طارق النجار يكتب: لم تتركوا ما يشفع لكم عند الشعب

الأربعاء، 20 يوليو 2011 12:25 ص
طارق النجار يكتب: لم تتركوا ما يشفع لكم عند الشعب حبيب العادلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأنا أسير على الأقدام بين من يعتصم فى الميدان ذهبت أذنى إلى حديث يدور بين شاب يقترب عمره من الثلاثين يتحدث إلى مجموعة من الرجال ذوى السن الكبيرة ويقول لهم قولوا لى إن كنت مخطئا أم لا فأنا حينما أذهب إلى القسم لكى أحرر محضرا فكان لابد لى أن أعطى نقودا إلى من يحرر المحضر وغيره من الأفراد فضلا عن تحملى بوابل من التوبيخ من سيدى الضابط وفى النهاية وجب على التحمل دون أن أقضى حاجتى حتى حينما أذهب لشراء استمارة بطاقة الرقم القومى كان يجب على أن أدفع مبلغا أكبر من الاستمارة دون أن أسال وأن أتحمل المعاملة السيئة باعتبارى غير آدمى من كل من يعمل من رجال الشرطة، وعندما أسير بالسيارة ودون أن يحدث شىء أجد رجل المرور يطلب منى الرخصة وتحرير محضر بالواقعة ودفع مبلغ نقدى وإذا تفاوضت معه دفعت جزءا من المبلغ دون تحرير إيصال وكل ده وأنا لم أفعل شيئا وحينما أذهب للإبلاغ عن حادثة فإننى أعاقب كأنى متهم أصلى فى الموضوع وحاولت أن أعرف السبب لم أعرفه، وحينما كنت فى الجامعة فإن الحرس الجامعى مسئول عن تربيتى بالشكل الذى يخدم النظام الحاكم وحينما أرجع من السفر أعامل معاملة سيئة ويعامل غير المصرى أفضل معاملة، وإذا قمت بمناقشة أى ضابط فى أى مشكلة تحدث أصبحت عدوا له ولا بد أن آخذ عقابى منه، ناهيك عما يحدث من مباحث أموال الدولة التى هى دولة داخل دولة ونحن لهم عبيد.

وإذا أردت أن تشرع فى البناء لمسكن كان يجب عليك أن تكرم الضباط بخلاف الأحياء التى يقام فيها المبنى، كما أن حينما نريد أن نقضى حوائجنا فعلينا الالتجاء لرجال الشرطة للتدخل لقضائها بشرط سداد ما يطلبوه لإحضار حقى، كما أن الأحكام الصادرة لمصلحتى لا أستطيع أن أنفذها من خلال وحدات التنفيذ بوزارة الداخلية دون أن أسدد المبالغ المطلوبة منى لهم، كما أننى وجب على أن أتحمل ما يفعلوه مع المواطنين الآخرين، كما يجب على أن اتحمل....الخ

الخلاصة فى حديث الشاب أن الداخلية فى العهد السابق لم تترك للشعب شيئا يشفع به عند الشعب بالرغم من أنهم أفراد مثلنا ومن شعب واحد.

وعلى أية حال نجمل قولنا بأنه يجب على وزارة الداخلية فى هذه المرحلة الحساسة أن تتحمل أفراد الشعب المصرى الذى تحملها وعاش معها طوال السنوات الماضية فى العهد السابق وهو يشعر بالظلم عليه منهم لأنه إذا لم يعالج رجال الشرطة فى مصر سواء الحاليين أو القادمين معالجة نفسية من آثار رواسب الماضى وذلك بالاهتمام بدراسة السلوك النفسى للأفراد ودوافعهم لقضاء حوائجهم فإننى أتنبأ بتوالى ثورات شعبية تضر مصلحة البلاد ككل لأن رجل الشرطة يحمل الجنسية المصرية وهو أب لأولاد ويريد أن يعيش فى استقرار وأن يشعر بأنه لا أحد يظلمه ولا يأخذ حقه كما أنه يريد أن يشعر بإنسانيته فى علاقاته بالمجتمع الذى يعيش بداخله وبالتالى فإن الأولى بأن لا يكون من يظلم الآخرين و نفسه فى نفس الوقت.. اللهم ما بلغت اللهم فاشهد.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة