج وأن كل ما تغير هو وجوه وأسماء.

يعترض الكثيرون على الإضرابات ويتهمون أصحاب المطالب الفئوية بأنهم لا يريدون الاستقرار وأنهم يعرقلون العمل والإنتاج ولهم فى ذلك كل الحق، ولكن دعونا ننظر سويا فى الأسباب التى دعت البعض منهم لهذه الاعتصامات والإضرابات ثم ننظر للنتائج المترتبة عليها.

إن أسباب الإضراب والاعتصام تتلخص فى شعور بعض الفئات بالظلم وأنهم لم يحصلوا على حقوقهم كالمعلمين مثلا الذين شعروا بظلم بين عندما حرموا من حافز الإثابة الذى حصل عليه باقى موظفى الدولة وحرم منه المعلم بحجج واهية وهى حصولهم على كادر خاص، ولا أدرى أى كادر خاص يتحدثون عنه؟! أى كادر خاص أهدر كرامة المعلم وهو جالس يؤدى اختبارات عقيمة لا تفيد أى كادر خاص، ذلك الذى لا يساويه حتى بحملة المؤهلات الوسطى فى أى بنك أو سنترال أى كادر خاص، هذا الذى لم ولن يوفر للمعلم أى حياة كريمة ولم يغنه أبدا عن أن يلجأ للدروس الخصوصية التى هى ليست بالعيب ولا بالحرام طالما أنه يؤدى واجبه داخل الفصل على خير ما يرام، بل وضعوها كحل وحيد أمام المعلم كى يستطيع أن يطعم أطفاله، أى كادر خاص هذا الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، أى كادر وأى وزير هذا الذى يقف عاجزا عن حماية حقوق معلميه بل واكتفى بإعلان عدم اختصاصه برد مظالمهم وأن من يتضرر منهم فليلجأ للقضاء، وأنه شخصيا لم يحصل إلا على 1900 جنيه فقط، ذلك الدخل الذى لا يتعدى الـ10% من دخله عندما كان رئيسا للجامعة وكأنه يحمل المعلم ذنب انخفاض دخله!!

ولو تركنا المعلمين جانبًا فالكل يعرف قيمة المعلمين الذين هم حملة رسالة الأنبياء، والكل يعرف كم من ظلم وقع على عاتق هؤلاء المعلمين الذين عانوا الظلم ماديا ومعنويا فى بلد حكمه نظام أهدر كرامة هذا المعلم وبذل الجهد فى إذلاله وتحطيم قيمته ولننظر معا لحال الطبيب، ذلك الطالب المتميز بالأمس الذى عانى الأمرين حتى استكمل دراسته الشاقة، ثم خرج للحياة العملية ليحصل على راتب لا يكفى شراء سماعة أو جهاز قياس لضغط الدم، الطبيب والممرضون ملائكة الرحمة ها هم الآخرون يعانون الأمرين ولا يحصلون على حقوق تضمن لهم حياة آدمية كريمة.

وإذا كان الظلم هو سبب رئيسى لقيام هؤلاء وهؤلاء وغيرهم بإضراب واعتصام، فالوعود الكاذبة التى عانينا منها جميعا من نظام ذهب وولى لم تزل موجودة ولم تزل أسلوب عمل للوزراء والحكومات.

حكومة كان الأكرم لها ولنا ألا يقدموا وعودا لن يستطيعوا تنفيذها فلا حد أدنى ولا حد أقصى ولا حافز إثابة ولا حتى عقاب قد رأى النور بعد ولم نجن من وراء هذه الوعود المتلألئة كالنجوم فى السماء سوى جشع التجار وارتفاع الأسعار.

والنتيجة أن أضرب الأطباء والممرضين عن العمل فى أحد مستشفيات محافظة الشرقية فى مستشفى بالزقازيق وترتب على ذلك أن لقى مريض مصرعه، فيما يتعرض أكثر من ثلاث حالات أخرى فى حوادث مختلفة لنزيف فى حالة خطرة، ما بين إصابة بطلق نارى وحوادث أخرى داخل قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى الزقازيق لعدم إسعافهم وتلقيهم العلاج اللازم، بعد توقف العمل بسبب إضراب العاملين بمستشفى الجامعة للمطالبة بصرف حافز 200%، حيث توقفت العمليات والأشعة وغيرها من الأقسام.

كيف يمتنع الطبيب عن أداء واجب إنسانى نحو مريض يحتضر بين يديه ومن أوصله لهذه الحالة؟ من دفعه لهذا التصرف؟ وذنب هذا المريض من يتحمله ذنب هذا المريض وغيره فى رقبة من؟ فى رقبة الطبيب؟؟ أم فى رقبة من ظلم الطبيب؟؟

عندما يهدد أكثر من 14 ائتلافًا للمعلمين ببدء العام الدراسى بدون مدرس فما ذنب الطالب وما ذنب ولى الأمر وعلى عاتق من تكون النتائج على عاتق المعلم أم على عاتق من ظلمه بالطبع لا نؤيد هؤلاء ولا هؤلاء فى إضرابهم ولا اعتصامهم، ولكن لا نلقى باللوم عليهم وحدهم وإنما ندعوكم جميعا لسماع شكواهم وكفانا ما عانيناه سابقا من حكومات صماء ونظام أصم سنوات وسنوات.

عندما يصبح الإضراب والاعتصام هو الحل إذا فلم يسقط النظام وإنما سقطت دولة المؤسسات وأصبحت مصر تدار بمبدأ خذ حقك بالذراع!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة