"الإخوان المسلمين" تستعد لخلافة "الوطنى" فى موائد رمضان.. والجماعة الإسلامية تستعين بالدروس وتوزيع الزكاة بدلا من الإفطارات.. و"الفلول" يستغلون رمضان فى الدعاية الانتخابية

الثلاثاء، 26 يوليو 2011 09:52 ص
"الإخوان المسلمين" تستعد لخلافة "الوطنى" فى موائد رمضان.. والجماعة الإسلامية تستعين بالدروس وتوزيع الزكاة بدلا من الإفطارات.. و"الفلول" يستغلون رمضان فى الدعاية الانتخابية مائدة رمضان – صورة أرشيفية
تحقيق رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
موائد رمضانية وأطعمة فاخرة ودعاية مصحوبة بابتهالات دينية، ولقاءات يغلب عليها الطابع السياسى وليس الرمضانى، كان هذا هو المشهد الذى يطل علينا سنويا فى شهر رمضان طوال 30 عاما قضاها معنا الرئيس المخلوع يقوم خلالها حزبه الحاكم بواسطة أعضائه من رجال الأعمال بإقامة موائد إفطار تصل تكلفتها فى بعض الأحيان إلى ملايين الجنيهات ويستخدمها فى الدعاية للحزب، وكانت تتنوع هذه الموائد بين السياسية التى يلتقى فيها الأعضاء مع غيرهم من القوى، بالإضافة إلى موائد الرحمن للفقراء لمحاولة كسب ثقة رجل الشارع العادى.

لكن سقوط الحزب الوطنى آثار تساؤل جديد يتعلق بالشهر الكريم، و هو من البديل للوطنى المنحل فى موائد رمضان القادم، وهل ستستغل تيارات الإسلام السياسى ما حدث لكى تظهر فى الصورة وتأخذ ما حرمت منه نتيجة لسيطرة جهاز أمن الدولة وإحكام قبضته عليها؟

ناجح إبراهيم، القيادى بالجماعة الإسلامية، يقول "رمضان القادم يعد الأول للجماعة الإسلامية بعيدا عن سيطرة أمن الدولة، وبالتالى سوف تستعد الجماعة له من خلال إقامة عدد من الدروس التربوية فى المساجد التى يزداد بها تواجد الإسلاميين والتى أصبحت وفقا له فى كل قرية أو مدينة خاصة فى الصعيد، بالإضافة إلى العمل على توصيل الزكاوات للفقراء بصورة نقدية وليست عينية" وفيما يتعلق بالقوى السياسية التى من الممكن أن تحل محل الوطنى فى إفطارات رمضان أكد إبراهيم أن الحركة الإسلامية أغلبها فقير ولا تمتلك أموال رجال أعمال الحزب الوطنى المنحل.

عبد الغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الاشتراكى، يرى أن اللقاءات الرمضانية يغلب عليها الطابع الاجتماعى أكثر من السياسى، مشيرا إلى أن الحزب الوطنى كان يستغل وجود رجال الأعمال به ويقيم موائد ذات تكلفة باهظة، ولكن الوضع هذا العام سيختلف - حسب توقعاته – قائلا إن المساحة الأكبر سيحظى بها الإسلاميون، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التى كانت لا تقيم سوى حفل إفطار واحد يحضره أغلب القوى السياسية، وأضاف قائلا إن الحزب الوحيد الذى من الممكن أن يحتل مساحة الوطنى فى الموائد التى يقيمها هو حزب "المصريين الأحرار"، لدعم رجل الأعمال نجيب ساويرس له ماديا، بالإضافة إلى حزب "العدل" نظرا لإمكاناته المادية المرتفعة.

جماعة الإخوان المسلمين والتى يتوقع المتابعون للساحة السياسية أنها الأوفر حظا لتحتل مكان الوطنى فى الموائد الرمضانية، يرفض قياداتها الاعتراف بتلك التوقعات، حيث قال الدكتور عصام العريان، القيادى الإخوانى، إنه لا يوجد من يحل بديلا للحزب الوطنى فى الموائد التى كان يقيمها أو أسلوبه فى التعامل مع الجماهير، وأكد العريان أن حزب الحرية والعدالة لن يعمل على إقامة موائد إفطار باسمه هذا العام.

إلا أن رجال السياسة يرون أن الإخوان لديها العديد من المقومات التى تساعدها على ذلك، وهى أنها تقيم حفل الإفطار السنوى لها منذ فى منتصف الثمانينات والذى كان يعد أكبر تجمع إخوانى يسمح به النظام السابق على مدار العام، بصرف النظر عن إلغاء بعض الحفلات من قبل أجهزة الأمن، فضلا عن قدرتها على إقامة حفلات إفطار فى كبرى الفنادق، منها على سبيل المثال تعاقدها فى عام 2007 مع فندق "إنتركونتيننتال وسيتى ستارز" لتقيم حفل افطارها الذى دعت له 1000 شخص، وهو الإفطار الذى لم يتم نظرا لاعتراض الأمن على حفلها فاضطرت الجماعة إلى الاعتذار لمدعويها، وأرسلت تهنئة لهم، بمناسبة الشهر الكريم.

أما إذا انتقلنا إلى بقايا الحزب الوطنى فالدعاية الانتخابية ستكون على رأس أولوياتهم الرمضانية، فمن جانبه يقول نبيل لوقا بيباوى، أستاذ القانون والعضو السابق بالحزب الوطنى المنحل، إن غالبية الأحزاب الجديدة تستغل قرب شهر رمضان فى الدعاية السياسية لهم وهذا شىء مشروع وعادة ما تستخدمه الأحزاب، خاصة إذا سبق رمضان موعد إجراء الانتخابات.

وحول إمكانية استغلال بقايا الحزب الوطنى لشهر رمضان لمحاولة تصحيح صورة الحزب أوضح لوقا أن الحزب الوطنى لن يستطيع القيام بهذا قائلا "الحزب الوطنى مات ومش هيرجع تانى"، وأكد أن الأحزاب التى تمتلك القدرة المالية ستحل محل الحزب الوطنى، كما أنها ستقيم موائد تشبه موائد الوطنى المنحل.

بينما يؤكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، أن أغلب التيارات السياسية تستغل اقتراب الشعب المصرى من الدين وسيستغلون هذه النقطة فى الدعاية السياسية الرمضانية، مؤكدا أن كلا منهم يعمل بطريقته سواء من خلال موائد أو دعوات بالمساجد، مشيرا إلى أن أغلب الأحزاب الإسلامية والليبرالية ستعمل بهذه الطريقة وستحل محل الحزب الوطنى فى الدعاية له من خلال موائده، فى حين تستبعد القوى اليسارية والماركسية استخدام هذه النوعية من الدعاية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة