بلال شعبان يكتب: صفير البلبلى وقصة الشاعر الأصمعى

الأحد، 31 يوليو 2011 10:22 ص
بلال شعبان يكتب: صفير البلبلى وقصة الشاعر الأصمعى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما دار ببالى وأنا أقرأ هذه القصيدة أننا بحق نريد التعلم وليس التشدق بالعلم ولذا أذكر القراء بهذه القصة التى تبين مدى الاهتمام بالتعلم والعلماء والأدباء فإليكم القصة: يحكى أن الأصمعى سمع بأن الشعراء قد ضيق من قبل الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعى بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهى الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجارى عندى يحفظها فيأتى الجارة(الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندى جارية هى تحفظها أيضاً (والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة) ويعمل هذا مع كل الشعراء.

فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث إنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً.. فسمع الأصمعى بذلك فقال:

إن بالأمر مكر فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعانى فلبس لبس الأعراب وتنكر.. حيث إنه كان معروفاً لدى الأمير.. فدخل على الأمير وقال إن لدى قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل.. فقال له الأمير هات ما عندك، فقال القصيدة..

وهذه هى القصيدة

صـوت صــفير الـبلبـلى *** هيج قـــلبى الثمــلى

المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلى

و أنت يا ســـــــــيدَ لى *** وســــــيدى ومولى لى

فكــــــــم فكــــم تيمنى *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلى

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلى

فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولى

والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلى

فــــــــولولت وولولت *** ولـــــى ولى يا ويل لى

فقلت لا تولولـــــــــى *** وبينى اللؤلؤ لــــــــــى

قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلى

وفتية سقــــــــــــوننى *** قـــــــــهوة كالعسل لى

شممـــــــــــتها بأنافى *** أزكـــــــى من القرنفلى

فى وســط بستان حلى *** بالزهر والســـــرور لى

والعـــود دندن دنا لى *** والطبل طبطب طب لـى

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لى

والسقف سق سق سق لى *** والرقص قد طاب لى

شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلى

وغرد القمرى يصـــــيح *** ملل فـــــــــــى مللى

ولــــــــــــو ترانى راكبا *** علــــى حمار اهزلى

يمشى علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلى

والناس ترجــــــــم جملى *** فى الســوق بالقلقللى

والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفى ومـــن حويللى

لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلى

إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلى

يأمر لى بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملى

اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلى

أنا الأديب الألمــعى من *** حى أرض الموصلى

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لى

أقول فى مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلى

حينها اسقط فى يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاى.

فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبى وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال
الوزير يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعى فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابى. فأزال الأعرابى لثامه فإذا به الأصمعى. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعى؟ قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا.. قال الأمير أعد المال يا أصمعى قال لا أعيده، قال الأمير أعده قال الأصمعى بشرط، قال الأمير فما هو؟ قال إن تعطى الشعراءعلى نقلهم ومقولهم.. قال الأمير لك ما تريد وهكذا يكون ذكاء العلماء مع الحكام المتلونين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة