(افتح قلبك مع د. هبة يس).. مشكلة تلات أرباع الأزواج

الخميس، 28 يوليو 2011 03:12 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. مشكلة تلات أرباع الأزواج د. هبة يس خبيرة التنمية البشرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
*أرسل (أ. ا) إلى افتح قلبك يقول:
أنا رجل عمرى 42 سنة، متزوج من 17 سنة، ولدى 3 أولاد، تزوجت عن قصة حب قوية تكللت بالزواج، وقصتنا كانت مضربًا للأمثال بين كل الأصدقاء والعائلة، أعتبر نفسى ناجحًا على جميع المستويات الأسرية والمهنية والمادية والحمد لله، ولكن الصورة أبدًا لا تكتمل، فأنا دائمًا أتظاهر بالاستقرار والرضا خارجيًا، لكنى لدى ما ينغص على هدوئى النفسى دائمًا، وهو بصراحة علاقتى الحميمة مع زوجتى، أرغب فيها باستمرار، وأطلبها كثيرًا، ولدى القدرة، والتوافق مع زوجتى والحمد لله، ولكن المشكلة أن زوجتى لا تفعل أبدًا إلا إذا طلبت، وأحيانا تتهرب وتتكاسل، بالرغم من طلبى المستمر لها بأن تبدى لى رغبتها فى حتى أقبل عليها، لدرجة أننا من الممكن أن نتخاصم بالأيام بسبب ذلك، إلا أنها ينصلح حالها يوما أو اثنين، ثم تعود لسابق عهدها، غافلة ناسية أو متناسية، دائمًا ردها أنها لا تتعمد إهمالى أو مضايقتى، وأنها دائما تريد سعادتى، وهى فعلا تحبنى وتحرص على راحتى، لكنى أشعر بعدم الإشباع تماما من هذه الناحية تحديدًا، وأريد أن أعف نفسى بزوجتى، ولا أريد أن أفكر فى زوجة ثانية على الرغم من قدرتى على ذلك، بمنتهى الصراحة أشعر أنى مراهق كبير، أفكر فى هذا الأمر كثيرًا، ولكن أليس من حقى أن أجد متعتى مع زوجتى وقتما أشاء؟

إلى الأخ (أ) طبعا لديك كل الحق فى أن تستمتع بما أحل الله لك، وأن تعف نفسك وتصونها، كما أراد الله بالزواج، ولكن اسمح لى أن أسر إليك بشىء ما، فى العادة يأكل الإنسان العادى 3 مرات كل يوم، لكن انظر إلى هذا الإنسان إذا أخبرناه أن الأكل سينفد خلال أسبوع، تراه كيف يتصرف؟ تجده يأكل كما لم يأكل من قبل، يأكل (فى آخر زاده) كما نقول، لماذا؟ لأنه يشعر بأن متعة الأكل ستزول قريبًا، وأنه لايزال لديه فرصة أخيرة للاستمتاع بما سيصبح مفقودا بعد ذلك، تماما هذا ما يحدث فيما يعرف (بأزمة منتصف العمر) عند الرجال، والتى تبدأ فى بداية الأربعينيات تقريبا، فى هذه المرحلة يشعر الرجل أن المنحنى أوشك على الهبوط.. وأنه فى غضون بضع سنوات ربما لا يكون قادرًا على فعل ما كان يفعله بكل سهولة فيما سبق، بينما هو نفسيًا لايزال يشعر بأنه شاب، وأنه من حقه الاستمتاع بعد، وأنه لايزال قادرًا وقويا و(مرغوبا) أيضًا بالرغم من كل شىء، كل هذه الأحاسيس والمشاعر طبيعية ومنطقية ومفهومة، لكنها لا تحدث بنفس الشكل والقوة لدى المرأة، تحدث بصورة أخرى نحن لسنا بصددها الآن، لكن النتيجة أنها تصبح معاناة حقيقية فى حياة الزوج، بينما لا تشعر بها الزوجة وربما لا تعرف عنها شيئًا.

لهذا يجب أن تعرف أنك فى فترة (عدم استقرار) طبيعية ومؤقتة أيضًا، وأحب أن أطمئنك أن الأمور لن تكون بالسوء الذى تتخوف منه، فالأمور تتطور بشكل تدريجى وطبيعى، ولله حكمه فى ذلك حتى يتماشى مع الحالة الصحية والنفسية للزوجة أيضًا، فلا داعى للقلق الزائد بخصوص هذا الشأن.

لا أقول لك لا تقبل على الحياة ولا ترغب فى الاستمتاع، أو صدق أنك كبرت وأنك يجب ألا تفكر فى هذه الأشياء، ولكنى فقط أطلب منك أن تهدأ قليلا فى تفكيرك بعدم الرضا والاستقرار، فأنت فعلا كما وصفت نفسك تمر بمرحلة نفسية غير مستقرة أشبه بمرحلة المراهقة، وقد يكون عدم رضاك عن تجاوب زوجتك نابعًا عن هذا أساسًا وليس عن إهمالها أو تقصيرها أو تعمدها فعل ذلك، هى فقط تحتاج إلى فهم الموقف حتى تبذل مجهودًا أكبر فى هذه المرحلة، وأنت أيضًا فى حاجة إلى فهم الموقف حتى تخفف من حدة أزمتك النفسية، ولا أنصحك أبدًا بالمغامرة باستقرار أسرتك وزوجتك وأولادك، سواء بزوجة تانية أو بعلاقة عابرة، لأن هذا سيكلفك كثيرًا حقا، أكثر من جدواه ونفعه، وربما تجد نفسك بعدها بعت الغالى بالرخيص، وأخيرًا من أراد العفة أعانه الله وأعفه، اخلص فى نيتك بإعفاف نفسك بزوجتك، واحرص على غض بصرك وعدم تعريض نفسك لأى فتن، وإن شاء الله كل شىء سيمر بسلام.

للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة